السؤال
ما هي اليهودية الحسيدية؟ وما الذي يؤمن به الحسيديون؟
الجواب
اليهودية الحسيدية (أو الحاسيدية) هي فرع محافظ من اليهودية الحريدية، وهي بدورها فرع من اليهودية الأرثوذكسية. لذلك، يُعد الحسيديون من اليهود الأرثوذكس، رغم وجود بعض الاختلافات بينهم وبين غيرهم من الأرثوذكس. تأتي كلمة "حسيدي" من الكلمة العبرية "حسد" (chesed) والتي تعني "الإحسان" أو "الرحمة". والحسيديون هم حرفيًا "الذين يعملون أعمالًا صالحة للآخرين". وهم معروفون بحياتهم المنفصلة عن المجتمع العام، وولائهم لقائد وراثي (ديني)، وعبادتهم المليئة بالفرح والنشاط، ولباسهم المميز. يؤمن الحسيديون أن الصلاة وأعمال الإحسان هي وسائل للتقرب إلى الله. وفلسفة الحسيدية أقل طقسية من غيرها من فروع اليهودية، وتركّز أكثر على العاطفة، والدفء، والشمولية.
نشأت اليهودية الحسيدية في بولندا حوالي عام 1740، خلال فترة من الاضطهاد ضد اليهود. وقد أسّسها الحاخام إسرائيل بن أليعازر، المعروف باسم "البشط" (اختصارًا لـ"بعال شِم طوف"، وتعني "سيد الاسم الصالح"). وكانت رسالته أن يظل الإنسان واعيًا بحضور الله تعالى في كل وقت وكل شيء، حتى تصبح أبسط المهام اليومية مقدّسة. وتضم الحسيدية جانبًا صوفيًا قويًا، وبعض تعاليمها مستمدة من "القبّالة" (التصوف اليهودي).
في عام 1777، تعرّضت الجماعة الحسيدية للحرمان من قِبل الحاخام التلمودي الكبير "فيلنا غاؤون" من ليتوانيا. وردّت الجماعة الحسيدية بحرمانه هو أيضًا. وفي تلك الأثناء، تغيّر الوضع السياسي والاقتصادي في بولندا، ووقع الحسيديون تحت سيطرة القيصر الروسي. وفي النهاية، تبنّى الحسيديون قيمة عظيمة تُعرف بـ"الوفاء الكامل للتوراة". نشأت مجموعات صغيرة عديدة داخل الحسيدية، ولكل منها خصائصها الفريدة. وبعد الحرب العالمية الثانية والهولوكوست، هاجرت العديد من المجموعات الحسيدية إلى أمريكا أو إسرائيل. واليوم، تُعتبر أكبر هذه الجماعات موجودة في بروكلين، نيويورك.
ويُميّز مظهر الرجال الحسيديين أنفسهم بوضوح. فالرجل الحسيدي المتزوج يرتدي عادةً لحية طويلة، و"بيوت" (ضفائر شعر تتدلّى من الصدغين)، وبدلة داكنة، وفي يوم السبت يعتمر قبعة كبيرة من الفرو تُدعى "شترايمل". ويؤمن الحسيديون أن لباسهم يُعلن أنهم عبيد لله. كما يُذكّرهم ويُذكّر غير اليهود بأنهم ينتمون إلى نظام ديني يُقدّر الانفصال عن المجتمع العام.
ورغم أن هناك اختلافات كبيرة في نمط الحياة والممارسات الدينية بين اليهودية الأرثوذكسية والحسيدية، إلا أن معتقداتهم الأساسية متشابهة إلى حد كبير. فالحسيديون يلتزمون بدقة شديدة بأوامر التوراة وتعاليم التلمود في كل مجالات الحياة، حتى في تلك التي لا تتناسب مع نمط الحياة الغربية الحديثة.
ومن أبرز نقاط الخلاف بين الحسيدية والأرثوذكسية العادية موقفهم من دولة إسرائيل الحالية. فالحسيديون لا يؤمنون بوجوب قيام الدولة إلا تحت الحكم المباشر للمسيّا المنتظر. وللأسف، فإنهم يرفضون فكرة أن يسوع الناصري هو المسيّا. كما جاء في الإنجيل: "إلى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله) "يوحنا 1: 11).
English
ما هي اليهودية الحسيدية؟ وما الذي يؤمن به الحسيديون؟
