السؤال
من هو حزائيل في الكتاب المقدس؟
الجواب
حزائيل، والذي يُترجم اسمه إلى "الله قد رأى"، كان ضابطًا رفيعًا في بلاط الملك بنهدد الثاني، ملك آرام (سوريا). لاحقًا، أصبح حزائيل نفسه ملكًا على آرام، تحقيقًا لكلمة النبي إيليا، نبي إسرائيل. كان حزائيل رجلًا طموحًا وقاسيًا، وملك على آرام لمدة تقارب 46 سنة.
يُذكر حزائيل أول مرة في 1 ملوك 19: 15 عندما قال الله لإيليا النبي: "اذهب إلى برية دمشق، وحينما تصل، امسح حزائيل ملكًا على آرام". أطاع إيليا، لكن حزائيل لم يصبح ملكًا إلا بعد سنوات.
شرّ حزائيل ظل حزائيل موظفًا في بلاط بنهدد حتى زمن النبي أليشع، خليفة إيليا. كان بنهدد مريضًا مرضًا شديدًا. سافر أليشع إلى دمشق، فاستقبله حزائيل حاملاً "أربعين حملًا من كل نفائس دمشق" كهدية من الملك (2 ملوك 8: 9)، ومعه سؤال من الملك عن مصير مرضه. أعطى أليشع إجابة متناقضة: "اذهب وقل له: شفاءً تُشفى. وقد أراني الرب أنه يموت موتًا" (2 ملوك 8: 10).
وعندما تحدث أليشع مع حزائيل، بدأ يبكي (2 ملوك 8: 11). فسأله حزائيل عن سبب بكائه، فأجابه أليشع: "لأني علمت ما ستفعله ببني إسرائيل من شرّ" (2 ملوك 8: 12). أبدى حزائيل شكه، مشيرًا إلى أنه لا يملك سلطة، لكن أليشع أكد له نبوّة الله بأنه سيصبح ملكًا (الآية 13). عاد حزائيل إلى بنهدد، و"في اليوم التالي، أخذ غطاءً مبللاً بالماء ونشره على وجهه حتى مات. فملك حزائيل عوضًا عنه" (2 ملوك 8: 15). من المرجح أن حزائيل كان يخطط للاغتيال منذ زمن، وأن ردة فعله أمام أليشع كانت مزيّفة. فقد رأى الله الخيانة في قلبه.
قوة حزائيل العسكرية خلال فترة حكمه، قاد حزائيل الآراميين في معركة ضد قوات الملك يهورام (يورام) ملك إسرائيل والملك أخزيا ملك يهوذا، وهاجمهم في راموت جلعاد (2 ملوك 9: 14). بعد أن أصبح ياهو ملكًا على إسرائيل، استولى حزائيل على أراضٍ إسرائيلية إضافية: "اقتطع حزائيل من أرض إسرائيل كل أرضهم في عبر الأردن من أرض جاد ورأوبين ومنسّى، من عروعير التي على وادي أرنون وجلعاد وباشان" (2 ملوك 10: 32–33). وقد حدثت هذه الخسائر بسبب عبادة الأصنام التي مارسها الملك ياهو، إذ إن الرب هو من "بدأ يقرض إسرائيل"، مستخدمًا حزائيل كأداة (الآية 32).
استولى حزائيل أيضًا على مدينة جت (2 ملوك 12: 17)، ثم تقدّم نحو أورشليم في يهوذا. هناك انتهت حملته العسكرية. "فأخذ يهوآش ملك يهوذا جميع الأقداس التي قدّسها يهوشافاط ويهورام وأخزيا آباؤه ملوك يهوذا، وأقداسه وكل الذهب الموجود في خزائن بيت الرب وبيت الملك، وأرسلها إلى حزائيل ملك آرام، فانصرف عن أورشليم" (2 ملوك 12: 18).
عناية الله استخدم الله حزائيل القاسي كأداة لمعاقبة إسرائيل بسبب شرّها. خلال فترة حكم يهوآحاز وابنه يهوآش في إسرائيل، ظلم حزائيل وابنه شعب إسرائيل. وكان السبب هو الشر الذي سلك فيه الشعب (2 ملوك 13: 2–3). وكان الظلم بالغًا لدرجة أنه "لم يبقَ ليهوآحاز من جيش إلا خمسين فارسًا، وعشر مركبات، وعشرة آلاف راجل، لأن ملك آرام أهلكهم وجعلهم كالتراب عند الدوس" (2 ملوك 13: 7). وفي النهاية، طلب الملك يهوآحاز وجه الرب، "فأعطاهم الرب مخلّصًا، فنجوا من يد آرام" (2 ملوك 13: 5).
نبوّة أليشع بعد سنوات من الظلم تحت يد حزائيل، ذهب الملك يهوآش إلى النبي أليشع ليسأله عن كلمة الله. وكان أليشع يحتضر. فأمر أليشع الملك أن يرمي سهمًا نحو الشرق. قال له: "سهم خلاص من عند الرب وسهم خلاص على آرام. فإنك تضرب آرام في أفيق إلى الفناء" (2 ملوك 13: 17). ثم طلب منه أن يضرب الأرض بالسهام، فضربها ثلاث مرات وتوقف. فغضب أليشع بسبب قلة حماسة الملك وقال: "لو ضربت خمس أو ست مرات لضربت آرام إلى الفناء. وأما الآن فإنك لا تضرب آرام إلا ثلاث مرات" (2 ملوك 13: 19). وقد تمّت هذه النبوّة، إذ استرجع يهوآش المدن التي أخذها حزائيل من إسرائيل (الآية 25).
وفاة حزائيل بمرور الزمن، أنهى الله حكم حزائيل، وخلفه ابنه بنهدد الثالث (2 ملوك 13: 24). الله هو من يقيم ملوكًا ويعزلهم (دانيال 2: 21؛ راجع رومية 13: 1). ويمكنه حتى أن يستخدم رجلًا شريرًا مثل حزائيل لتحقيق خطته. وبعد ذلك، حوسبت آرام على قسوتها: "هكذا قال الرب: من أجل ذنوب دمشق الثلاثة والأربعة لا أرجع، لأنهم درسوا جلعاد بأدوات حديدية. وأرسل نارًا على بيت حزائيل فتأكل قصور بنهدد" (عاموس 1: 3–4).
رغم كل الضيقات التي عانى منها شعب إسرائيل، ظل الله أمينًا لعهدِه معهم. وكما قال المؤرخ الكتابي: "فحنّ الرب عليهم ورحمهم، والتفت إليهم لأجل عهده مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب، ولم يشأ أن يستأصلهم، ولم يطرحهم عن وجهه إلى الآن" (2 ملوك 13: 23).
English
من هو حزائيل في الكتاب المقدس؟