السؤال
من هي هدسة في الكتاب المقدس؟
الجواب
هدسة هو الاسم العبري للملكة أستير، وقد ذُكرت بهذا الاسم في أستير 2: 7: "وكان مُردخاي قد تبنّى هدسة، وهي ابنة عمه، لأنه لم يكن لها أب ولا أم. وكانت الفتاة جميلة الشكل وحسنة المنظر، وعند وفاة أبيها وأمها أخذها مُردخاي له كابنة." هدسة هي الصيغة المؤنثة من الكلمة العبرية "هدس" التي تعني "الآس"، وهو شجيرة دائمة الخضرة بأوراق عطرية وزهور بيضاء على شكل نجوم. وتُستخدم أزهار الآس في صناعة العطور، وتُستخدم ثماره كنوع من البهارات.
يُذكر نبات الآس في الكتاب المقدس رمزًا للسلام وبركة الله، كما في زكريا 1: 11، حيث يقف ملاك الرب بين أشجار الآس ويقول: "قد طُفنا في الأرض، وإذا كل الأرض مستريحة وساكنة." وقد يكون لاسم "هدسة" في بداية حياة أستير معنى رمزي، ليس فقط بسبب جمالها، بل لأن مصيرها كان أن تجلب السلام والبركة لشعب الله في فارس.
في زمن أستير، كان اليهود يواجهون خطر الإبادة الجماعية على يد هامان، أحد المقرّبين من الملك أحشويروش (الذي يُعرف أيضًا باسم خشايارشا). دخلت هدسة قصر أحشويروش كواحدة من المرشحات لتكون ضمن حريمه، لكن لله كان قصد أعظم للفتاة اليهودية.
كان الملك أحشويروش معروفًا بإفراطه في الشرب، وحفلاته الفاخرة، ومزاجه الحاد، وشهوته. ففي عام 483 ق.م، وبعد استعراض استمر 180 يومًا لثروته ومجده، أقام وليمة ضخمة. وفي نشوة سُكره، طلب من زوجته الملكة وشتي أن تحضر أمامه "لكي يُري الشعب والرؤساء جمالها لأنها كانت جميلة المنظر" (أستير 1: 11). وعندما رفضت، طُردت من المملكة.
عندها أمر أحشويروش بتعيين موظفين في جميع مقاطعات المملكة ليجمعوا أجمل العذارى إلى حريمه (أستير 2: 3–4). أُخذت هدسة، أي أستير، إلى القصر تحت إشراف الخصي المسؤول عن النساء، بينما ظل مردخاي يراقب وضعها عن كثب (أستير 2: 11). وبعد عشرة أشهر، قُدمت أستير إلى الملك، فأحبها أكثر من جميع النساء، ونالت نعمته، وجعلها ملكة بدلًا من وشتي (أستير 2: 17).
ورغم أن ظروف هدسة في البداية كانت تبدو كأنها تخدم أهداف ملك شهواني، فإن الله استخدم وضعها ومكانتها وصفاتها لحماية شعب إسرائيل. فقد تصرفت أستير بتواضع وثقة كاملة في سيادة الله، مؤمنة بأن مشيئته ستتحقق مهما كان الثمن بالنسبة لها. وبدون أي اهتمام بسلامتها الشخصية، تدخلت أستير أمام الملك نيابة عن شعبها (أستير 4: 16)، ونجحت في كشف مؤامرة هامان الشريرة وإنقاذ اليهود من الإبادة.
English
من هي هدسة في الكتاب المقدس؟