settings icon
share icon
السؤال

أين تعلّم بولس صنع الخيام؟

الجواب


كان الرسول بولس يعمل في حرفة صنع الخيام، وقد اعتمد على هذه الحرفة لدعم نفسه خلال وجوده في كورنثوس أثناء رحلته التبشيرية الثانية. ففي كورنثوس، التقى بولس بصانعي خيام آخرين، هما أكيلا وبريسكلا، و"لِكَوْنِهِ مِنْ صِنَاعَتِهِمْ أَقَامَ عِنْدَهُمَا وَكَانَ يَعْمَلُ، لأَنَّهُمَا كَانَا فِي صِنَاعَتِهِمَا خَيَّامِينَ" (أعمال الرسل 18: 3–4). وكان في كل سبت يحاجّ في المجمع محاولًا إقناع اليهود واليونانيين.

أما عن المكان الذي تعلّم فيه بولس هذه الحرفة، فلا يمكننا الجزم به، إذ إن الكتاب المقدس لا يذكره صراحة. نعلم أن بولس، عندما كان شابًا، درس على يد المعلم غمالائيل في طرسوس، وقد أكسبه ذلك معرفة متعمقة بالأسفار المقدسة العبرية (أعمال الرسل 22: 3). هذه الخلفية التعليمية خوّلته التبشير في المجامع في كل مكان ذهب إليه (انظر أعمال الرسل 17: 2). كما نعلم أن طرسوس، مسقط رأس بولس، كانت ضمن مقاطعة كيليكية، والتي كانت مشهورة بتربية الماعز وصناعة قماش من شعر الماعز يُستخدم في صنع الخيام. وكان هذا القماش يُعرف باسم "cilicium" نسبة إلى المقاطعة.

وكان من المعتاد أن يتعلم الحاخامات اليهود حرفة يدوية إلى جانب دراستهم الدينية. فالحاخام هليل، جد غمالائيل، كان نجارًا. أما بولس، فقد كانت حرفته صنع الخيام. قد تكون هذه مهنة تمارسها عائلته، وربما تعلّمها خلال سنوات دراسته. وهناك احتمال آخر هو أنه تعلّم الحرفة بعد اهتدائه على طريق دمشق، خلال الفترة التي قضاها قبل بدء خدمته (انظر غلاطية 1: 17).

كان بولس يلجأ إلى عمله كصانع خيام في مواقف معينة لكي لا يكون عبئًا على الكنائس التي يخدمها، ولكي يتجنب الاتهام بأنه يكرز من أجل الربح. فقد قال لشيوخ أفسس، حيث خدم هناك لسنتين: "فَضَّةَ أَوْ ذَهَبًا أَوْ لِبَاسًا أَحَدٌ لَمْ أَشْتَهِ. أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنْ هذَيْنِ ٱلْيَدَيْنِ خَدَمَتَا ٱحْتِيَاجَاتِي وَٱحْتِيَاجَاتِ ٱلَّذِينَ كَانُوا مَعِي" (أعمال الرسل 20: 33–34).

ومن المرجح أن حرفة صنع الخيام لم تكن جزءًا كبيرًا من حياة بولس بشكل عام، لأن تركيزه الدائم كان على الكرازة بإنجيل المسيح (انظر 1 كورنثوس 2: 2). ويبدو أن ممارسة الحرفة كانت أمراً عرضيًا يلجأ إليه عند الحاجة. يشير الكاتب "إي. راندولف ريتشاردز" إلى أن بولس، كمسافر، لم يكن يحمل معه الأدوات والإمدادات اللازمة لإدارة تجارة متكاملة في صنع الخيام. فالعالم اليوناني الروماني القديم كان يتطلب وقتًا طويلاً لبناء علاقات والحصول على تصاريح لممارسة أي نشاط تجاري في المدن، سواء من السلطات المحلية أو من النقابات المهنية. ولكن في أماكن مثل كورنثوس، كان بولس قادرًا على الانخراط في عمل قائم بالفعل، حيث كان يساعد في مشروع قائم يمتلكه آخرون يتمتعون بعضوية النقابات ولديهم زبائن دائمون (Paul and First-Century Letter Writing: Secretaries, Composition, and Collection, InterVarsity Press, 2004, p. 170).

في النهاية، يقدم لنا الكتاب المقدس لمحة عامة عن معظم الأحداث التي يتناولها، بما في ذلك خدمة شخصيات كبرى مثل بولس. على سبيل المثال، لا يذكر سفر أعمال الرسل توجه بولس إلى العربية قبل بدء خدمته، بل نعرف عن هذا الحدث من رسالته إلى أهل غلاطية. وهكذا، فمع أن الكتاب يخبرنا أن بولس كان صانع خيام وعمل في هذه الحرفة في بعض الأحيان، إلا أنه من غير الممكن تحديد متى وأين تعلمها، أو مدى ممارسته لها أثناء خدمته.

English



عد إلى الصفحة الرئيسية باللغة العربية

أين تعلّم بولس صنع الخيام؟
Facebook icon Twitter icon YouTube icon Pinterest icon Email icon شارك هذه الصفحة:
© Copyright Got Questions Ministries