السؤال
من هم القينيون؟
الجواب
القينيون هم شعب قديم كانوا يعيشون بالقرب من أرض كنعان في زمن إبراهيم (تكوين 15: 18–21). يذكر الكتاب المقدس عدة تعاملات بين بني إسرائيل والقينيين، وكانت علاقاتهم دائمًا ودية.
كان يثرون، حمو موسى، المعروف أيضًا باسم رعوئيل، "كاهن مديان"، وكان من القينيين (قضاة 1: 16). كان يثرون يعيش جنوب كنعان قرب جبل سيناء (خروج 3: 1). وعندما هرب موسى من مصر، ذهب إلى مديان، حيث التقى مباشرة ببنات يثرون السبع، وكن جميعًا راعيات. تزوج موسى إحداهن، واسمها صفّورة (خروج 2: 16–21)، وهكذا صار منتميًا إلى قبيلة القينيين. وقد عاش موسى بين القينيين سنوات طويلة قبل أن يدعوه الله ليقود بني إسرائيل إلى التحرر من العبودية في مصر.
يبدو أن القينيين في مديان كانت لديهم معرفة كافية بالله الحقيقي الواحد حتى إنهم أقاموا كاهنًا بينهم. واسم "رعوئيل" يعني "صديق الله". بعد الخروج من مصر، ازدادت معرفة رعوئيل بالله بشكل كبير، فانضم إلى موسى وهرون في تقديم ذبيحة محرقة وتقدمات أخرى أمام الرب لعبادته (خروج 18: 9–12).
من المحتمل أن القينيين والمديانيين كانوا مرتبطين بطريقة ما. فقد كان رعوئيل يعيش في أرض مديان حين التقى موسى به. كذلك، يُشار إلى حمو موسى في عدد 10: 29 على أنه "رعوئيل المدياني" (بينما يُشار إليه في مواضع أخرى على أنه قيني). كما يربط الكتاب المقدس بين القينيين وقبيلة الركابيين (أخبار الأيام الأول 2: 55).
كان القينيون ودودين تجاه موسى وبني إسرائيل خلال زمن الخروج. ويبدو أن يثرون، وحوباب، وقينيين آخرين انضموا إلى موسى وسافروا معه ومع شعب الله إلى كنعان (خروج 18: 1–7؛ عدد 10: 29–33). وقد استقر القينيون قرب أريحا، ثم انتقلوا لاحقًا إلى الجنوب للعيش في منطقة النقب الصحراوية (قضاة 1: 16؛ راجع 1 صموئيل 27: 10). لكن قينيًا يُدعى حابر بقي في كنعان، وانتقل شمالًا إلى قرب قادش. وكانت زوجته، ياعيل، هي التي قتلت سيسرا في زمن دبورة وباراق (قضاة 4: 11، 17–23).
أثناء حكم الملك شاول، أمر الله إسرائيل بإبادة العمالقة. ولكن، أُظهرت رحمة للقينيين الذين كانوا يعيشون بين العمالقة؛ فقبل أن يهاجم شاول العمالقة، قال للقينيين: "اذهبوا انصرفوا من بين العمالقة لئلا أُهلككم معهم، وأنتم قد فعلتم معروفًا مع جميع بني إسرائيل عند صعودهم من مصر". فابتعد القينيون عن العمالقة (1 صموئيل 15: 6).
هناك من يزعم أن القينيين هم من نسل قايين، بسبب التشابه بين الكلمتين العبريتين المترجمتين إلى "قايين" و"قيني". غير أنه ما لم يكن أحد أفراد عائلة نوح من نسل قايين، فإن جميع نسل قايين قد فُني في الطوفان. وحتى إن كانت زوجة أحد أبناء نوح من نسل قايين، فلا يمكن بعد الطوفان ظهور نسل مميز لقايين، لأن جميع نسل ذلك الابن سيكونون من نسل قايين. ومع ذلك، تبقى النقطة المهمة هي أن الكتاب المقدس لا يربط القينيين بقايين على الإطلاق.
English
من هم القينيون؟
