السؤال
ما هو مسلسل المختار، وهل هو متوافق مع الكتاب المقدس؟
الجواب
"المختار" هو مسلسل تلفزيوني عن حياة المسيح. الموسم الأول، الذي صدر عام 2019 (مع حلقة تجريبية عن ميلاد المسيح أُطلقت عام 2017)، نال اهتمامًا لعدة أسباب: فهو أول مسلسل تلفزيوني من نوعه يعرض حياة المسيح على مدار عدة مواسم (يُخطط أن تكون سبعة مواسم بالمجمل)؛ وقد تم تمويله جماعيًا، حيث جمع تبرعات تفوق 40 مليون دولار أمريكي حتى عام 2023، ما يجعله المشروع الإعلامي المموّل جماعيًا الأعلى تمويلاً على الإطلاق؛ وهو أول مسلسل يتم إطلاقه في كل دولة في الوقت ذاته عبر تطبيقه الخاص (بأكثر من 108 مليون مشاهدة حتى الآن في 180 دولة)؛ كما يُشاد به لسرده القصصي الجذاب.
"المختار" متاح للمشاهدة مجانًا، دون رسوم أو اشتراك. كما أن أقراص DVD لكل موسم متوفرة أيضًا للشراء. مبتكر المسلسل، دالاس جنكنز (ابن الكاتب المشارك في سلسلة "المخلّفين" جيري جنكنز)، حاصل على شهادة في الدراسات الكتابية. وعند ابتكاره للمسلسل، كوّن جنكنز لجنة استشارية من خبراء لضمان الدقة الكتابية والتاريخية في النص الذي شارك في كتابته للمسلسل. ضمت اللجنة حاخامًا يهوديًا مسيانيًا، وكاهنًا كاثوليكيًا، وأستاذًا إنجيليًا في الدراسات الكتابية.
الهدف المعلن لجنكنز من إنشاء المسلسل هو مساعدة الناس على معرفة يسوع بشكل أفضل ومحبّة الكتاب المقدس أكثر. ولتحقيق هذا الهدف، أضاف هو وكتّاب السيناريو الآخرون، إلى روايات الأناجيل، تفاصيل يرون أنها معقولة عن حياة الشخصيات الكتابية الواردة فيها. أضافوا قصص خلفية لشخصيات معروفة، وطوّروا شخصيات أخرى قد ترد فقط ذكرًا عابرًا في الكتاب المقدس. والنتيجة المقصودة هي أن يرى المشاهدون الأشخاص في الكتاب المقدس كأشخاص حقيقيين تعاملوا مع نفس أنواع التحديات التي نواجهها جميعًا. في "المختار"، لدى التلاميذ عائلات وأصدقاء، ولديهم سمعة يحافظون عليها، ولديهم حس فكاهي، ويكافحون مع أمور مالية وغيرها من الاهتمامات.
وكما هو الحال في كل سرد قصصي مبني على أحداث تاريخية، هناك بعض الرخصة الفنية الواضحة. في "المختار"، هناك غالبًا كمية كبيرة من الرخصة الفنية. في إعادة سرد روايات الأناجيل، أضاف الكتّاب أو عدّلوا بعض الشخصيات، والحبكات، والتفاصيل من الأصل الموحى به. صُمّمت هذه التغييرات لإضفاء شعور بالواقعية على كل حلقة. من الأمثلة على هذه الخيارات الفنية أن التلميذ متى يُصوَّر على أنه شاب مصاب بمتلازمة أسبرجر/ طيف التوحد. لا يوجد دليل مباشر في الكتاب المقدس يشير إلى أن متى كان يعاني من هذا الاضطراب، لكنّه تفصيل يُعد معقولًا، لذا شعر الكتّاب بالارتياح لاستخدام الرخصة الفنية لإضافة هذه السمة لشخصية متى. وبما أنه لا أحد يدّعي أن المسلسل هو كلمة الله أو أنه يعادل الكتاب المقدس، يرى مبتكرو "المختار" أن مثل هذه الرخصة مقبولة، بل ومتوقعة في وسيلة مثل التلفزيون. طالما أن المشاهدين يتذكّرون أن ما يشاهدونه هو فن وليس واقعًا حقيقيًا- ويقارنون ما يشاهدونه بالكتاب المقدس - فلا يوجد خطر من الالتباس. يجب أن نعلم بالفطرة أنه، رغم كل دقته التاريخية واهتمامه بالسياق الثقافي، فإن "المختار" هو مجرد فكرة من مجموعة من الناس عن كيف يظنون أنه قد كان شكل الحياة بالقرب من يسوع.
التصوير الدرامي للأحداث الكتابية كما يُقدَّم في مسلسل "المختار" يوفّر فرصة لنشر الإنجيل بين أولئك الذين قد لا يتعرّضون للكتاب المقدس بطريقة أخرى. بالنسبة للمؤمنين، يمكن لمثل هذه الدراما أن تعزّز النمو الروحي، مذكّرة إيانا بأن الكتاب المقدس ليس مجرد قصة فحسب - بل إنه يروي أحداثًا حقيقية في حياة أشخاص حقيقيين كانت لديهم مشاعر وعلاقات واهتمامات تشبه تلك التي لدينا.
هناك بعض القلق بشأن تورّط أعضاء من كنيسة المورمون في إنتاج مسلسل "المختار" وأن موارد تملكها كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة تُستخدم في تصوير المسلسل. في الواقع، موزّع المسلسل، شركة "فيدأنجيل" (VidAngel)، تأسست بواسطة اثنين من المورمون. كما تثير القلق بعض التصريحات التي أدلى بها دالاس جنكنز والتي تبدو كأنها تحتضن المورمون كإخوة وأخوات في المسيح. هل هذه المخاوف كافية لمنعنا من مشاهدة "المختار"؟ هذا موضوع مرتبط بالضمير الشخصي. السؤال الذي نحتاج لطرحه هو: "هل هذا مسلسل مورموني؟" أي، "هل يُعلّم هذا المسلسل عقيدة مورمونية؟" الجواب هو "لا"، على الأقل حتى الآن. لا يوجد في السلسلة أي ترويج لعقيدة مورمونية فريدة أو كاثوليكية أو لأي مجموعة أخرى. لذلك، من الممكن استخدام أشياء مملوكة لشركة مورمونية دون إنتاج منتج مورموني. معظم الناس، إذا لم يسمعوا عن المورمون في موقع التصوير، فلن يفكروا أبدًا أن "المختار" له علاقة بكنيسة LDS . وذلك لأن المنتج النهائي ليس مورمونيًا.
يحتفظ المبدعون الإنجيليون للمسلسل بالسيطرة الكاملة على محتوى المسلسل. طالما أن هذا الوضع لم يتغير ويستمر "المختار" في السعي لإنتاج سرد صادق لحياة المسيح، فإن قرار مشاهدة "المختار" يظل مسألة حرية مسيحية وتمييز روحي. إذا بدأت عناصر من اللاهوت الضال تتسلل إلى المسلسل نفسه، فحينها يكون المبدعون قد خانوا جمهورهم وحق الإنجيل. وحتى ذلك الحين، فإن مشاهدة "المختار" مسألة ضمير. بعض المسيحيين سيقدرون إعادة سرد حياة يسوع. آخرون سيواجهون صعوبة مع الرخصة الفنية المتضمنة في تصوير حياة يسوع على الشاشة. وهناك من سيجدون أسبابًا كثيرة أخرى لعدم مشاهدة المسلسل، بما في ذلك مشاركة المورمون أو الكاثوليك، حتى وإن لم تُروّج عقائد مورمونية أو كاثوليكية. على كل شخص أن يميز بصلاة ما إذا كانت مشاهدة المسلسل ستكون فائدة أو عائقًا في سيره مع الرب: "فليكن كل واحد منهم متيقّنًا في ذهنه" (رومية 14: 5).
English
ما هو مسلسل المختار، وهل هو متوافق مع الكتاب المقدس؟