السؤال
ما هي الأخلاقيات العواقبية / العواقبية؟
الجواب
العواقبية هي نظرية في الأخلاقيات المعيارية. ترى أن الفعل يكون أخلاقيًا أو صحيحًا فقط إذا أدى إلى نتيجة جيدة. هذا يختلف عن الأخلاقيات القائمة على الواجب (Deontology)، التي تعلّم أن الأخلاق تعتمد على الواجب؛ وأخلاقيات الفضيلة (Virtue Ethics)، التي ترى أن الأخلاق تعتمد على تطوير شخصية فاضلة؛ والنسبية الأخلاقية (Ethical Relativism)، التي تؤكد أن الأخلاق تعتمد على ما يختاره الشخص لنفسه.
العواقبية هي نظرية معقدة وقد أدت إلى العديد من النقاشات حول التفاصيل. فمن الممكن أن يوجه الشخص أفعاله بهدف تحقيق نتيجة معينة، لكن النتيجة غالبًا ما تكون خارج سيطرته. هل يمكننا أن نعتبر كل فعل أخلاقي يجب أن يتبعه نتيجة جيدة ليكون فعلًا "أخلاقيًا" بحق؟ ماذا لو قاتل شخص بشجاعة من أجل قضية نبيلة ولكنه فشل في النهاية؟ هل تلغى نبالة القضية والقتال بسبب نتيجة سيئة؟
إذا كانت الأخلاق تعتمد على "نتيجة جيدة"، فالسؤال هو: "ما هو الجيد؟" أيهما أفضل: تحقيق المتعة أم تجنب الأذى؟ ما الأهم: سد حاجة أم تلبية تفضيل؟ الرؤية العالمية العلمانية لا تستطيع إعطاء إجابة واضحة.
ولتضييق تعريف "الجيد"، يناقش الفلاسفة سؤالاً آخر: "الجيد لمن؟" قد يكون السقف المتسرب عبئًا على صاحب المنزل ولكنه جيد لعامل الإصلاح. رسالة قبول جامعية لشخص تعني رفضًا لشخص آخر. هل الأفضل تحسين رفاهية الفاعل أم المتفرج؟ أم المجتمع ككل؟
بعض العواقبيين يعترفون بأن نية الفاعل قد يكون لها علاقة بأخلاقية الفعل. لكن السؤال يصبح: من لديه السلطة لتحديد ما إذا كانت النية مدروسة بشكل مناسب؟ هل هو الفاعل نفسه؟ أم طرف محايد؟ أم نظام القوانين؟ العواقبيون "الحقيقيون" يستبعدون النقاش بأكمله ويصرون على أن الأخلاق تعتمد فقط على التأثير الفعلي، حيث "القريب لا يكفي إلا في ألعاب الحظ أو القنابل".
يتحدث الكتاب المقدس عن العواقبية، ولكن ليس بالاسم، وليس بالطريقة التي ينظر بها الفلاسفة العلمانيون. يقول الكتاب المقدس إنه ينبغي على الناس أن يتصرفوا بشكل أخلاقي؛ أي أن يتبعوا شريعة الله وتوجيه روحه في قلوبهم. كما يعلّم الكتاب المقدس أيضًا عن نتيجة أخلاقية محددة.
تظهر العواقبية في نظام الله في شكل "التيلوس" (Telos)، وهي كلمة تعني "الغرض"، وهذا الغرض يوجه جميع قوانين الله. كلمته ليست عشوائية، إذ إن التاريخ البشري بأسره مليء بقصة أغراض الله لنا.
"لَا يُفَارِقْ هَذَا السِّفْرُ مِنَ الشَّرِيعَةِ فَمَكَ، بَلْ تَتَأَمَّلُ فِيهِ نَهَارًا وَلَيْلًا، لِكَيْ تَتَحَفَّظَ لِتَعْمَلَ حَسَبَ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ. لِأَنَّكَ حِينَئِذٍ تُصْلِحُ طَرِيقَكَ، وَحِينَئِذٍ تُفْلِحُ" (يشوع 1:8).
"لِأَنِّي عَرَفْتُ الأَفْكَارَ الَّتِي أَنَا مُفَكِّرٌ بِهَا عَنْكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَفْكَارَ سَلَامٍ لاَ شَرٍّ، لِكَيْ أُعْطِيَكُمْ آخِرَةً وَرَجَاءً" (إرميا 29:11).
"سَلاَمَةٌ جَزِيلَةٌ لِمُحِبِّي شَرِيعَتِكَ، وَلَيْسَ لَهُمْ مَعْثَرَةٌ" (مزمور 119:165).
الأخلاق لها عواقب، وهذه العواقب يجب أن توجه قراراتنا لأداء الأفعال الأخلاقية. لكن هذه العواقب ليست عشوائية أو غير معروفة أو خارجة عن السيطرة. الله خلق الأخلاق لغرض: "أَمَّا الصِّدِّيقُ فَيَتَمَسَّكُ بِطَرِيقِهِ، وَالطَّاهِرُ الْيَدَيْنِ يَزْدَادُ قُوَّةً" (أيوب 17:9).
English
ما هي الأخلاقيات العواقبية / العواقبية؟