السؤال
ما هو شعر الأكرُوستيك؟ وما هي أمثلة أشعار الأكرُوستيك الموجودة في الكتاب المقدس؟
الجواب
شعر الأكرُوستيك هو نوع من الشعر حيث تشير الحروف الأولى (أو أحيانًا المقطع الأول) من كل بيت شعري إلى كلمة أو اسم أو جملة معينة. مثال جيد على ذلك هو قصيدة لويس كارول التي لا عنوان لها والمعروفة عادة باسم "الحياة ليست إلا حلمًا"، في نهاية كتاب "عبر المرآة". الحروف الأولى من أبيات هذه القصيدة البالغ عددها واحد وعشرين تكتب اسم أليس بليزنس ليدل، الاسم الكامل للفتاة التي ألهمت كارول لكتابة رواياته.
يدعي بعض العلماء أن الكتاب المقدس يحتوي على أشعار أكرُوستيك، لكن هناك جدلًا حول ما إذا كانت هذه الأشعار قد كُتبت بهذا الشكل عمدًا من قبل الكُتّاب الأصليين. ما هو مؤكد هو وجود بعض الأشعار في العهد القديم التي تُظهر ترتيبًا أبجديًا. أحيانًا يُطلق عليها "أشعار أكرُوستيك"، لكنها تُسمى في الأصل أشعارًا "أبجدية" أو "أبجدية الحروف".
مزمور 111 مثال جيد على شعر "الأكرُوستيك" في الكتاب المقدس. بعد جملة "هللويا" في العدد الأول، توجد اثنان وعشرون بيتًا شعريًا تتوافق مع اثنين وعشرين حرفًا من الأبجدية العبرية. يبدأ كل بيت شعري بحرف من الأبجدية بالترتيب.
مثال آخر على شعر الأكرُوستيك أو الشعر الأبجدي هو مزمور 119. هذا المزمور مقسّم إلى اثنين وعشرين قسمًا، لكل حرف من الحروف العبرية قسم. يحتوي كل قسم على ستة عشر بيتًا شعريًا، ويبدأ كل بيت في القسم بحرف القسم نفسه في كل سطر بديل. فمثلاً، الثمانية أبيات الأولى تحتوي على ستة عشر بيتًا، ويبدأ كل سطر ثاني بحرف ألف (א)، وهو الحرف الأول من الأبجدية العبرية. القسم التالي من المزمور 119 يشمل الآيات 9–16، ويبدأ كل بيت فيها بالحرف الثاني من الأبجدية العبرية، بيت (ב).
مزامير 9 و10، إذا أُخذتا معًا، تظهران ترتيبًا أبجديًا مقصودًا، رغم أنه ليس كامل الأبجدية. مزمور 25 يستخدم عشرين من اثنين وعشرين حرفًا عبرانيًا، مع تخصيص حرفين شعريين لكل حرف. في العدد 2 يأتي الحرف المتوقع في بداية الكلمة الثانية، لا الأولى.
أشعار أكرُوستيك أخرى مثل مزمور 34 (بيتان لكل حرف)، مزمور 37 (أربعة أبيات لكل حرف)، ومزمور 145 (بيتان لكل حرف) تحتوي أيضًا على بعض الحذوفات أو التعديلات الطفيفة على التسلسل الأبجدي الصارم.
خارج سفر المزامير، هناك مقاطع أخرى تحتوي على ترتيب أبجدي أو أكرُوستيك، منها أمثال 31: 10-31، حيث الوصف الشعري للمرأة الفاضلة هو أكرُوستيك يبدأ كل بيت فيه بحرف مختلف من الأبجدية العبرية (بيتان لكل حرف).
أخيرًا، سفر المراثي الإصحاحات 1-4 يحتوي على أشعار أكرُوستيك. في مراثي 1 هناك اثنان وعشرون آية، تعطي ثلاثة أبيات لكل حرف عبري بالترتيب. في مراثي 2 أغلب الحروف تحتوي على ثلاثة أو أربعة أبيات. في مراثي 3 هناك اثنان وعشرون مقطعًا من ثلاثة آيات لكل منها؛ يبدأ كل آية بحرف المقطع. المقطع الأخير من مراثي 3 (الآيات 64–66) يحتوي على ثلاثة أبيات تبدأ بالحرف الأخير من الأبجدية العبرية، التاو (ת). في مراثي 4، توجد أغلبها بيتان شعريان لكل حرف في اثنين وعشرين آية.
هناك أيضًا مقطع في ناحوم 1: 2–8 يُعد ترنيمة لله ذات تركيب أبجدي، مع استخدام نصف الأبجدية العبرية فقط، والتسلسل غير صارم.
التركيب الأكرُوستيك أو الأبجدي لبعض مقاطع الكتاب المقدس قد يكون وسيلة لتسهيل الحفظ أو لتعزيز جمال القراءة. في كل الأحوال، تُذكرنا هذه الأدوات اللغوية أن الكتاب المقدس هو أدب، وأن الكتّاب المقدسين، بإرشاد الروح القدس، استخدموا الأشكال الأدبية والأدوات المتاحة لهم لنقل كلمة الله.
English
ما هو شعر الأكرُوستيك؟ وما هي أمثلة أشعار الأكرُوستيك الموجودة في الكتاب المقدس؟