السؤال
ما هي أهمية مسّة في الكتاب المقدس؟
الجواب
مسّة، أو مريبة، هي مكان يقع بين برية سين وبرية سيناء، وقد كان أحد المواقع التي نزل فيها بنو إسرائيل خلال خروجهم من مصر. وكان اسم الموقع في الأصل "رفيديم".
بينما كان بنو إسرائيل في طريقهم إلى أرض الموعد، شهدوا معجزات مدهشة عديدة. فبعد تاريخ طويل من الذل والعبودية، نال شعب الله حريته حين أرسل الله سلسلة من الضربات الرهيبة التي أذلّت وأطاحت بفرعون مصر المتعنت. ولم يكن هناك شك في حضور الله بين شعبه.
بعد شقّ البحر الأحمر (خروج 14: 21–22)، هذا الحدث البصري المذهل الذي لا يُنسى، أعلن الله عن ذاته في عمود سحاب ليهديهم نهارًا، وعمود نار ليعزيهم ليلًا (خروج 13: 21–22). وكان كل طعام يتناولونه تذكيرًا بحضور الله، إذ لم يكن الطعام متوفرًا في البرية. فالله أرسل المنّ، "خبزًا من السماء"، ليغذي الشعب التائه حتى دخولهم أرض الموعد (خروج 16: 15؛ يشوع 5: 12).
لكن عندما نفد ماء بني إسرائيل في مسّة، بدأ الشعب، رغم رؤيتهم للمعجزات العديدة بأعينهم، بالتشكيك في أمانة الله:
"ثم ارتحل كل جماعة بني إسرائيل من برية سين، حسب مراحلهم، على حسب أمر الرب، ونزلوا في رفيديم. ولم يكن ماء ليشرب الشعب. فخاصم الشعب موسى، وقالوا: أعطونا ماء لنشرب. فقال لهم موسى: لماذا تخاصمونني؟ لماذا تجربون الرب؟ فعطش هناك الشعب إلى الماء، وتذمر الشعب على موسى وقالوا: لماذا أصعدتنا من مصر لتُميتنا نحن وأولادنا ومواشينا بالعطش؟ فصرخ موسى إلى الرب قائلًا: ماذا أفعل بهذا الشعب؟ بعد قليل يرجمونني! فقال الرب لموسى: مر قدّام الشعب، وخذ معك من شيوخ إسرائيل، وعصاك التي ضربت بها النيل خذها في يدك واذهب. هأنذا أقف أمامك هناك على الصخرة في حوريب، فتضرب الصخرة، فيخرج منها ماء ليشرب الشعب. ففعل موسى هكذا أمام عيون شيوخ إسرائيل. ودعا اسم المكان "مسّة ومريبة" من أجل مخاصمة بني إسرائيل، ومن أجل تجربتهم للرب، قائلين: أفي وسطنا الرب أم لا؟" (خروج 17: 1–7).
ولا ينبغي أن نسارع في إدانة بني إسرائيل على قلة إيمانهم، لأنه إن فحصنا أنفسنا بصدق، قد نكتشف أننا أيضًا ضعفاء في الإيمان. كم مرة نشك في صلاح الله أثناء الشدة؟ وكم مرة نشك في أمانة الله عندما تواجهنا المشاكل؟ ولا ينبغي أن نشعر بأننا أفضل من بني إسرائيل المتذمرين ونقول: "لو كنت قد رأيت شقّ البحر أو تذوقت خبزًا من السماء، لما شككت بالله أبدًا." فنحن نملك الآن الكتاب المقدس الكامل المعصوم الذي يرشدنا ويشجعنا، ونتمتع بسكنى الروح القدس فينا ليعزينا ويهدينا، ولدينا تاريخ طويل من بركات الله التي تذكّرنا بأنه كان، ولا يزال، وسيبقى أمينًا. ومع ذلك، فإننا لا نزال نشك أحيانًا.
عندما نواجه احتياجًا، يجب أن "نطلب، ونسعى، ونقرع" (متى 7: 7). لم يقل يسوع أننا يجب أن "نتذمر، ونتشكى، ونئن". ومن الملفت أن اسم "مسّة"، الذي أُطلق على المكان الذي أغضب فيه الإسرائيليون الله، يعني "تجربة" أو "امتحان"، لأن الشعب جرّب الرب بدلاً من أن يثق به. وسمّى موسى المكان أيضًا "مريبة"، والتي تعني "خصام".
فليحفظنا إيماننا الراسخ بالرب من أن ننصب خيامنا في مسّة ومريبة.
English
ما هي أهمية مسّة في الكتاب المقدس؟