السؤال
هل للألوان أي دلالة في الكتاب المقدس؟
الجواب
في حين أنه من الخطأ أن نُسقط رسالة روحية أو صوفية على كل ذكر للون في الكتاب المقدس، إلا أن هناك بالتأكيد أنماطًا من الرمزية مرتبطة بالألوان تظهر بشكل متكرر في الأسفار، ويمكننا أن نتعلّم بعض الأمور من خلال هذه الأنماط التي نراها.
فعلى سبيل المثال، كما هو الحال في أيامنا، كان اللون الأخضر رمزًا للنضارة والحيوية والازدهار (مزمور 52: 8؛ 92: 14). أما اللون الأبيض، فيحمل دلالة مباشرة لأنه يمثل النور. الأبيض يرمز إلى الطهارة أو القداسة. فقد كان الكهنة يرتدون الأبيض كخدّام للقدوس، ولكونهم قدوة في القداسة. وثياب الخلاص هي بالتأكيد ثياب من نور (رؤيا 19: 8)، والرب نفسه موصوف بلغة النور والبياض (دانيال 7: 9؛ رؤيا 1: 14). كما أن الأبيض كان رمزًا للتقديس (جامعة 9: 8) والانتصار (زكريا 6: 3؛ رؤيا 6: 2). وكما أنه لون النور (متى 17: 2)، كان الأبيض رمزًا للمجد والعظمة كما يظهر في الكائنات الملائكية (متى 28: 3؛ يوحنا 20: 12).
أما الأسود، كونه عكس الأبيض أو النور، فيرمز إلى الحزن والضيق والمصيبة والمجاعة والموت (إرميا 14: 2؛ مراثي إرميا 4: 8؛ ميخا 3: 6)، وأيضًا كنذير للشر (زكريا 6: 2؛ رؤيا 6: 5).
اللون الأحمر هو لون النار، ومن ثمّ يرمز إلى الحياة؛ فالدم أحمر لأن الحياة عملية مشتعلة. ولكن الأحمر، بالمقارنة مع الأبيض، هو لون الحياة الأنانية والطماعة والمليئة بالشهوات. وقد وُصف الخطيئة باللون الأحمر لأنها كالحرارة المحترقة التي تستهلك الإنسان (إشعياء 1: 18). والأحمر (القرمزي)، بما أنه يُمثّل الدم، يُشير إلى مبدأ الحياة في الإنسان والحيوان (تكوين 9: 4-6)، وإلى العنصر الأساسي في الكفارة (إشعياء 63: 2؛ عبرانيين 9: 22).
أما الألوان الأرجواني والأزرق أو الياقوتي فتُشير إلى السماء، وهي رمز للوحي. وكان اللون الأرجواني بين العبرانيين يُعدّ لون يهوه، رمزًا للإله المُعلن ذاته (خروج 24: 10؛ حزقيال 1: 26). كما أن الأزرق والأرجواني، إلى جانب القرمزي والذهب، كانت ألوانًا لملابس الكهنة والأدوات في خيمة الاجتماع كما ورد في سفر الخروج، الإصحاحات 35 إلى 39. وكان الأرجواني، لباس الملوك، مرتبطًا بالملوكية والعظمة (قضاة 8: 26؛ أستير 8: 15؛ دانيال 5: 7، 16، 29).
English
هل للألوان أي دلالة في الكتاب المقدس؟
