السؤال
ما هي حكمة سليمان؟
الجواب
حكمة سليمان، المعروفة أيضًا بسفر الحكمة، هي أحد كتب الأبوكريفا. تضم مجموعة الأبوكريفا أيضًا أسفار مثل عزرا الأول والثاني، طوبيا، يهوديت، الحكمة الجامعة، باروخ، رسالة إرميا، صلاة منسى، والمكابيين الأول والثاني. معظم كتب الأبوكريفا مقبولة لدى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية ومدرجة في النسخ الكاثوليكية من الكتاب المقدس. مع ذلك، تعلّم كتب الأبوكريفا/الديتروكانونيكال أشياء غير صحيحة ولا تتسم بالدقة التاريخية. أضافت الكنيسة الكاثوليكية رسميًا هذه الكتب إلى كتابها المقدس في مجمع ترينت منتصف القرن السادس عشر، وذلك رداً على الإصلاح البروتستانتي. ولا توجد أي من كتب الأبوكريفا ضمن قانون الكتاب المقدس الرسمي.
يعتقد بعضهم أن سليمان هو مؤلف حكمة سليمان، رغم أن اسمه لا يظهر في النص. إلا أن الكنيسة الأولى رفضت تأليف سليمان للسفر؛ فالوثيقة القديمة المعروفة بمخطوطة موراتوري تشير إلى أن حكمة سليمان كتبت "بواسطة أصدقاء سليمان تكريمًا له". اليوم، حتى الكنيسة الكاثوليكية تقر بأن سليمان لم يكتب هذا السفر، الذي يعود تاريخه إلى القرن الأول أو الثاني قبل الميلاد، أي بعد موت سليمان بقرون عديدة.
بينما كتب سليمان الكثير عن الحكمة في سفر الأمثال وسفر الجامعة، فإنه لم يرفع الحكمة إلى مكانة إلهية كما يظهر في سفر حكمة سليمان. ففي هذا السفر، تُوصف الحكمة بعبارات مخصصة في الكتاب المقدس للمسيّا، حيث يُقال عنها: "هي انعكاس نور أبدي، مرآة طاهرة لعمل الله، وصورة لجوده" (حكمة سليمان 7: 26). أما في العهد الجديد، في سفر العبرانيين، تُمنح هذه الأوصاف لابن الله فقط، الذي "هو إشعاع مجد الله وصورة جوهره" (عبرانيين 1: 3). والأكثر خطورة، يقول سفر الحكمة 9: 18 إن الخلاص هو فعل للحكمة، في حين أن الكتاب المقدس يؤكد أن الخلاص هو بالإيمان، هبة من الله لمن يدعوهم ويبررهم ويقدسهم (أفسس 2: 8-9؛ رومية 8: 30). فإذا اعتمد الإنسان على "حكمته" للخلاص، لفقد الأمل لأن غير المخلصين "موتى في المخالفات والخطايا" (أفسس 2: 1-4)، وأذهانهم معتمة وقلوبهم خادعة وشريرة (إرميا 17: 9).
تُقبل كتب الأبوكريفا من قبل الكنيسة الكاثوليكية لأنها تعلّم بعض العقائد الكاثوليكية التي تختلف مع تعاليم الكتاب المقدس، مثل الصلاة لأجل الموتى، والتوسل إلى مريم لدى الآب، وعبادة الملائكة، والصدقة ككفارة عن الخطايا. صحيح أن بعض ما تقوله كتب الأبوكريفا/الديتروكانونيكال صادق وصحيح، لكن بسبب الأخطاء التاريخية واللاهوتية، يجب اعتبار هذه الكتب، ومنها حكمة سليمان، وثائق تاريخية ودينية قابلة للخطأ، وليست كلمة الله الملهمة والموثوقة.
English
ما هي حكمة سليمان؟
