settings icon
share icon
السؤال

من هي/ما هي مارة في الكتاب المقدس؟

الجواب


تعني كلمة "مارة" (أو "ماراه") "مُرّة". أول ذكر لـ"مارة" في الكتاب المقدس يأتي في سفر الخروج 15. كان بنو إسرائيل قد خرجوا لتوّهم من مصر، وجيش فرعون يلاحقهم بشدة. وكان البحر الأحمر أمامهم، والسائقون الغاضبون وراءهم. فأمر الله موسى أن يمد عصاه على المياه، فانشقّ البحر أمامهم (خروج 14: 21–22). عبَر بنو إسرائيل في وسط البحر على اليابسة، ثم انطبقت المياه على جيش المصريين، فهلكوا جميعًا. ففرح الشعب ترنيمًا ورقصًا وهم يعلنون ثقتهم بالرب (خروج 15: 1–21).

لكن بعد ثلاثة أيام فقط، لم يجد بنو إسرائيل ماءً، وبدؤوا يشكّون بموسى والرب. وجدوا واحة، لكن مياهها كانت مُرّة وغير صالحة للشرب، فدعوا ذلك المكان "مارة". فورًا، بدأ الشعب يتذمّر على موسى، رغم أنهم رأوا الرب قد شقّ لهم البحر، إلا أنهم شكّوا في قدرته على توفير ماء للشرب. فصرخ موسى إلى الرب، فأراه الرب قطعة خشب محددة، وأمره أن يطرحها في الماء. وعندما فعل، صارت مياه "مارة" صالحة (خروج 15: 24–25). استغل الله هذا الحدث ليعلّم شعبه درسًا، معلنًا أنه كما شفى مياههم، فهو يقدر أن يشفي أجسادهم إن وثقوا به: «أَنَا الرَّبُّ شَافِيكَ» (خروج 15: 26).

ويُذكر هذا الحدث في سفر العدد 33: 8–9 أيضًا. كما تُذكر "مارة" في سياق مختلف في سفر راعوث. عندما عادت نعمي وكنّتها راعوث، كلتاهما أرملتان، إلى أرض نعمي، استقبلتها نساء القرية بفرح، لكنها قالت لهن: «لاَ تَدْعُونِي نُعْمِيَ، بَلِ ادْعُونِي مَارَةَ، لأَنَّ الْقَدِيرَ قَدْ أَمَرَّنِي جِدًّا» (راعوث 1: 20). فقد ولّدت الحزن والخسارة المتكررة في نعمي مرارةً في النفس كانت تعرف بها. لكن الرب شفى تلك المرارة من خلال قصة المحبة بين بوعز وراعوث. فقد أصبح ابنهما، عوبيد، كابنٍ لنعمي (راعوث 4: 13–17). وعوبيد هذا صار لاحقًا جدّ الملك داود.

تذكّرنا كلمة "مارة" أن المرارة تُفسد فائدة كل من الماء والحياة البشرية إذا ما تسمّمت بها. عندما نتوقف عن الثقة في صلاح الله، ونركّز فقط على مواردنا المحدودة، قد نصبح مُرّين. يُحذّرنا عبرانيين 12: 15: «مُلاَحِظِينَ لِئَلاَّ يَفُوتَ أَحَدٌ نِعْمَةَ اللهِ. لِئَلاَّ يَطْلُعَ أَصْلٌ مُرٌّ، وَيَصْنَعَ انْزِعَاجًا، فَيَتَنَجَّسَ بِهِ كَثِيرُونَ». مثل بني إسرائيل، عندما نواجه ظروفًا مريرة، قد نبدأ في الشك بيد الله على حياتنا، وننسب له صفات سلبية، بل قد نوجه إليه الاتهامات (ملاخي 2: 17؛ 3: 13–15؛ أيوب 1: 22). وكما جعلت "مارة" المياه غير نافعة، كذلك تجعل "المارة" في حياتنا غير نافعين في حمل ثمر لملكوت الله. لقد شفى الله المياه، وهو قادر أن يشفينا إذا ما أطعنا وصاياه (مزمور 34: 18؛ تثنية 32: 39).

English



عد إلى الصفحة الرئيسية باللغة العربية

من هي/ما هي مارة في الكتاب المقدس؟
Facebook icon Twitter icon YouTube icon Pinterest icon Email icon شارك هذه الصفحة:
© Copyright Got Questions Ministries