السؤال
ماذا يعني الكتاب المقدس عند الإشارة إلى زوايا الأرض؟
الجواب
يتم استخدام تعبير زوايا الأرض في عدة مواضع في الكتاب المقدس كمصطلح مجازي للإشارة إلى الحدود القصوى أو أبعد الأماكن في العالم.
يصف أليهو، صديق أيوب، صوت الرب بأنه يشبه الرعد والبرق: "اِسْمَعُوا سَمَاعًا رَعْدَ صَوْتِهِ، وَالدَّوِيَّ الْخَارِجَ مِنْ فَمِهِ. تَحْتَ كُلِّ السَّمَاوَاتِ يُطْلِقُهُ، وَكَذَا نُورُهُ إِلَى أَطْرَافِ الْأَرْضِ" (أيوب 37: 2-3).. تُرجمَت كلمة زوايا في هذه الآية من المصطلح العبري الذي يعني أجنحة، مثل أجنحة الطائر الممتدة فوق صغاره. عندما تكون الأجنحة ممدودة بالكامل، فإنها تصل إلى أقصى امتداد لها، وبذلك تشير كلمة زوايا إلى أقصى حدود الشيء، وفي هذه الحالة، إلى أقصى أطراف الأرض. يعبر هذا التصوير عن أن صوت الرب يملأ السماوات كلها ويصل إلى أقاصي الأرض.
في إشعياء 11: 12، يتحدث النبي عن استعادة مستقبلية لإسرائيل حيث سيتجمع مشتتو يهوذا من "أربع زوايا الأرض". تعبير الأربع زوايا من الأرض هو إشارة شعرية إلى أبعد حدود العالم في الاتجاهات الأربعة الأساسية: الشمال والجنوب والشرق والغرب، أي أن هناك تجمعًا عالميًا لشعب الله. المعنى نفسه موجود في حزقيال 7: 2، ولكن هنا يكون الحدث الشامل هو نهاية العالم الكارثية: "يَا ابْنَ آدَمَ، هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لِأَرْضِ إِسْرَائِيلَ: نِهَايَةٌ! جَاءَتِ النِّهَايَةُ عَلَى زَوَايَا الْأَرْضِ!" تفسر هذا المقطع على النحو التالي: "النهاية هنا! أينما نظرت—شرقًا، غربًا، شمالًا أو جنوبًا—فقد انتهت أرضك!".
في رؤيا 7: 1، يظهر المشهد من منظور سماوي حيث يرى الرسول يوحنا رؤيا للعالم بأكمله: "وَبَعْدَ هَذَا رَأَيْتُ أَرْبَعَةَ مَلَائِكَةٍ وَاقِفِينَ عَلَى أَرْبَعِ زَوَايَا الْأَرْضِ". لا تعني هذه الصورة أن الأرض لها أربعة أركان حرفية، بل يستخدم يوحنا لغة رمزية لتقديم تصور بصري للاتجاهات الأساسية للبوصلة. تُظهر الصورة أن هؤلاء الملائكة يشرفون على العالم كله، وأن لا شيء خارج عن سيطرتهم. أيضًا، تحمل بعض الأرقام في الكتاب المقدس معاني رمزية، وغالبًا ما يرمز الرقم أربعة إلى الأرض وحدودها.
تظهر عبارة أربع زوايا الأرض مرة أخيرة في رؤيا 20: 7-8: "وَمَتَى تَمَّتِ الْأَلْفُ سَنَةٍ يُحَلُّ الشَّيْطَانُ مِنْ سِجْنِهِ، وَيَخْرُجُ لِيُضِلَّ ٱلْأُمَمَ ٱلَّذِينَ فِي أَرْبَعِ زَوَايَا ٱلْأَرْضِ، جُوجَ وَمَاجُوجَ، لِيَجْمَعَهُمْ لِلْحَرْبِ، ٱلَّذِينَ عَدَدُهُمْ كَرَمْلِ ٱلْبَحْرِ". قبل أن يُلقى الشيطان في مصيره النهائي، سيتم إطلاقه من سجنه المؤقت في الهاوية (آية 3)، وسيذهب ليخدع الأمم في جميع أنحاء العالم. هنا، يتم استخدام تعبير أربع زوايا الأرض مرة أخرى للإشارة إلى "أقصى حدود العالم".
جادل المشككون بأن تعبيرات مثل زوايا الأرض تثبت أن الكتاب المقدس يصف الأرض بأنها مسطحة أو مربعة، لكن الاستخدام الكتابي لهذه العبارة لم يكن أبدًا مقصودًا بمعناها الحرفي. لقد استخدم كتّاب الكتاب المقدس أساليب بلاغية كما نفعل نحن اليوم. فعلى سبيل المثال، كتب شكسبير في تاجر البندقية: "جميع العالم يرغب بها؛ من أربع زوايا الأرض يأتون، ليقبلوا هذا الضريح، هذا القديس الذي يتنفس كالبشر" (الفصل الثاني، المشهد السابع)، لكن لا أحد يفترض أن شكسبير كان يؤمن بأرض مسطحة. نفهم استخدامه للغة الشعرية.
كل اللغات تحتوي على تعابير مجازية. عندما نقول إننا نحصل على "أفضل ما في العالمين"، فإننا نشير إلى "وضع مثالي" وليس "عالمين حقيقيين". وعندما تتحدث الأجزاء الشعرية في الكتاب المقدس عن زوايا الأرض، فإنها تعني "العالم كله".
English
ماذا يعني الكتاب المقدس عند الإشارة إلى زوايا الأرض؟
