السؤال
هل يقول الكتاب المقدس: تعال كما أنت؟
الجواب
مع أن عبارة "تعال كما أنت" لا تظهر حرفيًا في الكتاب المقدس، إلا أن الفكرة، إذا فُهمت بشكل صحيح، هي فكرة كتابية. فالكتاب المقدس يحتوي على العديد من الآيات التي تحمل نفس الرسالة المبنية على نعمة الله العجيبة.
في (يوئيل 2: 32)، حيث يعلن النبي عن أحكام يوم الرب الرهيبة، نجد أن عرض الله بالخلاص مفتوح لكل "من يدعو باسم الرب ينجو". وفي (إشعياء 1: 18)، يقدّم الله الدعوة للمجيء، مع أن الخطايا كالقرمز، فيجعلها بيضاء كالثلج. وفي (رؤيا 22: 17) نجد دعوة مفتوحة: "تعال! ومن يرد فليأخذ ماء الحياة مجانًا". هذه الآيات وغيرها تشير بوضوح إلى أنه، رغم خطايانا، فإن الله يريدنا أن نأتي إليه كما نحن، لكي يطهّرنا.
أما عن معنى وتطبيق هذه العبارة، فيمكننا النظر إلى تعامل يسوع مع الخطاة الذين التقاهم. أحيانًا يخبر بعض المؤمنين الناس بأن عليهم "إصلاح حياتهم" قبل أن يقبلهم الله، لكن هذا ليس ما نراه في الكتاب المقدس. عندما كلّم يسوع المرأة السامرية التي كانت تعيش مع رجل ليس زوجها (يوحنا 4: 1–26)، واجه خطيتها ثم عرض عليها الخلاص الذي تحتاجه. ومرة أخرى، عندما أُحضرت إليه المرأة التي أُمسكت في الزنا (يوحنا 8: 1–11)، قال لها: "اذهبي ولا تخطئي أيضًا". لم يتم تجاهل الخطية أو تبريرها قط، لكن الغفران عُرض لكل من أدرك خطيته وكان مستعدًا للاعتراف بها وتركها. إن الله يتوقع منا أن نترك خطايانا، لكن هذا يأتي كجزء من خلاصنا، لا كشرط مسبق. فنحن غير قادرين على إصلاح أنفسنا بدون معونة الله.
لكن عبارة "تعال كما أنت" قد تُساء فهمها وتطبيقها في بعض الكنائس اليوم. بعض الكنائس المرتبطة بحركة "الكنيسة الناشئة" أو الاتجاهات العصرية، تأخذ نعمة الله وتحوّلها إلى تسيّب (يهوذا 1: 4) بتعليم أن طريقة العيش لا تهم طالما أنك تؤمن. فإذا أتيت إلى المسيح بعلاقة غير شرعية، يقول البعض إن المسيح سيقبلك كما أنت ويقدّس تلك العلاقة. وإذا أتيت إلى المسيح كمنغمس في حياة الليل، يمكنك الاستمرار فيها لتستخدمها في "الوصول إلى الآخرين للمسيح". قد تكون هذه رسالة محبوبة، لكنها تتعارض مباشرة مع الكتاب المقدس الذي يعلّمنا أن هذه الأمور من حياتنا الماضية يجب أن تُترك خلفنا، وأن أصدقاءنا السابقين سيستغربون ذلك (1 بطرس 4: 3–4). في (رومية 13: 13) يُؤمر المؤمنون أن يسلكوا بلياقة، لا بالمشاركة في حياة التسيّب العالمية. ويقول (غلاطية 5: 13) إننا مدعوون للحرية، ولكن لا يمكننا استخدام الحرية "فرصة للجسد" لنعذر استمرار خطايانا.
الله مدهش، رحيم، محب وغفور، لذلك يدعونا إلى الخلاص رغم أننا لا نستحقه. بينما كنا بعد خطاة مات المسيح لأجلنا (رومية 5: 8)، جاعلًا الغفران ممكنًا. الله يطلب منا أن نعترف بخطايانا ونتركها حين نأتي إليه، لكنه يقبلنا كما نحن، ثم يبدأ بتغييرنا عندما نخضع له في الطاعة.
English
هل يقول الكتاب المقدس: تعال كما أنت؟