settings icon
share icon
السؤال

ما هي الأقرافا؟

الجواب


تُفهم الأقرافا عادةً على أنها الأقوال المنسوبة إلى يسوع المسيح والتي لا توجد في الأناجيل القانونية (متى، مرقس، لوقا، ويوحنا). وكلمة "أقرافا" (agrapha) تعني "غير مكتوبة" أو "غير مُدوَّنة." ونظرًا لعدم وجود الأقرافا في عمل محدد، بل كونها أقوال مأخوذة من مصادر متعددة - بما في ذلك التقليد الشفوي، والطقوس الليتورجية في العصور الوسطى، وحتى الأدب الإسلامي - فلا يمكن الجزم بأن جميع هذه الأقوال قانونية أو متوافقة مع الكتاب المقدس. يجب علينا أن ننظر إلى كل قول على حدة ونُقيّمه في ضوء الكتاب المقدس.

يمكننا تقسيم الأقرافا إلى عدة فئات عامة. الفئة الأولى هي الأقوال التي لا توجد في الأناجيل لكنها منسوبة إلى المسيح في أجزاء أخرى من الكتاب المقدس. فعلى سبيل المثال، يقول بولس في أعمال الرسل 20: 35: "في كل شيء أريتكم أنه هكذا ينبغي أنكم تتعبون وتعضدون الضعفاء، متذكرين كلمات الرب يسوع أنه قال: مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ." إن القول "مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ" منسوب إلى المسيح، ولكنه لا يوجد إلا هنا، في سفر أعمال الرسل، ولا يُذكر في الأناجيل. ولكن، بما أن سفر أعمال الرسل جزء من الكتاب المقدس، وبما أن الرسول بولس هو من يقتبس هذا القول، فإننا نعلم أن هذا القول منسوب ليسوع قانوني.

فئة أخرى من الأقرافا تتضمن أقوالًا منسوبة للمسيح لكنها في الواقع مجرد تلخيصات لتعاليم موجودة في الأناجيل. فعلى سبيل المثال، كتب كليمنضس الروماني في رسالته الأولى: "هكذا تكلّم: كونوا رحماء لكي تُرحموا؛ اغفروا لكي يُغفر لكم؛ كما تفعلون يُفعل بكم؛ كما تحكمون يُحكم عليكم؛ كما أنتم طيبون يُظهر لكم الطيب؛ وبالكيل الذي تكيلون به يُكال لكم." (الفصل 13). يبدو هذا القول تلخيصًا لبعض تعاليم الموعظة على الجبل. ورغم أن إعادة الصياغة التي قدمها كليمنضس ليست قانونية، إلا أنها تتماشى مع تعاليم المسيح كونها تلخيصًا وتجميعًا لبعض أقواله الواردة في الأناجيل القانونية.

فئة ثالثة من الأقرافا قد تتضمن أقوالًا منسوبة إلى المسيح لا تُعد تلخيصات أو إعادة صياغة، لكنها على الأقل "متناغمة" مع الكتاب المقدس. أي أنها لا تتعارض مع تعاليمه، لكنها لا تَرِد فيه صراحة. فعلى سبيل المثال، هناك قول وارد في الأناجيل القبطية المنحولة يقول: "خيرٌ أن تخطو خطوة واحدة في بيت أبي من أن تملك كل كنوز هذا العالم." هذا القول لا يحتوي على تعليم خاطئ، لكن لا يمكننا التأكد مما إذا كان يسوع قد قاله فعلاً أم أُلِّف لاحقًا ونُسب إليه. فإن لم يتعارض مع الكتاب المقدس، يمكن اعتباره منسجمًا معه، لكن لا يمكن اعتباره قانونيًا لعدم وجود دليل يُثبت أنه من أقوال المسيح الحقيقية.

وأخيرًا، هناك فئة من الأقرافا تتضمن أقوالًا تتناقض مع الكتاب المقدس، ويمكن رفضها بالتالي على أنها غير صادرة عن يسوع. فعلى سبيل المثال، في "الإنجيل بحسب العبرانيين" يُنسب إلى يسوع قوله عن "أمي الروح القدس"، وهو قول يتعارض بوضوح مع الإعلان الكتابي القانوني.

عندما نواجه أي قول أو فكرة تأتي من مصدر خارج الكتاب المقدس، فمن الحكمة دائمًا أن نقتدي بأهل بيرية، الذين "قبلوا الكلمة بكل نشاط فاحصين الكتب كل يوم، هل هذه الأمور هكذا؟" (أعمال 17: 11). هناك العديد من "أقوال المسيح" المتداولة، لكن يجب علينا دائمًا أن نقارن ما نسمعه ونقرأه مع الكتاب المقدس لكي نعرف الحقيقة.

English



عد إلى الصفحة الرئيسية باللغة العربية

ما هي الأقرافا؟
Facebook icon Twitter icon YouTube icon Pinterest icon Email icon شارك هذه الصفحة:
© Copyright Got Questions Ministries