السؤال
من هم الفرزّيون في الكتاب المقدس؟
الجواب
كان الفرزّيون إحدى المجموعات العديدة التي كانت تحتل أرض كنعان منذ زمن إبراهيم: "فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ قَطَعَ الرَّبُّ مَعَ أَبْرَامَ مِيثَاقًا قَائِلًا: لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الْأَرْضَ، مِنْ نَهْرِ مِصْرَ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ. الْقِينِيِّينَ وَالْقَنِزِّيِّينَ وَالْقَدْمُونِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالرَّفَائِيِّينَ وَالْأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ" (سفر التكوين 15: 18–21).
يتم ذكر الفرزّيين في الكتاب المقدس في 21 من أصل 27 قائمة للأمم التي كانت تحتل كنعان قبل غزو إسرائيل للأرض. ومعنى اسم الفرزّيين هو "سكان القرى"، ويشير إلى أولئك الذين عاشوا في الريف المفتوح، بدلاً من المدن الكبرى ذات الأسوار. وقد سكن الفرزّيون في المنطقة الواقعة جنوب وجنوب غرب جبل الكرمل، في الجزء الأوسط الخصيب من كنعان.
في سفر التكوين 13: 7، تشاجر رعاة أبرام ولُوط بسبب الأرض التي كان الفرزّيون يعيشون فيها. لم تستطع الأرض أن تدعم القطعان الكبيرة لكليهما، فطلب أبرام من لُوط حلاً سلميًا. فاختار لُوط أن ينتقل بعائلته وماشيته إلى وادي الأردن، بينما استقر أبرام في كنعان.
عندما تكلّم الله مع موسى في العليقة المشتعلة، شرح خطته لإنقاذ الشعب من العبودية في مصر إلى أرض الموعد. وذكر الرب الفرزّيين ضمن ست أمم كانت تعيش في "أرض جيدة وواسعة، أرض تفيض لبنًا وعسلاً" (الخروج 3: 8، 17).
في الخروج 23: 23–24، أمر الله بتدمير الفرزّيين إلى جانب خمس أمم أخرى. كانت هذه الأمم الوثنية التي تحتل كنعان أعداءً لله. أراد الرب من إسرائيل أن تطردهم من الأرض. وقد أعطى شعب إسرائيل هذه التعليمات: "مَتَى أَتَى بِكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكَهَا، وَطَرَدَ شُعُوبًا كَثِيرَةً مِنْ أَمَامِكَ: الْحِثِّيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، سَبْعَ شُعُوبٍ أَكْثَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكَ، وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلَهُكَ أَمَامَكَ وَضَرَبْتَهُمْ، فَإِنَّكَ تُحَرِّمُهُمْ. لاَ تَقْطَعْ لَهُمْ عَهْدًا، وَلاَ تُشْفِقْ عَلَيْهِمْ. وَلاَ تُصَاهِرْهُمْ. بْنَتَكَ لاَ تُعْطِ لابْنِهِ، وَابْنَهُ لاَ تَأْخُذْ لابْنَتِكَ" (تثنية 7: 1–3).
عندما دخل شعب إسرائيل أرض الموعد بقيادة يشوع، كان الفرزّيون يعيشون في التلال المُشجرة (يشوع 11: 3) في المناطق التي ستُمنح لأفرايم ومنسّى ويهوذا (يشوع 17: 15).
لاحقًا، في سفرَي القضاة وعزرا، نقرأ أن شعب إسرائيل لم يُخرج ويُهلك أمة الفرزّيين بالكامل. بل إن شعب الله قد تزاوج مع الفرزّيين وسكان كنعان الآخرين، في عصيان مباشر لأمر الله (قضاة 3: 5–6؛ عزرا 9: 1–2). وقد عبد الإسرائيليون آلهة كنعان وسمحوا لأنفسهم بأن يتلوثوا أخلاقيًا من خلال هذه الشعوب الوثنية.
في زمن حكم الملك سليمان، أُجبر الفرزّيون المتبقون الذين لم يندمجوا مع إسرائيل على أن يعملوا كعمال سخرة (ملوك الأول 9: 20–21).
English
من هم الفرزّيون في الكتاب المقدس؟
