السؤال
من هي نعمي في الكتاب المقدس؟
الجواب
تظهر قصة نعمي في الكتاب المقدس في سفر راعوث. عاشت نعمي في زمن القضاة، وكانت زوجة لرجل يُدعى أليمالك، وعاشا في بيت لحم مع ولديهما محلون وكليون. تجسّد حياة نعمي قدرة الله على إخراج الخير من أحلك الظروف.
عندما ضرب الجوع أرض يهوذا، انتقل أليمالك ونعمي وابناهما إلى أرض موآب (راعوث 1:1). وهناك تزوّج محلون وكليون من امرأتين موآبيتين، عُرفتا باسم عرفة وراعوث. وبعد حوالي عشر سنوات، حلت المأساة: مات أليمالك، ثم مات ابنا نعمي أيضًا، مما تركها مع راعوث وعرفة، ثلاثتهن أرامل (راعوث 1: 3-5). وعندما سمعت نعمي أن الجوع قد انتهى في يهوذا، قررت العودة إلى موطنها (راعوث 1: 6). بقيت عرفة في موآب، أما راعوث فاختارت أن ترافق نعمي إلى أرض إسرائيل. يسرد سفر راعوث قصة عودتهما إلى بيت لحم، وكيف أن راعوث تزوّجت من رجل يُدعى بوعز، وولدت له ابناً يُدعى عوبيد، الذي أصبح جد الملك داود، وأحد أسلاف يسوع المسيح.
اسم "نعمي" يعني "حلوة" أو "مُسرّة"، مما يعكس شخصيتها الأساسية. وقد ظهر هذا في بركتها لكل من راعوث وعرفة حين طلبت منهما أن تعودا إلى بيتَي أمهاتهما لكي تجدا زوجين جديدين؛ قبّلتهما وتمنت لهما أن يُحسن الرب إليهما (راعوث 1: 8–14). لكن قلبها كان مثقلاً بالحزن، فلمّا وصلت مع راعوث إلى بيت لحم ورحبت بها نساء المدينة باسمها، صرخت قائلة: "لا تدعونني نعمي، بل ادعونني مُرّة، لأن القدير قد أمرّ لي جدًا. إني ذهبت ممتلئة، وأرجعني الرب فارغة. لماذا تدعونني نعمي، والرب قد أذلني، والقدير قد كسرني؟" (راعوث 1: 20–21). اسم "مرة" يعني "المرّة". كان كأس الضيق مراً، لكن نعمي أدركت أن هذا الضيق كان من عند الله، الذي له السلطان الكامل على كل شيء. ولم تكن تعلم أن من هذا الحزن العميق ستنبثق بركات عظيمة لها ولنسلها وللعالم كله من خلال يسوع المسيح.
تعرفت راعوث لاحقًا على بوعز، صاحب الأرض، الذي عاملها بلطف. ورأت نعمي مرة أخرى عناية الله في توفير قريب وليّ يفتدي راعوث. فقالت: "مبارك هو من الرب، لأنه لم يترك معروفه للحيين والموتى" (راعوث 2: 20). ورغبةً منها في تأمين مستقبل راعوث، شجعتها نعمي على الاقتراب من بوعز بينما كان نائمًا في بيدر الحنطة، لتطلب منه أن يفتديها ويفتدي ممتلكاتها. كانت نعمي تسعى لأن تنال راعوث زوجًا يعولها ويؤمن لها حياة كريمة (راعوث 3).
تحوّلت مرارة نعمي إلى فرح. فقد حصلت في النهاية على صهر يُعيلها ويهتم بها وبراعوث. كما أصبحت جدة لعوبيد، ابن راعوث. وقالت نساء بيت لحم لنعمي: "مبارك الرب الذي لم يُعدمك وليًا اليوم ليُدعى اسمه في إسرائيل. ويكون لكِ لإرجاع نفسٍ وإعالة شيبةٍ، لأن كنتكِ التي أحبتكِ، التي هي خير لك من سبعة بنين، قد ولدته" (راعوث 4: 14–15). لم تعد نعمي تُدعى "مرة"، بل عادت حياتها إلى الحلاوة والسرور، بفضل بركة الله.
English
من هي نعمي في الكتاب المقدس؟