السؤال
من هم السومريون؟
الجواب
كان السومريون شعبًا قديمًا استوطن منطقة سومر، وهي المنطقة الجنوبية من بلاد ما بين النهرين، والتي تُعرف اليوم بجنوب العراق. من غير الواضح متى وصل أول المستوطنين إلى هذه المنطقة، لكنهم كانوا شعبًا غير سامي يُعتقد أن أصله يعود إلى ثقافة سامراء في شمال بلاد ما بين النهرين أو إلى آشور. أسس السومريون العديد من دويلات المدن في جنوب بلاد ما بين النهرين، وازدهرت ثقافتهم هناك حتى حوالي عام 1700 قبل الميلاد، حين قامت بابل بإخضاعهم والسيطرة على المنطقة في عهد حمورابي، آخر ملوك السومريين.
يُنسب إلى السومريين اختراع أحد أقدم أشكال الكتابة، وهي الكتابة المسمارية، التي تتكون من سلسلة من العلامات ذات الشكل الإسفيني نُقشت على الطين باستخدام قلم خاص. وقد كُتبت ملحمة جلجامش الشهيرة بهذه الكتابة، واستغرق الأمر وقتًا طويلًا من علماء الآثار لفك رموزها. وعند ترجمتها، وُجدت أنها قصة بطولية عن ملك سومري تُسرد فيها مغامرات جلجامش و"أنكيدو"، وهو رجل بري خلقه الآلهة ليحارب جلجامش، لكنه أصبح صديقه ورافقه في القتال. وتتضمن الملحمة أيضًا وصفًا مذهلًا لطوفان عظيم يشبه إلى حد كبير رواية سفر التكوين.
كما أن السومريين هم من بنوا مدينة أور ودولة المدينة المرتبطة بها، وكذلك زقّورة أور، وهو بناء ضخم بُني لعبادة إله القمر السومري "نانّا". وتشير الأدلة الأثرية إلى أن السومريين كانوا محاربين أقوياء، بارعين في الزراعة والعمارة والأدب.
كان السومريون يزرعون الأراضي الخصبة على ضفتي نهري دجلة والفرات، وقد صنّفهم المؤرخون أحيانًا على أنهم "ما قبل الفراتيين". ويُذكر هذان النهران ضمن الأنهار الأربعة التي وردت في سفر التكوين 2: 14 والتي كانت تتفرع من جنة عدن. وما زالا حتى اليوم ينبعان من جبال تركيا ويمران عبر سوريا والعراق. وأصبحت تلك المنطقة تُعرف لاحقًا باسم "الهلال الخصيب" و"مهد الحضارة"، نظرًا لازدهار الزراعة فيها وابتكار سكانها للزجاج والعجلة وتقنيات الري.
للسومريين صلة بالتاريخ الكتابي. فقد ورد في الكتاب المقدس ذكر "أور" على أنها موطن أبرام، أو إبراهيم، الذي أصبح أول بطريرك عبري وأبًا روحيًا لكل من يؤمن بالرب (تكوين 17: 5؛ أعمال 3: 25؛ رومية 4: 12، 16). ويُخبرنا الكتاب المقدس أن أبرام كان من نسل سام (تكوين 11: 10–26)، أي أنه كان ساميًا يعيش في سومر، جنوب بلاد ما بين النهرين، حين كلمه الرب وأمره أن يترك عائلته وأرض آبائه ويذهب إلى أرض جديدة (تكوين 12: 1). وبالإيمان (عبرانيين 11: 8–9)، أخذ أبرام زوجته ساراي، وابن أخيه لوط، وكل ممتلكاتهم، وغادروا أرضهم متجهين إلى كنعان، التي تقع اليوم في لبنان وإسرائيل. ويرى العديد من العلماء أيضًا أن الإشارات إلى "شِنْعَار" في سفر التكوين 10: 10 و11: 2 تشير إلى منطقة سومر.
English
من هم السومريون؟