السؤال
من هو تداوس في الكتاب المقدس؟
الجواب
كان تداوس واحدًا من التلاميذ الاثني عشر الذين اختارهم يسوع المسيح. ويُكتب اسمه أحيانًا "تداوس" وأحيانًا "تداي". وهو من الشخصيات الغامضة بين الرسل، إذ إن الكتاب المقدس يذكره قليلًا. ولتعقيد الأمور، تُذكر له في الكتاب المقدس أسماء متعددة.
أطلق جيروم، وهو عالم في الكتاب المقدس من القرن الرابع، على تداوس لقب "تريمونيوس"، أي "الرجل ذو الأسماء الثلاثة". ففي إنجيلي متى ومرقس، يُذكر الرسول باسم "تداوس" (متى 10: 3؛ مرقس 3: 18). أما في نسخة الملك جيمس من متى 10: 3، فيُدعى "لباوس، ولقبه تداوس". في المقابل، يستبدل لوقا اسم "تداوس" باسم "يهوذا بن يعقوب" في كل من لوقا 6: 16 وأعمال الرسل 1: 13. وعندما يذكره الرسول يوحنا، يدعوه "يهوذا (ليس الإسخريوطي)" (يوحنا 14: 22).
كان اسم "يهوذا" شائعًا في زمن العهد الجديد، ويعني "يهوه يقود". ويقترح بعض دارسي الكتاب المقدس أن "يهوذا" كان الاسم الذي أُعطي لتداوس عند الولادة، بينما كان "لباوس" و"تداوس" ألقابًا له. "لباوس" تعني "طفل القلب"، و"تداوس" تعني "طفل الصدر"، وربما كانت هذه تعبيرات حنونة أطلقها عليه أفراد عائلته. ويقترح جون ماك آرثر في كتابه رجال عاديون اثنا عشر أن هذه الألقاب تدل على أن تداوس كان ذا روح لطيفة وقلب رقيق كالأطفال.
الكلمات الوحيدة المسجلة لتداوس في الكتاب المقدس توجد في يوحنا 14. حينها، كان يسوع وتلاميذه مجتمعين في العلية للعشاء الأخير. وكان الرب يتحدث إليهم عن أمر موثر وهو موته القريب. كان التلاميذ قلقين ويطرحون الأسئلة. وقد وعدهم يسوع بأن يعطيهم الروح القدس ليساعدهم ويسكن فيهم. ثم قال: "قليلًا ويبصرني العالم أيضًا، وأما أنتم فتبصرونني. إني أنا حي فأنتم ستحيون. في ذلك اليوم تعلمون أني أنا في أبي، وأنتم فيَّ، وأنا فيكم. الذي عنده وصاياي ويحفظها، فهو الذي يحبني. والذي يحبني يحبه أبي، وأنا أحبه، وأظهر له ذاتي" (يوحنا 14: 19–21).
عندها سأل تداوس يسوع: "يا سيد، ماذا حدث حتى إنك مزمع أن تظهر ذاتك لنا وليس للعالم؟" (يوحنا 14: 22).
ويُظهر سؤال تداوس عدة أمور عنه. أولًا، كان يشعر بالراحة في علاقته مع يسوع بما يكفي ليقاطعه بسؤال. ثانيًا، كان يريد أن يعرف لماذا سيُظهر يسوع ذاته للتلاميذ فقط دون العالم. و ثالثًا، مثل كثير من اليهود في القرن الأول، كان يتوقع مسيحًا يظهر بقوة علنية أمام العالم.
وكان رد يسوع بسيطًا: "إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي، وإليه نأتي، وعنده نصنع منزلًا. الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي. والكلام الذي تسمعونه ليس لي، بل للآب الذي أرسلني" (يوحنا 14: 23–24).
محبة الله تتجلى في الطاعة لكلامه. فالمحبة والطاعة لا ينفصلان في الحياة المسيحية. الذين يحبون ويطيعون الله هم أولاده، وهؤلاء ينالون الروح القدس الذي يُظهر لهم المسيح، بينما يظل المسيح مخفيًا عن العالم.
ولا يُذكر المزيد عن تداوس في الكتاب المقدس. لكننا نعلم أنه، مثل باقي التلاميذ، ترك حياته السابقة ليتبع يسوع المسيح ويخدمه بأمانة، متحملًا المشقات والاضطهاد. يعتقد بعض العلماء أن تداوس هو من كتب رسالة يهوذا، لكن الرأي الأكثر قبولًا هو أن كاتبها هو يهوذا، أخو يسوع غير الشقيق.
وتقول بعض المصادر خارج الكتاب المقدس إنه بعد يوم الخمسين، حمل تداوس رسالة الإنجيل شمالًا، حيث أجرى معجزات وكرز وأسّس كنيسة في مدينة الرها، في ما يُعرف اليوم بتركيا. وتقول تقاليد أخرى إنه قُتل إما ضربًا بالعصي أو بالفأس من أجل إيمانه، وتقاليد أخرى تقول إنه صُلب.
English
من هو تداوس في الكتاب المقدس؟