settings icon
share icon
السؤال

ما معنى التبن في الكتاب المقدس؟

الجواب


التبن هو الغطاء الخارجي الرخو للقمح وغيره من الحبوب، والذي يجب فصله أثناء عمليات الدّرس والتذرية خلال موسم الحصاد. في زمن الكتاب المقدس، كانت الحبوب تُدرَس - أي تُداس، وتُسحق، وتُضرب - في ساحات درس مكشوفة لفصل الأجزاء غير الصالحة للأكل، التي تُسمّى التبن. وكان التبن الخفيف الوزن يُحمل مع الريح أو يُستخدم أحيانًا كوقود للحرق. وأثناء التذرية، كان الحصّادون يرمون الحبوب في الهواء، مما يسمح للريح بأن تُكمِل عملية فصل بقايا القشور عن الحبوب. وكانت هذه البقايا، والتي تُدعى التبن، تتطاير في جزيئات ناعمة كالغبار. وفي بعض المواضع القليلة من الكتاب المقدس، يُستخدم "التبن" أيضًا للإشارة إلى الحشائش الجافة أو القش (إشعياء 5: 24؛ 33: 11).

وكانت عمليتا الدّرس والتذرية تُمارسان يدويًا في العصور القديمة، مما أتاح استخدامهما في تصوير رمزي حيّ في الكتاب المقدس. ففصل التبن عديم القيمة عن الحبوب الثمينة كان رمزًا واضحًا للفصل بين الخير والشر، أو لإظهار الفرق بين معاملة الله للأتقياء ومعاملته للأشرار. ففي مزمور 1: 1-4، يُبارَك شعب الله ويُثبَّتون، أما "الأشرار فليسوا كذلك، بل هم كالتبن الذي تذروه الريح" (الآية 4).

في إشعياء 33، ينجو شعب الله البار من الدينونة، بينما تُستهلك الأمم الشريرة. وعند الحديث عن الأشوريين، يقول إشعياء: "تحبلون تبنًا، تلدون قشًا، نفختكم نار تأكلكم" (الآية 11).

وبحسب هوشع، فإن طريقة الله في التعامل مع الشر في إسرائيل كانت أن يُبيد عابدي الأوثان كما يذرو التبن في الهواء: "لذلك يكونون كغمام الصباح وكالندى المُبكر الزائل، وكتبنٍ تنسفه البيادر، وكدخانٍ من الكوى" (هوشع 13: 3). ويُقارن عجز الأشرار والأمم أمام دينونة الله بالتبن المتطاير مع الريح: "الشعوب تعج كعجيج مياهٍ كثيرة، ولكنه يزجرها فتهرب بعيدًا، وتُطرد كالعصافة على الجبال قدام الريح، وكالجل الشعواء أمام الزوبعة" (إشعياء 17: 13؛ راجع أيضًا صفنيا 2:2).

وفي حلم نبوخذنصر، تمثّل الأمم غير التقيّة بتمثال مصنوع من عناصر متعددة، وقد تفكك وتحلل وتبعثر كتَبَن أمام مملكة الله المنتصرة: "فانكسر حينئذٍ الحديد والخزف والنحاس والفضة والذهب معًا، وصارت كعصافة البيدر في الصيف، فحملتها الريح فلم يوجد لها مكان، أما الحجر الذي ضرب التمثال فصار جبلًا كبيرًا وملأ الأرض كلها" (دانيال 2: 35).

أما في العهد الجديد، فيُصوَّر المسيح، يسوع، على يد يوحنا المعمدان كالحاصد أو منخل الحبوب: "أنا أعمدكم بماء للتوبة، ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوى مني، الذي لست أهلًا أن أحمل حذاءه. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار. الذي رفشه في يده، وسينقي بيدره، ويجمع قمحه إلى المخزن، وأما التبن فيحرقه بنار لا تُطفأ" (متى 3: 11-12؛ راجع أيضًا لوقا 3: 17). جاء يسوع في المرة الأولى ليخلّص، ولكنه في المرة الثانية سيأتي ليدين العالم بالعدل. فالتبن- أي الأشرار، والفجار، وعديمو الإيمان، وغير المثمرين - سيفصلهم عن الأبرار ويقضي عليهم بمصيرٍ مروّع. لذلك يقول: "اسهروا إذًا، وتضرعوا في كل حين، لكي تُحسبوا أهلاً للنجاة من جميع هذا المزمع أن يكون، وتقفوا قدام ابن الإنسان" (لوقا 21: 36).

English



عد إلى الصفحة الرئيسية باللغة العربية

ما معنى التبن في الكتاب المقدس؟
Facebook icon Twitter icon YouTube icon Pinterest icon Email icon شارك هذه الصفحة:
© Copyright Got Questions Ministries