السؤال
هل كانت هاجر زوجة إبراهيم أم سريته؟
الجواب
تُعد هاجر من الناحية الدقيقة سرية لإبراهيم، رغم أن الكتاب المقدس يصفها بـ"زوجة" في سفر التكوين 16: 3: "فأخذت ساراي امرأة أبرام هاجر المصرية جاريتها، بعدما سكن أبرام عشر سنين في أرض كنعان، وأعطتها لأبرام رجلها زوجةً له . كان للزوجة والسرية أدوار مختلفة داخل الأسرة، لكن السرية كانت تُعتبر نوعًا من الزوجة، وإن كانت من مرتبة أدنى.
كانت هاجر جارية لسارة، لكن تم رفع مكانتها لتصبح زوجة ثانية لإبراهيم. كان هذا الإجراء ضروريًا لكي ينجب إبراهيم طفلًا منها، لكنه لم يضع هاجر على قدم المساواة مع سارة (انظر تكوين 25: 5–6)، إذ بقيت زوجة ثانوية-بمثابة "زوجة عبدة" (قارن مع غلاطية 4: 21–31).
الكلمتان العبريتان المترجمتان إلى "زوجة" و"سرية" مختلفتان، لكن كلمة "زوجة" لها نطاق واسع من المعاني، ويمكن ترجمتها إلى "امرأة" أو "زوجة" أو "أنثى". لم تُستخدم الكلمة دائمًا بدقة صارمة. ولهذا السبب، في تكوين 16: 3، وُصفت كل من سارة وهاجر بـ"زوجة" لإبراهيم، باستخدام صيغ مختلفة لنفس الكلمة العبرية. وبسبب المعنى الواسع للكلمة، علينا الاعتماد على سياق النص لتحديد معناها بدقة. وفي حالة هاجر، فإن كونها جارية لسارة يعني أنها كانت "زوجة" من مرتبة أدنى. في العصور الكتابية، كان هناك تصنيفات مختلفة للزوجات، لكن الزوجة الأولى كانت دائمًا تتمتع بالأولوية والمكانة.
ومن الجدير بالذكر أنه بعد موت سارة، تزوج إبراهيم مرة أخرى: "وعاد إبراهيم فأخذ زوجة اسمها قطورة" (تكوين 25: 1). وفي موضع آخر، تُسمى قطورة "سرية" لإبراهيم (أخبار الأيام الأول 1: 32)، وبالتالي، كانت قطورة تُعتبر زوجة وسرية في آن واحد. وبذلك، يمكن قول الشيء نفسه عن هاجر.
كان لإبراهيم زوجة رئيسية واحدة، هي سارة، واثنتان من الزوجات الثانويات، هاجر وقطورة. وحدها سارة كانت تتمتع بالحقوق القانونية والمكانة الاجتماعية كزوجة لإبراهيم، وكان ابنها إسحاق هو الوريث الشرعي الوحيد للميراث العائلي (انظر تكوين 25: 5). ولما كانت سارة غير قادرة على الإنجاب، فقد أعطت جاريتها المصرية هاجر لإبراهيم كزوجة سرية/ثانوية. وكان اتخاذ السرية حلًا شائعًا لمشكلة العقم في الأزمنة القديمة. ولكن السرية لم تكن تتمتع إلا بـ"مكانة زوجة ثانوية".
كان لله خطط خاصة لهاجر وابنها من إبراهيم. فقد عامل الله كليهما بلطف، وحفظ حياتيهما، وجعل من إسماعيل أبا لأمة عظيمة (تكوين 21: 8–21).
English
هل كانت هاجر زوجة إبراهيم أم سريته؟