السؤال
ما هي أهمية حجر التتويج في الكتاب المقدس؟
الجواب
في العمارة، حجر التتويج هو الحجر الذي يُوضع في أعلى الجدار. وعلى عكس حجر الزاوية، الذي يُعد قاعدة للبناء وحجرًا أساسيًا في الأساس، فإن حجر التتويج هو آخر حجر يُوضع في الأعلى ليساعد في تثبيت الهيكل بأكمله. وكما هو الحال مع حجر الزاوية، فإن حجر التتويج يُستخدم كاستعارة مهمة للمسيح ومكانته كرأس للكنيسة وملكوت الله.
في العهد القديم، يُذكر حجر التتويج في مزمور 118: 22 وزكريا 4: 7. في زكريا، يرتبط الحجر بإتمام بناء الهيكل عندما يضع زربابل حجر التتويج (زكريا 4: 7). يقول الرب لزكريا: "يدَا زربابل قد أسّستا هذا البيت، فيداه تُتمّانه أيضًا" (زكريا 4: 9). وفي مزمور 118: 22، يمكن ترجمة الكلمة إما "حجر الزاوية" أو "حجر التتويج"، وهو العدد الذي اقتبسه يسوع في مثل الكرّامين.
كما في مزمور 118: 22، فإن الكلمة المترجمة إلى "حجر الزاوية" في متى 21: 42، ولوقا 20: 17، وأعمال الرسل 4: 11، وأفسس 2: 20، و1 بطرس 2: 7 يمكن ترجمتها تقنيًا إلى "حجر التتويج" أيضًا. الكلمة اليونانية تحمل معنى "الرئيس" أو "الرأس" أو "الحجر الأساسي"، لكنها قد تشير مجازيًا إلى حجر التتويج. فعلى سبيل المثال، في نسخة 2001 من الترجمة الدولية الحديثة، يُترجم متى 21: 42 إلى: "الحجر الذي رفضه البناؤون قد أصبح حجر التتويج"، مع ملاحظة تشير إلى إمكانية ترجمته أيضًا بـ"حجر الزاوية". وبالمثل، تُترجم نفس الكلمة في أعمال 4: 11 و1 بطرس 2: 7 إلى "حجر التتويج".
لكن بما أن حجر الزاوية وحجر التتويج حجَران مختلفان بوظائف مختلفة، فكيف يمكن تبادلهما في المعنى؟ يوضح لوقا 20: 18 هذا اللبس حيث يقول يسوع: "كل من يسقط على ذلك الحجر يتحطم، ومن يسقط هو عليه يسحقه". يمكن للشخص أن يسقط على حجر الزاوية، كونه في قاعدة البناء، ويمكن لحجر التتويج أن يسقط على الشخص، لأنه في أعلى البناء. ومن المحتمل أن يسوع يشير ضمنيًا إلى نفسه على أنه كِلا الحجرين: الزاوية والتتويج.
عندما صرّح بطرس بأن "يسوع هو الحجر الذي رفضه البناؤون، والذي صار حجر الزاوية"، كان يقصد أنه، رغم رفض إسرائيل للمسيّا، لا يزال يسوع هو المختار من الله. يسوع هو الأعلى، لأن الخلاص لا يُوجد إلا فيه (أعمال 4: 11–12). في أفسس 2: 20، يُوصف يسوع بأنه "رأس الزاوية" للكنيسة، لكنه يمكن أن يُفهم أيضًا كحجر التتويج، لأنه "فيه كل البناء مركبًا معًا ينمو هيكلاً مقدسًا في الرب" (أفسس 2: 21). يسوع هو أساس الكنيسة، وأيضًا حجر التتويج الذي يُمسك كل شيء معًا (كولوسي 1: 17).
المسيح هو حجر الزاوية وحجر التتويج معًا. هو أساس خلاصنا، ومصدر إيماننا، ورجاؤنا في المستقبل (راجع عبرانيين 6: 18). وهو أيضًا حجر التتويج الذي يُمسك كل شيء معًا ويحفظ خلاصنا آمنًا (يوحنا 10: 28). هو البداية ممثلة بحجر الزاوية، والنهاية ممثلة بحجر التتويج (رؤيا 22: 13). إن استخدام مصطلحات معمارية مثل حجر الزاوية والتتويج يوفر صورًا معبّرة لفهم المسيح، والخلاص، والأمان الذي يمنحه لنا.
English
ما هي أهمية حجر التتويج في الكتاب المقدس؟