السؤال
ماذا يعني أن الخلاص هو بالنعمة من خلال الإيمان؟
الجواب
الخلاص بالنعمة من خلال الإيمان هو جوهر الديانة المسيحية. "فبالنعمة أنتم مخلصون، بالإيمان، وهذا ليس منكم، هو هدية من الله، ليس من أعمال، لكي لا يفتخر أحد" (أفسس 2: 8–9). تحتوي هذه العبارة على ثلاثة أجزاء - الخلاص، النعمة، والإيمان - وهي كلها مهمة على حد سواء. معًا، تشكل هذه الأجزاء مبدأ أساسيًا في المسيحية. تعرف كلمة الخلاص بأنها "فعل الإنقاذ، الفداء، أو النجاة". يخبرنا الكتاب المقدس أنه منذ سقوط آدم وحواء في جنة عدن، يولد كل شخص في خطيئة موروثة من آدم: "دخلت الخطيئة إلى العالم بإنسان واحد، والموت بالخطيئة، وهكذا جاء الموت إلى جميع الناس، لأن الجميع أخطأوا" (رومية 5: 12). الخطيئة هي ما يجعلنا نموت جميعًا، وهي ما يفصلنا عن الله، وتستوجب على كل إنسان الانفصال الأبدي في الجحيم. ما يحتاجه كل واحد منا هو النجاة من هذا المصير. بعبارة أخرى، نحتاج إلى الخلاص من الخطيئة وعقوبتها. كيف نخلص من الخطيئة؟ تُعلّم معظم الأديان عبر التاريخ أن الخلاص يتحقق بالأعمال الصالحة. يعتقد البعض أن أعمال التوبة (الاعتراف بالخطأ) مع عيش حياة أخلاقية هي الطريقة للتكفير عن خطيئتنا. بالتأكيد، التوبة عن الخطيئة أمر ذو قيمة وضروري، ولكن هذا وحده لا يخلصنا من الخطيئة. قد نتوب عن خطايانا ونقرر ألا نخطئ مرة أخرى، وهذا أمر ضروري وقيّم، لكن الخلاص ليس نتيجة للنوايا الحسنة. كما يقول المثل: "الطريق إلى الجحيم مفروش بالنوايا الحسنة". قد نملأ حياتنا بالأعمال الصالحة، ولكن حتى خطيئة واحدة تجعلنا خطاة في الممارسة، ونحن بالفعل خطاة بالطبيعة. بغض النظر عن مدى حسن نوايانا أو "صلاحنا"، فإن الحقيقة هي أننا ببساطة لا نمتلك القدرة أو الصلاح لتجاوز طبيعة الخطيئة التي ورثناها من آدم. نحتاج إلى شيء أقوى، وهنا تأتي النعمة. نعمة الله هي فضله غير المستحق الذي يهبه للذين دعاهم إلى الخلاص من خلال حبه (أفسس 2: 4–5). هي نعمة الله التي تخلصنا من الخطيئة. نحن "مُبررون مجانًا بنعمته من خلال الفداء الذي جاء بالمسيح يسوع" (رومية 3: 24). من خلال التبرير، نُعتَبر مبررين ومقدَّمين كخاليين من الخطيئة في عيون الله. لم تعد خطايانا تفصلنا عن الله ولم تعد تحكم علينا بالجحيم. النعمة لا تُكتسب بأي جهد من جانبنا؛ وإلا لما كانت تُسمى نعمة. النعمة مجانية. إذا كانت أعمالنا الصالحة قد كسبت لنا الخلاص، لكان الله ملزمًا بدفع ما هو مستحق لنا. ولكن لا أحد يمكنه أن يكسب السماء، ونعمة الله ليست التزامًا عليه؛ بل هي تنبع من صلاحه وحبه. بغض النظر عن مدى اجتهادنا في السعي وراء الأعمال لكسب نعمة الله، سوف نفشل. خطيئتنا تعثرنا في كل مرة. "لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر أحد أمامه" (رومية 3: 20). الوسيلة التي اختارها الله ليهب بها نعمته لنا هي من خلال الإيمان. "أما الإيمان فهو التأكد مما نرجو، والإيمان بما لا نراه" (عبرانيين 11: 1). يتم الخلاص بالإيمان بابن الله، يسوع المسيح، وبما فعله - على وجه الخصوص، موته على الصليب وقيامته. ولكن حتى الإيمان ليس شيئًا نحصل عليه بأنفسنا. الإيمان، كما النعمة، هو هدية من الله (أفسس 2: 8). هو يهب لنا الإيمان والنعمة الكاملين لكي يخلصنا من الخطيئة ومن عواقبها. لذلك، يخلصنا الله بنعمته من خلال الإيمان الذي يهبنا إياه. النعمة والإيمان هبتان من الله. "الخلاص للرب" (مزمور 3: 8). من خلال النعمة، نتلقى الإيمان الذي يعطينا اليقين بأنه أرسل ابنه، يسوع المسيح، ليموت على الصليب ويوفر الخلاص الذي لا يمكننا تحقيقه بأنفسنا. يسوع، كالله في الجسد، هو "مؤلف ومكمل إيماننا" (عبرانيين 12: 2). تمامًا كما يكتب مؤلف الكتاب من البداية إلى النهاية، كتب يسوع المسيح قصة فداءنا من البداية إلى النهاية. "لأنه اختارنا فيه قبل إنشاء العالم لنكون قديسين وبلا لوم أمامه. في محبته سبق واختارنا أن نكون أبناءه بالتبني من خلال يسوع المسيح، حسب مسرته وإرادته - لمدح نعمة مجده، التي منحها لنا بحرية في الشخص الذي يحب" (أفسس 1: 4–6). الرب مات من أجل خطايانا وقام من أجل تبريرنا، ويغفر، بحرية وكمال، لأولئك الذين يقبلون هدية نعمته في المسيح. ويأتي ذلك القبول من خلال الإيمان. هذا هو معنى الخلاص بالنعمة من خلال الإيمان.
English
ماذا يعني أن الخلاص هو بالنعمة من خلال الإيمان؟
