السؤال
ما هي الأنثروبوسوفيا؟
الجواب
الأنثروبوسوفيا ترتكز على الاعتقاد بوجود "عالم روحي" منفصل وموضوعي يتجاوز العالم المادي، وأن البشر يمكنهم الوصول إلى هذا العالم من خلال الفكر. يتم وصف هذا النهج أحيانًا على أنه فلسفة أو دين، رغم أن أتباعه يعتبرونه غالبًا شكلًا من أشكال العلم الروحي الشامل. يشير مصطلح الأنثروبوسوفيا نفسه إلى التركيز على حرية الإنسان وتطوره.
طوّر رودولف شتاينر الأنثروبوسوفيا عندما انفصل تدريجيًا عن التيار الثيوصوفي. وكما هو الحال في الثيوصوفيا، تعلّم الأنثروبوسوفيا أن التجارب الصوفية-الفكرية تمكّن البشر من الوصول إلى الحكمة من واقع أعلى. تختلف الأنثروبوسوفيا عن الثيوصوفيا بمنحها قبولًا أكبر للأفكار الدينية المسيحية ومفاهيم العلم السائدة. ومع ذلك، فإن كلاهما يتأثر بشكل كبير بأفكار الغنوصية.
يدّعي أتباع الأنثروبوسوفيا أنها تتوافق مع المسيحية، إلا أن هذا الدين-الفلسفة شبه الديني يتضمن معتقدات تتعارض تمامًا مع ما يقدمه الكتاب المقدس. وتشمل هذه المعتقدات نسخة من التناسخ. توضح الأنثروبوسوفيا تقريبًا تاريخ الأديان المختلفة كجزء من تطور البشرية، معتقدة أن البشرية تتقدم بمساعدة شخصية شبيهة بالمسيح في كل مرحلة من هذه المراحل. ومن هذا المنطلق، تقترح الأنثروبوسوفيا أن جميع الأديان "صحيحة" بطرقها الفريدة داخل ثقافاتها وعصورها. في هذا النظام، يُنظر إلى نسخة بالكاد تُعرف من المسيحية على أنها النقطة النهائية التي تتقارب عندها جميع الأديان المتطورة.
من خلال الجمعية الأنثروبوسوفية ومجموعات أخرى، يتم الترويج لفلسفة شتاينر من خلال ندوات وبرامج توعية. وتُعد الأنثروبوسوفيا الرؤية التي تستند إليها مدارس والدورف، أو مدارس شتاينر، على الرغم من أنه رسميًا يُحظر على هذه المدارس تدريس الأنثروبوسوفيا بشكل مباشر. تضع هذه الفلسفة الدينية تركيزًا كبيرًا على الحرية الشخصية، ولا تؤمن بالضرورة بالتبشير. يختلف الباحثون في مجال التعليم حول مدى استفادة الطلاب من طريقة والدورف.
English
ما هي الأنثروبوسوفيا؟
