السؤال
ما هو معنى المرساة في الكتاب المقدس؟
الجواب
المراسي هي أدوات بحرية توفر الاستقرار للسفن خلال العواصف العنيفة، وتحميها من التلاعب بها في عرض البحر. وعلى مرّ التاريخ، كانت المراسي أداة لا غنى عنها للبحارة. وفي الكتاب المقدس، تُستخدم المرساة كرمز لرجائنا في يسوع الذي يمنحنا الثبات والاستقرار في الحياة. في العصور القديمة، كانت تُستخدم المرساة في الأعمال الفنية والنقوش كرمز للمسيحية. وتظهر المراسي في سراديب الموتى الرومانية على قبور المسيحيين، مما يدل على رجاء المسيحيين الراسخ في الحياة الأبدية.
تُذكر كلمة "مرساة" في العهد الجديد فقط. وفي بعض المواضع تشير إلى مرساة حقيقية، بينما تُستخدم مجازيًا في مواضع أخرى. وتُذكر المراسي في رواية رحلة بولس إلى روما خلال عاصفة شديدة وغرق السفينة لاحقًا (أعمال 27: 13، 17، 29–30، 40). كما يُقال إن يسوع وتلاميذه رَسَوا بالسفينة في جنيسارت (مرقس 6: 53).
ويستخدم الكتاب المقدس المرساة بشكل مجازي لتصوير الرجاء الذي لدينا كمرساة لأرواحنا: "لأَنَّهُ لَمَّا أَرَادَ اللهُ أَنْ يُبَيِّنَ أَكْثَرَ كَثِيرًا لِوَرَثَةِ الْمَوْعِدِ، قَطْعَةَ قَصْدِهِ، تَوَسَّطَ بِقَسَمٍ، حَتَّى بِأَمْرَيْنِ عَدِيمَيِ التَّغَيُّرِ، لاَ يُمْكِنُ أَنْ يُكَذِّبَ فِيهِمَا اللهُ، تَكُونُ لَنَا تَعْزِيَةٌ قَوِيَّةٌ، نَحْنُ الَّذِينَ الْتَجَأْنَا لِنُمْسِكَ بِالرَّجَاءِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، الَّذِي هُوَ لَنَا كَمِرْسَاةٍ لِلنَّفْسِ مُؤْتَمَنَةٍ وَثَابِتَةٍ، تَدْخُلُ إِلَى مَا دَاخِلَ الْحِجَابِ، حَيْثُ دَخَلَ يَسُوعُ كَسَابِقٍ لأَجْلِنَا، صَائِرًا عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ، رَئِيسَ كَهَنَةٍ إِلَى الأَبَدِ" (عبرانيين 6: 17–20). ووفقًا لتفسير Bible Knowledge Commentary، كان البحارة يحملون المرساة في قارب صغير بعيدًا عن السفينة حيث يمكن إسقاطها (Victor, 1983, p. 797)، وهذا تصوير جيد ليسوع، سَبَقَنَا إلى السماء وجعل رجاءنا آمنًا. فبدلًا من مرساة تمتد إلى قاع البحر، فإن مرساة المؤمن تمتد إلى السماء حيث يشفع يسوع فينا دائمًا (عبرانيين 6: 20؛ رومية 8: 34). نحن مربوطون بقدس الأقداس.
ووفقًا لعبرانيين 6: 19، فإن مرساة نفوسنا هي رجاؤنا في ميراث الله في المسيح. وعلى عكس التعريف القائم على المشاعر المشوب بالشك للرجاء في هذا العالم، فإن رجاء المسيحي هو "مرساة قوية وجديرة بالثقة" . رجاؤنا "ثابت وآمن" لأنه مبني على يسوع وعلى وعود الله. رجاؤنا يثبتنا خلال مواسم الحياة العاصفة. لقد مُنحنا مرساة للنفس، رجاءً دائمًا "موثوقًا وغير قابل للزعزعة" (BLB). كل شيء آخر زائل ومتغير، لكن يسوع يبقى هو هو (عبرانيين 13: 8).
وعندما تغمر عواصف الحياة المؤمن بالخوف أو القلق أو الشك، يمكنه التمسك بوعود الله ويجد الاستقرار في الخلاص الذي قدمه يسوع. مهما حدث، فإن وعود الله باقية. لا يريد الله أن يكون أولاده تائهين في البحر؛ بل يريدهم أن يكونوا راسخين في موضع آمن. وكما تُثبّت المرساة السفينة وتحميها من الانجراف في البحر، كذلك يُثبّت رجاؤنا في يسوع حياتنا ويبقينا في أمان وسط الصعوبات والضغوط والعواصف المؤلمة وغير المتوقعة في هذه الحياة.
English
ما هو معنى المرساة في الكتاب المقدس؟
