السؤال
ماذا يعني أن يكون يسوع هو شمالك الحقيقي؟
الجواب
عندما يقول شخص ما: "يسوع هو شمالي الحقيقي"، فإنه يكرّم يسوع بوصفه الثابت في عالم متغير، والدليل الحقيقي وسط القيم والمثل المتقلبة.
يستند تعبير "الشمال الحقيقي" إلى حقيقة يواجهها الملاحون والمسّاحون يوميًا: البوصلة المغناطيسية ليست أداة موثوقة تمامًا. فالبوصلة تشير إلى القطب الشمالي المغناطيسي، وليس إلى الشمال الحقيقي، أي القطب الشمالي الجغرافي. والفرق بين الشمال المغناطيسي والشمال الحقيقي هو مئات الأميال حاليًا، لكنه يتغير باستمرار لأن القطب الشمالي المغناطيسي ينجرف عدة أميال سنويًا.
تنتج الأرض مجالًا مغناطيسيًا، والنقاط التي تتلاقى فيها خطوط الحث المغناطيسي تُعرف بالقطبين المغناطيسيين. يتغير موقع القطب الشمالي المغناطيسي بمرور الوقت، في حين أن الشمال الحقيقي هو نقطة ثابتة على الكرة الأرضية، حيث يلتقي خطا الطول عند النقطة التي يخرج منها محور الأرض. الشمال المغناطيسي يتغير موقعه، بينما الشمال الحقيقي لا يتغير.
نظرًا لأن إبرة البوصلة المغناطيسية تشير إلى القطب المغناطيسي وليس القطب الجغرافي، فهي ليست دقيقة تمامًا. قد تمنح فكرة عامة عن اتجاه الشمال، خاصة في خطوط العرض الوسطى، لكنها قد تكون غير موثوقة تمامًا في المناطق القريبة من القطبين، حيث يمكن أن تنحرف بمقدار 20 إلى 60 درجة. يُطلق على الفرق بين الشمال المغناطيسي والشمال الحقيقي اسم "الانحراف"، وهو يختلف حسب الموقع الجغرافي. ولتعويض هذا الانحراف والعثور على الشمال الحقيقي، يجب إجراء بعض الحسابات الرياضية باستخدام خريطة محدثة أو معايرة البوصلة.
يضاف إلى ذلك تأثير "الانحراف المغناطيسي"، الذي يحدث عندما تؤثر الأجسام المعدنية القريبة أو المعدات الكهربائية على إبرة البوصلة. وهذه المشكلة شائعة بشكل خاص داخل السفن والطائرات والمناطق الغنية بالمعادن. وكما هو الحال مع الانحراف، يجب تصحيح الانحراف المغناطيسي - غالبًا باستخدام مغناطيسات مساعدة - للعثور على الشمال الحقيقي.
عندما نقول إن يسوع هو شمالنا الحقيقي، فإننا نعني أنه المصدر الثابت وغير المتغير للحقيقة والحياة. فهو "هُوَ هُوَ أَمْسًا وَٱلْيَوْمَ وَإِلَى ٱلْأَبَدِ" (عبرانيين 13: 8). الفلسفات والنظريات والمفاهيم البشرية تتغير باستمرار، "وَأَمَّا كَلِمَةُ ٱلرَّبِّ فَتَثْبُتُ إِلَى ٱلْأَبَدِ" (1 بطرس 1: 25؛ إشعياء 40: 8).
عندما نقول إن يسوع هو شمالنا الحقيقي، فإننا ندرك أننا نعيش في خطر أن نكون "مُتَقَلْقِلِينَ وَمَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيمٍ، بِحِيلَةِ ٱلنَّاسِ، بِمَكْرٍ إِلَى مَكِيدَةِ ٱلضَّلَالِ" (أفسس 4: 14). في عالم عاصف كهذا، يجب أن نحدد مسارنا وفقًا للإحداثيات التي يقدمها الرب نفسه. يمكننا أن نتجنب تحطم حياتنا من خلال "نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ ٱلْإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ" (عبرانيين 12: 2).
عندما نقول إن يسوع هو شمالنا الحقيقي، فإننا نمجّد الرب الذي يحدد العدل والاستقامة. فالمعايير الأخلاقية التي تتماشى مع طبيعته ستحفظنا على المسار الصحيح، تمامًا كما تبقي البوصلة المتوافقة مع الشمال الحقيقي المسافر في الاتجاه الصحيح. "أَمَّا ٱللهُ فَطَرِيقُهُ كَامِلٌ. قَوْلُ ٱلرَّبِّ نَقِيٌّ. تُرْسٌ هُوَ لِجَمِيعِ ٱلْمُحْتَمِينَ بِهِ" (مزمور 18: 30).
عندما نتبع يسوع باعتباره شمالنا الحقيقي، يجب أن نتجاهل العديد من المشتتات والتأثيرات في العالم التي قد تغيّر مسارنا. تمامًا كما قد تتعرض قراءة البوصلة للتشويش بسبب الأجسام القريبة، فإننا معرضون للانجراف وراء إغراءات العالم. يجب أن نُعيد ضبط بوصلتنا الروحية باستمرار وفقًا لمثال مخلصنا القائم. يجب أن تشير قلوبنا إلى الحقيقة الموضوعية، وليس إلى الآراء الشخصية والقيم المتقلبة والقواعد المتغيرة. ينبغي أن نكون مثل الرجل الذي بنى بيته على الصخر، وليس على الرمل (متى 7: 24-27).
الشمال الحقيقي هو اتجاه دقيق، وبغض النظر عن نقطة الانطلاق على الكرة الأرضية، سيقود إلى نفس الموقع. لا شيء فيه متغير أو مضلل. فهو يتجاوز الجغرافيا والمواقع والتأثيرات الثانوية. وبالنسبة لأولئك الذين تاهوا، فإن الشمال الحقيقي هو نعمة عظيمة. ويسوع المسيح هو بركة أعظم لأولئك الذين ضلوا روحيًا.
تعكس أغنية "True North" للفنانة Twila Paris حاجتنا إلى يسوع كدليل لنا:
"لقد فقدنا طريقنا، باتباع عقولنا الخاصة تخلينا عن قناعاتنا... كيف تاهت بنا السبل إلى هذا الحد؟ وأين يمكننا أن نذهب من هنا؟ كيف سنعرف أين هو؟
"الشمال الحقيقي هناك ضوء قوي وثابت يرشدنا إلى الوطن...
"نحن بحاجة إلى بوصلة مطلقة أكثر من أي وقت مضى."
(1999، Ariose Music/Mountain Spring Music، بإدارة EMI Christian Music Publishing)
English
ماذا يعني أن يكون يسوع هو شمالك الحقيقي؟
