settings icon
share icon
السؤال

ما هو يوم القديس يوحنا المعمدان (St. Jean-Baptiste Day)؟ وهل يجب على المسيحيين الاحتفال به؟

الجواب


يُحتفل بيوم القديس يوحنا المعمدان سنويًا في 24 حزيران، وهو عيد كاثوليكي روماني يُكرّم يوحنا المعمدان، النبي الذي سبق المسيح يسوع الناصري (لوقا 1: 76). اختارت الكنيسة الكاثوليكية هذا التاريخ في القرن الرابع لأنّه يقع قبل عيد الميلاد بستة أشهر، انسجامًا مع تعليم الكتاب المقدّس بأنّ يوحنا كان أكبر من يسوع بنصف سنة (لوقا 1: 26). ورغم مكانة يوحنا البارزة في الأناجيل، فمن غير الحكمة للمسيحيين الاحتفال بالجوانب الدينية من هذا العيد، لأنّ اللاهوت الكامن وراءه يتعارض مع التعليم الكتابي.

يُعتبر يوحنا المعمدان شفيع الكنديين الفرنسيين، وأصبح يوم القديس يوحنا المعمدان، أو العيد الوطني في كيبك (Fête Nationale du Québec)، عطلة رسمية في المقاطعة. تبدأ الاحتفالات عادة مساء اليوم السابق بإشعال النيران، والرقص، والأغاني الشعبية التقليدية. وتُقام في الصباح المواكب والقداس الكاثوليكي. وكثيرون يرتدون الملابس الزرقاء أو البيضاء ويرفعون علم كيبك.

من المفارقات أن تمجيد يوحنا من خلال هذا العيد يناقض تعليمه الشخصي. فكما جاء في يوحنا 3: 30، حيث قال النبي بوضوح إنّ يسوع «يَنْبَغِي أَنْ ذَاكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ» (الترجمة الفاصلة)، فإن إقامة عيد ديني باسمه تتجاهل رغبة يوحنا، وتتناقض مع تواضعه، وتقلل من المجد الذي أراد أن يُعطى للمسيح وحده.

إن إظهار مثل هذا التكريم ليوحنا لا يخالف تعليمه فحسب، بل أيضًا المفاهيم اللاهوتية الأوسع في المسيحية. فهناك ثلاث عقائد كاثوليكية أساسية تدعم مثل هذه الممارسات - قداسة القديسين، شركة القديسين، وخزانة القديسين – لا أساس لها في الكتاب المقدس.

أولًا، عقيدة قداسة القديسين تعلّم الكنيسة الكاثوليكية من خلالها أنّ القديسين، وقد صاروا قديسين بنعمة الله وأعمالهم الصالحة، يستحقون الاحتفال بأعياد خاصة، وأنه يمكن الصلاة إليهم لطلب العون. غير أنّ الكتاب المقدس يعلّم أنّ الخلاص والقداسة يُمنحان بنعمة الله من خلال الإيمان بيسوع المسيح وحده (يوحنا 14: 6؛ أعمال 4: 12). لذلك يجب أن تكون العبادة والصلاة موجّهتين إلى يسوع وحده، لا إلى أتباعه (1 تيموثاوس 2: 5–6؛ عبرانيين 7: 25).

ثانيًا، عقيدة شركة القديسين تعبّر عن إيمان الكنيسة الكاثوليكية بأنّ جميع المؤمنين - الأحياء، والأموات، والموجودين في المطهر - متحدون ويدعم بعضهم بعضًا بالصلاة والأعمال الصالحة. ويقوم هذا الإيمان على فكرة أنّ جماعة المؤمنين عبر التاريخ تشكل عائلة واحدة. لكنّ الكتاب المقدس يؤكد على العلاقة المباشرة بين المؤمن الفرد والله، مما يجعل الشفاعة أو الوساطة من القديسين غير ضرورية (عبرانيين 4: 16؛ رومية 8: 26–27).

ثالثًا، عقيدة خزانة القديسين هي اعتقاد الكنيسة الكاثوليكية بوجود مستودع روحي مملوء بأعمال يسوع والقديسين الصالحة. وتقوم الكنيسة بتوزيع هذه "الأرصدة الروحية" من خلال ما يسمى بـ "صكوك الغفران"، التي يمكن الحصول عليها بالصلاة أو التوبة أو الأعمال الخيرية. غير أن الكتاب المقدس يوضح أن الخلاص هو عطية مجانية من الله، لا تُكتسب بالأعمال، بل تعتمد على برّ المسيح الممنوح لنا، لا على استحقاقات القديسين (أفسس 2: 8–9؛ رومية 4: 4–6؛ 2 كورنثوس 5: 21).

مع هذه الإشكالات اللاهوتية، يجب التوضيح أنّ ليس كل من يحتفل بيوم القديس يوحنا المعمدان يفعل ذلك بدافع إيماني كاثوليكي. ففي كيبك، أصبح اليوم يمثل الهوية الثقافية الفرنسية الكندية، وتم إعلانه عطلة وطنية عام 1925. ويحتفل كثيرون به لأسباب ثقافية وتاريخية، ولتعزيز روح الجماعة، لا لأسباب دينية.

ومع ذلك، ينبغي على المسيحيين أن يتأملوا في الأبعاد اللاهوتية لمشاركتهم. فبينما يُعدّ الانخراط في الأنشطة الثقافية والاجتماعية أمرًا نافعًا، إلا أن الكتاب المقدس يحذر من الممارسات التي تحمل مظهرًا دينيًا دون أساس كتابي، لأنها في النهاية باطلة وغير نافعة (1 كورنثوس 10: 20–22؛ رؤيا 2: 14، 20).

سيجني المسيحيون فائدة روحية أعمق من دراسة حياة يوحنا المعمدان وخدمته كما وردت في الكتاب المقدس، ساعين إلى الفهم اللاهوتي والتطبيق العملي لحياتهم اليوم. فهناك بركة عظيمة في تعلّم الدروس التي تقدمها قصة يوحنا - كالتواضع، والخدمة، والإخلاص للمسيح - بدلاً من ممارسة تقليدٍ يحمل اسم المسيحية لكنه خالٍ من جوهرها الحقيقي.

.

English



عد إلى الصفحة الرئيسية باللغة العربية

ما هو يوم القديس يوحنا المعمدان (St. Jean-Baptiste Day)؟ وهل يجب على المسيحيين الاحتفال به؟
Facebook icon Twitter icon YouTube icon Pinterest icon Email icon شارك هذه الصفحة:
© Copyright Got Questions Ministries