السؤال
ما هي تفسيرات شمّعي وحيلل للشريعة اليهودية؟
الجواب
كان شمّعي وحيلل اثنين من الحاخامات اليهود المؤثرين، حيث شكلت تعليقاتهما على التوراة اللاهوت والفلسفة اليهودية لقرون عديدة. كانتا مدرستا شمّعي وحيلل هما النهجان السائدان للشريعة اليهودية خلال سنوات خدمة يسوع على الأرض. للأسف، أدى تدمير الهيكل في السنة 70 م إلى فقدان معظم السجلات المتعلقة بالنقاشات بين هاتين المدرستين. سرعان ما اكتسبت مدرسة حيلل الهيمنة بعد تدمير الهيكل، لذلك معظم ما نعرفه عن تفسيرات شمّعي وحيلل في القرن الأول يأتي حصريًا من كتابات حيلل اللاحقة. هؤلاء الكتاب يصورون الانقسام بين شمّعي وحيلل كما لو كان صراعًا حزبيًا حديثًا، حيث كل جانب يعارض الآخر في كل شيء.
وفقًا للتقليد، كان شمّعي فاريسيًا درس في السنوات التي سبقت ميلاد يسوع، وركز في تفسيره للشريعة على ضرورة طقوس الهيكل، وتسمى تفسيرات مدرسته بالتفسير الصارم والحرفي والمركز على إسرائيل.
أما الحاخام حيلل، المعاصر لشمّعي، فكان أقل اهتمامًا بعبادة الهيكل، وكانت تفسيراته أكثر تسامحًا وانفتاحًا، وقبولًا للأمم. عرف حيلل أيضًا بوضعه قواعد تفسير تقليدية مكونة من سبع قواعد فردية. وكانت مدرسة حيلل منافسة لمدرسة شمّعي. بعد تدمير الهيكل، خفت تأثير مدرسة شمّعي وأصبحت فلسفة حيلل هي النهج السائد في الشريعة اليهودية لأكثر من 400 سنة.
العلماء غير متأكدين كم من الفروقات بين المدرستين كانت واقعية وكم منها نتاج لتاريخ معدّل. رغم أن العلماء اليهود قبل سنة 70 م كانوا يذكرون الخلافات بين المدرستين، فإن الغالبية العظمى من السجلات المتبقية هي من كتاب حيلل. وربما بالغ حيلليون في الفروقات بين شمّعي وحيلل ليظهروا حيلل بصورة بطولية أكثر.
مع ذلك، من الواضح أن التفاعل بين شمّعي وحيلل أثر على اليهودية في عصر المسيحية المبكرة. ساهم الصراع بين المدرستين في ترسيخ الاعتقاد اليهودي بأن الشريعة الشفوية (كما روجت في المدرستين) لها نفس سلطة التوراة المكتوبة.
يختلف العلماء أيضًا في مدى تأثير مدرسة شمّعي أو حيلل على لاهوت العهد الجديد. فقيود يسوع على الطلاق تشبه تلك الخاصة بشمّعي، في حين أن حيلل كان يسمح بأسباب أوسع لإنهاء الزواج. كما أن صيغة يسوع لـ"القاعدة الذهبية" كانت أكثر تحديًا وإيجابية مقارنةً بتعبير حيلل الأخف والأكثر سلبية عن نفس الفكرة. في الوقت ذاته، كان يسوع منفتحًا على غير اليهود وانتقد الفريسيين لقانونيتهم المفرطة. الحقيقة هي أن يسوع قدم كلمة الآب، ولم يكن تعليمه دفاعًا عن أي حاخام (يوحنا 12: 49).
هناك أيضًا نقاش أكاديمي حول تأثير شمّعي وحيلل على لاهوت بولس الرسول. فبولس كان تلميذًا لغمالئيل، الذي كان من مدرسة حيلل وربما حفيد حيلل. لكن قبل تحوله، كان بولس (شاول) فاريسيًا صارمًا غير متسامح تجاه الأمم، عكس تعاليم غمالئيل. وفي رسائله، يعبر بولس عن طاعة صارمة مركزة على إسرائيل (رومية 3: 19-28؛ راجع يعقوب 2: 10) التي يربطها بعض العلماء أكثر بمدرسة شمّعي. بالطبع، بما أن بولس كان يكتب وحيًا، فلم يكن مهتمًا بأي تأثير حاخامي سابق عليه، بل كان "يحركه الروح القدس" ليكتب ما أراد الروح (2 بطرس 1: 21).
في النهاية، تعتبر الاختلافات بين تفسيرات شمّعي وحيلل للشريعة اليهودية مسألة تاريخية أكثر منها موضوعًا هامًا للمسيحية. بينما كان تأثيرهما كبيرًا على اللاهوت اليهودي، فإن تعاليمهما لا تقارن بمحتويات الكتاب المقدس وتعاليم يسوع المسيح الحقيقية.
English
ما هي تفسيرات شمّعي وحيلل للشريعة اليهودية؟