السؤال
ما هو الفرق بين الإيمان والثقة؟
الجواب
الإيمان والثقة لهما معانٍ متشابهة، وغالبًا ما يستخدم الناس الكلمتين بشكل تبادلي. حتى قاموس ميريام-وبستر يعرّف الإيمان بأنه "الاعتقاد والثقة والولاء لله". بالنسبة لمعظم الناس، لا يوجد فرق عملي بين الإيمان والثقة؛ فكلاهما مترادف. وأي فروق بينهما فهي دقيقة جدًا.
أحد الفروق هو ببساطة نحوي. فالثقة (trust) يمكن أن تكون اسمًا أو فعلًا بحسب السياق. كاسم، تعني "الاعتماد المضمون على شخصية شخص ما أو قدرته أو قوته أو صدقه". وكفعل، تعني "الاعتماد على صدق أو دقة"، "الإيمان"، "التفويض أو الإيداع في رعاية شخص ما"، أو "وضع الثقة". بينما الإيمان (faith) دائمًا اسم (باستثناء استعماله القديم كفعل).
في الكتاب المقدس، يُعرَّف الإيمان بأنه "الثقة بما يُرجى والإيقان بأمور لا تُرى" (عبرانيين 11: 1). بمعنى آخر، الإيمان يتضمن الثقة في شيء لا يمكنك إثباته صراحةً. الإيمان لا ينفصل عن الثقة؛ فهو الثقة بأن الله قادر وسيفعل ما يقوله في كلمته. الإيمان يشمل كلاً من التصديق العقلي لشيء ما والثقة به. فنحن نؤمن أن شيئًا ما صحيح، ونضع ثقتنا فيه أيضًا - أي نعتمد عليه. الإيمان يدرك أن الكرسي صُمم ليحمل الشخص الذي يجلس عليه، أما الثقة فتُظهر الإيمان بالجلوس فعليًا على الكرسي.
الإيمان بدون ثقة ليس إيمانًا. التصديق بدون اعتماد هو فراغ. كثيرون يؤمنون بحقائق معينة عن يسوع المسيح، ولكن معرفة هذه الحقائق على أنها صحيحة ليس ما يعنيه الكتاب المقدس بكلمة "إيمان". فالتعريف الكتابي للإيمان يتطلب الثقة - أي الالتزام بالحقائق.
مثال على العلاقة بين الإيمان والثقة هو "سقوط الثقة" (trust-fall). أنت تؤمن أن أصدقاءك سيمسكون بك رغم أن ظهرك متجه إليهم. أنت تصدق أنهم لن يسمحوا لك بالارتطام بالأرض. أما فعل السقوط - كما يوحي اسم التمرين - فهو الثقة. بهذا الفعل تُظهر الإيمان الذي لديك بأصدقائك. هكذا، الثقة بالله هي جانب أساسي من الإيمان الكتابي.
English
ما هو الفرق بين الإيمان والثقة؟
