السؤال
ما هو سفر الديك؟
الجواب
سفر الديك هو نص غير شائع يُصنَّف ضمن الأناجيل المنحولة. والأناجيل المنحولة هي كتابات عن حياة يسوع لم تُدرج ضمن العهد الجديد القانوني. يتميّز سفر الديك بتركيزه على آلام المسيح واستخدامه لجهاز سردي فريد - وجود ديك كشخصية رمزية ونبوية. هذا العنصر يجعله مختلفًا عن غيره من الأعمال المنحولة. وهو أقل شهرة من نصوص منحولة أخرى مثل إنجيل توما أو أناجيل الطفولة، ويُطلق عليه أحيانًا اسم "إنجيل الديك".
أصول سفر الديك غامضة. ويُرجّح العلماء أنه يعود إلى العصور الوسطى، على الرغم من أن زمان ومكان تأليفه الدقيقين غير مؤكدين. يُعتقد أنه نشأ ضمن المجتمعات المسيحية الشرقية، وربما ضمن التقاليد القبطية أو السريانية. ويعكس محتواه موضوعات ورموزًا شائعة في تلك التقاليد، لا سيما فيما يتعلق بآلام المسيح.
يُرجَّح أن يكون سفر الديك جزءًا من مجموعة الأدبيات المنحولة التي أُلفت لسدّ الثغرات المتصوَّرة في روايات الأناجيل، أو لتقديم رؤى لاهوتية وأخلاقية إضافية. ويبدو أن هذا السفر كُتب لتوسيع تناول جوانب معينة من الأيام الأخيرة للمسيح قبل الصلب.
أبرز ما يميّز سفر الديك هو استخدامه للديك كرمز مركزي. ففي الروايات الكتابية، يُرتبط الديك تقليديًا بإنكار بطرس، حيث صاح الديك بعد أن أنكر بطرس معرفته بيسوع ثلاث مرات (متى 26: 34؛ مرقس 14: 30؛ لوقا 22: 34؛ يوحنا 13: 38).
لكن سفر الديك يُوسّع دور هذا الرمز مقارنةً بالأناجيل القانونية. فهو يصوّر الديك على أنه يؤدي دورًا نبويًا، حيث يصيح في لحظات محورية ليُعلن عن مراحل تنفيذ الخطة الإلهية. وتشير بعض النسخ إلى أن الديك مُنح صوتًا أو حتى بصيرة إلهية ليعلّق على أحداث الآلام، مما يرفع من شأنه من مجرد رمز لفشل بطرس إلى مشارك فعلي في دراما تضحية المسيح.
وفي تفسيرات متعددة لسفر الديك، يُعد الديك مجازًا لليقظة الروحية والحذر الدائم. كما يرتبط صياحه ببزوغ الفجر، ومن ثم يُفهم على أنه إعلان عن مجيء المسيح كنور للعالم. وفي بعض الأحيان، يُفسَّر صياح الديك على أنه إعلان عن انتصار المسيح النهائي على الخطيئة والموت رغم ظلمة الصلب.
يشترك سفر الديك في العديد من الموضوعات الشائعة في الأناجيل المنحولة، بما في ذلك التركيز العميق على سرّ آلام المسيح والسعي للإجابة على أسئلة لاهوتية لم تُعالج أو لم تُفصل بما يكفي في النصوص القانونية.
وربما كان أحد أهداف سفر الديك هو استكشاف موضوعات الخيانة، والتوبة، والخلاص. فمن خلال التركيز على دور الديك وارتباطه بإنكار بطرس، قد يكون النص سعى للتأمل في ضعف الإنسان وإمكانية الغفران. كان إنكار بطرس لحظة حاسمة في روايات الأناجيل لأنه أظهر ضعف حتى أكثر أتباع المسيح إخلاصًا. وفي سفر الديك، يُمنح هذا الحدث أهمية متزايدة، إذ يُصوَّر الديك كمُرسل إلهي ضمن دراما الخلاص.
English
ما هو سفر الديك؟