السؤال
ما هي حركتا جعبة السهام والبطريركية؟
الجواب
غالبًا ما يتّحد المؤمنون الذين يتعرضون لتأثيرات عالمية ضارة بهدف تشجيع بعضهم البعض على عيش حياة مشابهة للمسيح. وتحاول حركتا "جعبة السهام" و"البطريركية"، اللتان ترتبطان ارتباطًا وثيقًا، تحقيق هذا الهدف. إن الرغبة في حماية العائلة من تأثيرات عالم بلا تقوى تدفع بعضهم للرجوع إلى الكتاب المقدس بحثًا عن بدائل. وبشكل عام، تُركّز هاتان الحركتان على قيادة الزوج/الأب، وبركة الأطفال للعائلة، وتربية الأطفال وفقًا لرؤية مسيحية للعالم.
يُركّز مؤيدو فلسفة "جعبة السهام" على أن الأطفال هم بركة من الرب، وأنه وحده من يفتح ويغلق رحم المرأة. وهم يستندون إلى مزمور 127: 3-5: (الأَبْنَاءُ هِبَةٌ مِنَ الرَّبِّ، وَثَمَرَةُ الرَّحِمِ جَزَاءٌ لَهُ. مِثْلُ السِّهَامِ فِي يَدِ الْجَبَّارِ هَكَذَا أَبْنَاءُ الشَّبِيبَةِ. طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي مَلَأَ جُعْبَتَهُ مِنْهُمْ) ! بينما يعلّم البعض أن الأطفال هدايا من الله، فإن آخرين يرون فيهم أداة لـ"استرداد الثقافة". بالإضافة إلى ذلك، يستمر كثيرون في محاولة إنجاب الأطفال رغم الظروف الاقتصادية أو صحة الأم.
تشمل حركة البطريركية معتقدات "جعبة السهام" والتعليم المنزلي، وتؤكد على سلطة الأب (أو البطريرك) داخل الأسرة. وكما هو الحال في أي حركة غير منظمة، توجد تفسيرات متعددة لمعتقداتهم، ولكن بشكل عام تشمل المبادئ التالية:
• أعطى الله الرجال سلطة على أسرهم؛ ويفضل أن يكونوا مسؤولين أيضًا في أماكن العمل. • مجال تأثير المرأة هو المنزل. • لا ينبغي للمرأة العمل خارج المنزل إلا ضمن مسؤولياتها المنزلية. • قد تكون لدى النساء العازبات مرونة أكبر في العمل، لكن لا يُشجَّعن عمومًا على العمل كمساويات للرجال في مجالات ذات سلطة مثل الصناعة والتجارة والحكومة المدنية والعسكرية. • الله هو من يفتح ويغلق الرحم؛ لذلك، فإن استخدام وسائل منع الحمل يُعد تدخّلًا في سلطان الله. • إنجاب وتربية عدد كبير من الأطفال هو مسؤولية جميع المسيحيين لإعادة البلاد إلى أمة تتبع الله. • أوكل الله مسؤولية التعليم المباشر للأطفال إلى والديهم فقط، وليس إلى الدولة؛ ويجب على الآباء الإشراف على كل جانب من المنهج الدراسي والتدريب. • تُشجّع الفتيات على توجيه تعليمهن نحو أدوارهن المستقبلية كزوجات وأمهات. • يُعتبر تقسيم الأطفال إلى مجموعات بحسب أعمارهم غير مناسب؛ فالأطفال حمقى بطبعهم ولا يجب تركهم تحت تأثير آخرين مثلهم. • الكنيسة المحلية تُعتبر "عائلة العائلات"؛ ويجب أن تكون جميع أنشطة العبادة والتعليم متعددة الأجيال. • الأبناء البالغون غير المتزوجين لا يزالون تحت حكم آبائهم؛ ومع أن الابن قد يُطلَق لطلب مهنة و"اتخاذ زوجة"، إلا أنه يجب أن يستشير والده. • بما أن البنات "يُسلَّمن في الزواج" من قبل آبائهن، فإن الابنة المطيعة ستسمح لوالدها بتوجيه عملية إيجاد زوج، مع احتفاظ كل منهما بحق النقض على اختيار الآخر.
وكما في أي شيء من صنع الإنسان، يوجد مجال للإساءة في حركة البطريركية. ففي حماستهم لعيش حياة ترضي الله، يعتمد البعض على قواعد ومعايير بشرية. ويمكن أن تكون هذه الحياة نمطًا خانقًا وخصوصًا للفتيات. فأن تكون الفتاة محمية ومتعلّمة تحت قيادة أب مسيحي محب هو أمر رائع، وأن تتلقى تدريبًا لتكون قادرة على تلبية متطلبات رعاية عائلة ومنزل سيساعدها في الاستعداد لحياتها المستقبلية. ولكن العديد من المتطلبات التي تفرضها العائلات المنتمية لحركة البطريركية تستند إلى ثقافة زمن الكتاب المقدس وليس إلى معاييره.
فلا يُذكر في العهد الجديد أن النساء البالغات العازبات يجب أن يعشن في منازلهن ويقمن برعاية إخوتهن الأصغر أو العمل لصالح آبائهن لدعم سلطتهم. وغالبًا ما يُثنى الفتيان والفتيات على حد سواء عن متابعة التعليم العالي. إذ يرى العديد من المؤيدين أن الجامعات العلمانية مفسدة جدًا، وأن التعليم العالي ليس ضروريًا للفتاة التي يجري تدريبها لتكون أمًا.
قضية مقلقة أخرى لدى بعض أتباع حركة البطريركية هي هدفهم في إنجاب وتربية الأطفال بغرض "إعادة أمريكا إلى أمة مسيحية". إنهم يفشلون في قبول حقيقة أن ملكوت الله يتعلق بعلاقة الله مع الأفراد وكنيسته، وليس بالكيانات السياسية الأرضية.
وربما تكمن أخطر مشكلات حركة البطريركية في خطر رفع الزوج/الأب إلى مكانة روحية تقترب من عبادة الأصنام. فبينما الرجل هو رأس الأسرة روحيًا، إلا أنه ليس الوسيط بين أفراد العائلة وبين الله. فجميعنا، من أعظم الملوك إلى أصغر طفل، مدعوون إلى تطوير علاقة شخصية مع الله. وكاهننا الأعظم هو المسيح (عبرانيين 4: 14). يمكن للآخرين أن يقدّموا الحكمة والتدريب وينقلوا الخبرة، لكن لا يجب أن يشعر أحد بوجود شخص آخر بينه وبين الله.
إن حركات جعبة السهام والتعليم المنزلي والبطريركية كلها محاولات لاتباع الله في جيل شرير ومعوّج. ومن الضروري أن نكون في العالم ولكن لا نكون منه. نحن مدعوون لأن نرى الأطفال كبركة من الله وأن ندرّبهم على تكريم الله، لا أن نعبدهم، أو نظلمهم، أو نضع على عاتقهم مسؤولية استرداد الثقافة.
English
ما هي حركتا جعبة السهام والبطريركية؟