settings icon
share icon
السؤال

من هي وشتي في الكتاب المقدس؟

الجواب


وشتي في الكتاب المقدس كانت زوجة الملك أحشويروش (المعروف أيضًا باسم الملك زركسيس في بعض الترجمات). يظهر الملك أحشويروش والملكة وشتي في قصة أستير، الفتاة اليهودية الجميلة التي كانت تعيش في مملكة أحشويروش، وابن عمها مردخاي، الذي قام بتربيتها بعد وفاة والديها. كانت أستير ومردخاي من نسل اليهود الذين تم نفيهم إلى بابل على يد الملك نبوخذنصر، مع الملك يهوياكين ملك يهوذا المهزوم. وتدور قصة الملكة وشتي في الكتاب المقدس حوالي عام 480 قبل الميلاد.

في سفر أستير الإصحاح الأول، يُعقد وليمة عظيمة للرجال في شوشن، العاصمة التي كان منها الملك أحشويروش يحكم منطقة واسعة من العالم القديم تمتد من الهند إلى الحبشة وآسيا الصغرى. واستمرت الوليمة 180 يومًا، وخلال تلك الفترة أقامت وشتي وليمة خاصة بها للنساء. وفي اليوم السابع من الوليمة، أمر الملك أحشويروش، الذي كان قد شرب كثيرًا من الخمر، أن تُحضَر الملكة وشتي وهي ترتدي التاج الملكي وتظهر أمام الشعب، ليشاهد الجميع جمالها (أستير 1: 10–11). لكن الملكة وشتي، لأسبابها الخاصة، رفضت المجيء، فغضب الملك (الآية 12- فزوجته نفسها تتحداه أمام جميع رجال شوشن. ونصح الحكماء الملك بأن هذا السلوك المهين من وشتي لا يمكن أن يمر دون عقاب، لأن التساهل مع الأمر سيجعل جميع نساء المملكة يحتقرن أزواجهن، ويفكرن قائلات: "إذا كانت الملكة وشتي قد تجرأت على إهانة زوجها، فنحن أيضًا نستطيع" (الآيات 16–18).

استجاب الملك أحشويروش للموقف بإصدار مرسوم ملكي ينص على:

أ) أن وشتي لن يُسمح لها أبدًا بالمثول أمام الملك مرة أخرى،

ب) أن الملك سيمنح تاجها لامرأة أخرى أَجْدَرَ منها (أستير 1: 19–21). وهكذا تم نفي الملكة وشتي، وبدأ البحث عن ملكة جديدة لتحل محلها. وتم اختيار العديد من العذارى الجميلات من المملكة، ومن بينهن أستير، الفتاة اليهودية. وفي عناية الله، تم اختيار أستير لتكون ملكة بدلًا من وشتي. وكانت أستير هي الشخص المناسب في المكان المناسب في الوقت المناسب، إذ من خلال مكانتها الرفيعة في القصر، حفظ الله شعبه لاحقًا من الإبادة.

وبحسب الـ"أجاداه" (أو الـ"هجاداه")، وهو كتاب يضم تقاليد وأساطير يهودية، كانت وشتي ابنة الملك البابلي بلشاصر. وفي الليلة التي قُتل فيها بلشاصر (دانيال 5)، تم أسر وشتي على يد الفرس المنتصرين وأُعطيت كزوجة للملك أحشويروش. ووفقًا لأساطير مختلفة، فإن رفض وشتي المثول أمام الملك كان بسبب الحياء (قيل إنها طُلِب منها أن تظهر عارية)، أو خوفًا على حياة زوجها (إذ توقعت أن يهاجمها الجمع الثمل ويُقتل الملك)، أو بسبب كراهيتها لزوجها (الذي كانت تعتبره من دم غير ملكي)، أو لأنها كانت مصابة بالبرص. وتقول رواية أخرى إن وشتي لم تُنف فقط من حضرة الملك، بل تم إعدامها. ومن المهم التنويه إلى أن أياً من هذه التفاصيل لا يظهر في السرد الكتابي، ولا توجد وسيلة لتأكيد صحتها.

يُعد سفر أستير الكتاب الوحيد في الكتاب المقدس الذي لا يذكر اسم الله بشكل صريح، لكنه حاضر فيه رغم ذلك، ظاهر في عنايته الإلهية. فكل جانب من جوانب قصة أستير، من عصيان وشتي، إلى نوايا هامان الشريرة، إلى جمال أستير، إلى حكمة مردخاي، تتكاتف لإنقاذ الشعب اليهودي. يد الله واضحة طوال السفر، والذي يعلمنا درسًا قويًا: حتى أفعال الأشرار تُسَيَّر ضمن خطة الله السيادية لفعل الخير لشعبه المختار ولكل من يثقون به (انظر رومية 8: 28).

English



عد إلى الصفحة الرئيسية باللغة العربية

من هي وشتي في الكتاب المقدس؟
Facebook icon Twitter icon YouTube icon Pinterest icon Email icon شارك هذه الصفحة:
© Copyright Got Questions Ministries