settings icon
share icon
السؤال

هل مفهوم طوفان لوسيفر كتابي؟

الجواب


حاول بعض المسيحيين التوفيق بين رواية التكوين عن الخلق وبين نظريات الجيولوجيا الحديثة والتطور. من بين هذه المحاولات، هناك ثلاث نظريات هي الأكثر شيوعًا: التطور الإلهي، الخلق التدريجي، ونظرية الفجوة. ومن نظرية الفجوة ينبع مفهوم "طوفان لوسيفر"، المعروف أيضًا بطوفان الشيطان.

ببساطة، تدعي نظرية الفجوة، التي يدمج البعض فيها ما يسمى بطوفان لوسيفر، أن الله خلق السماء والأرض بشكل كامل قبل ملايين السنين (تكوين 1: 1). في ذلك الوقت، كان الشيطان حاكمًا على الأرض، والتي كانت مأهولة بسلالة من البشر بلا أرواح. تمرد الشيطان، ودخلت الخطية إلى الكون بعد سقوطه من السماء. وكان سقوط الشيطان سببًا في دينونة الله التي جاءت على شكل طوفان سُمي باسمه: طوفان لوسيفر. وتُفسر هذه النظرية أن جميع الأحافير النباتية والحيوانية والبشرية الموجودة اليوم نتجت عن هذا الطوفان ولا ترتبط وراثيًا بالكائنات الحية الموجودة اليوم. ويقال إن هذا الطوفان حدث بين تكوين 1: 1 وتكوين 1: 2، وأنه هو الذي تسبب في الحالة "الخربة والخالية" المذكورة في تكوين 1: 2.

تدعي نظرية الفجوة أن الأرض قديمة للغاية، ربما بملايين السنين، استنادًا إلى ملاحظة أن الطبقات الصخرية تتشكل ببطء شديد اليوم. وعلى الرغم من ذلك، يدعي أنصار نظرية الفجوة الإيمان بالخلق في ستة أيام ويعارضون نظرية التطور. ومع ذلك، وبالنظر إلى نفس الأدلة الجيولوجية، يجب أن يقترح مؤيدو نظرية الفجوة أن الله أعاد تشكيل الأرض وخلق جميع أشكال الحياة في ستة أيام حرفيا، ولكن بعد طوفان لوسيفر الذي أنتج الأحافير التي نراها اليوم.

في رأينا، هناك مشكلات خطيرة في هذا التفسير للكتاب المقدس. أولًا، تدفع نظرية الفجوة بملايين السنين إلى "الفجوة" بين تكوين 1: 1 وتكوين 1: 2 بينما تحاول الحفاظ على تفسير حرفي لسفر التكوين. وهذا يثير سؤالًا حول معنى مصطلح "حرفي" (أي الدقة الحرفية للكلمات). نظرًا لعدم وجود كلمات بين تكوين 1: 1 وتكوين 1: 2، فإن نظرية الفجوة وطوفان لوسيفر لا يمكن أن تكون جزءًا من تفسير "حرفي" لسفر التكوين.

إذا خلق الله سماءً وأرضًا كاملين، فإن كل الحياة على الأرض يجب أن تكون كاملة أيضًا. وإذا كانت هذه "الحياة الكاملة" هي مصدر الأحافير المدفونة بطوفان لوسيفر، وكانت الخطية قد دخلت إلى هذا العالم بسبب تمرد الشيطان، فلماذا تُظهر هذه الأحافير ذاتها أدلة وافرة على الأمراض والتشوهات؟ إن وجود الأمراض والتشوهات في الأحافير يثبت أن كل شيء لم يكن كاملاً وأن الخطية كانت موجودة قبل الطوفان الذي دفنها. وإذا كانت الخطية موجودة قبل دينونة الله للشيطان، فإن الكتاب المقدس إما يكون مخطئًا أو تكون نظرية الفجوة معيبة.

إذا كان طوفان لوسيفر هو دينونة الله ضد الشيطان، وأصبحت الأرض "خربة وخالية"، فلماذا لم يدمر هذا الطوفان السجل الأحفوري أيضًا؟ وماذا عن طوفان نوح؟ كان طوفان نوح أيضًا دينونة على الأرض، ويستخدم في جميع أنحاء الكتاب المقدس كمثال لدينونة الله على الإنسان. لم يُذكر طوفان لوسيفر مرة واحدة. كيف يمكن لشخص ما أن يؤمن بأن طوفان نوح كان أقل تأثيرًا، جيولوجيًا، من طوفان غير مذكور، بينما يدعي تفسيرًا حرفيًا لسفر التكوين؟

هل يهم حقًا ما إذا كنا نقبل تفسيرًا "حرفيًا" للخلق؟ الجواب هو "نعم!" على سبيل المثال، يعتقد معظم مؤيدي نظرية الفجوة، باستخدام مفهوم طوفان لوسيفر، أن هناك موتًا بشريًا قبل آدم، مما يثير مشكلات لاهوتية كبيرة. تقول رسالة رومية 5: 12: "من أجل ذلك كما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع." لذا، فإن قبول مفهوم الموت قبل زمن آدم يدمّر الرسالة الأساسية للصليب: "لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جُعل الكثيرون خطاة، هكذا أيضًا بإطاعة الواحد سيجعل الكثيرون أبرارًا" (رومية 5: 19).

يسجل سفر التكوين كارثة مسؤولة عن تدمير كل ما فيه "نسمة حياة"، باستثناء الأشخاص والحيوانات المحفوظة في الفلك. يشير المسيح إلى الطوفان العالمي في زمن نوح في إنجيل متى 24: 37-39، ويكتب بطرس أنه كما كان هناك دينونة عالمية مرة واحدة على البشر بالماء، سيكون هناك أيضًا دينونة عالمية بالنار (بطرس الثانية 3). لكن هذا المقطع نفسه لا يذكر أي شيء داعم لطوفان لوسيفر. ولهذا ولأسباب أخرى، يجب رفض هذه النظرية.

English



عد إلى الصفحة الرئيسية باللغة العربية

هل مفهوم طوفان لوسيفر كتابي؟
Facebook icon Twitter icon YouTube icon Pinterest icon Email icon شارك هذه الصفحة:
© Copyright Got Questions Ministries