السؤال
ما هو جسيم الإله؟
الجواب
"جسيم الإله" هو الاسم الشائع لجسيم دون ذري يُعرف ببوزون هيغز. وبعبارات بسيطة، تُعزى خصائص المادة المختلفة إلى الجسيمات دون الذرية. إحدى هذه الخصائص الغامضة والمهمة هي الكتلة. فبعض الجسيمات، مثل البروتونات والنيوترونات، تمتلك كتلة، في حين أن البعض الآخر، مثل الفوتونات، لا يمتلك كتلة. ويُعتقد أن بوزون هيغز، أو "جسيم الإله"، هو الجسيم الذي يمنح المادة كتلتها. نشأ هذا اللقب بسبب الصعوبات الطويلة والمستمرة التي واجهها الفيزيائيون في العثور على هذا العنصر الغامض في اللغز الكوني. وما يلي هو شرح مبسط جدًا لكيفية اندماج بوزون هيغز في الفيزياء الحديثة، وكيف تسعى العلوم لدراسته.
النموذج القياسي لفيزياء الجسيمات هو نظام يهدف إلى وصف القوى والمكونات والتفاعلات بين الجسيمات الأساسية التي تكوّن المادة. لا يقتصر هذا النموذج على الذرات ومكوناتها فحسب، بل يتناول أيضًا الأجزاء المكوّنة لبعض الجسيمات دون الذرية. ورغم أن هذا النموذج يحتوي على فجوات رئيسية، بما في ذلك عدم تفسير الجاذبية، وبعض التناقضات التجريبية، إلا أنه لا يزال وسيلة ممتازة لفهم فيزياء الجسيمات، ويواصل التحسن مع مرور الوقت. يتنبأ النموذج بوجود جسيمات أولية أصغر من البروتونات والنيوترونات. وحتى تاريخ كتابة هذا النص، فإن الجسيم الوحيد الذي توقعه النموذج ولم يتم التحقق منه تجريبيًا هو "بوزون هيغز"، والذي أُطلق عليه مازحًا اسم "جسيم الإله". وقد سجّلت الأبحاث في عام 2012 ملاحظات متوافقة مع بوزون هيغز. ورغم أن النتائج اللاحقة تبدو واعدة، إلا أن التحليل مستمر بينما يسعى الفيزيائيون للحصول على تأكيدات إضافية لوجود هذا الجسيم المراوغ.
يساهم كل جسيم دون ذري في القوى التي تسبب جميع التفاعلات المادية. ومن بين أكثر الجوانب أهميةً وأقلها فهمًا للمادة هي الكتلة. العلم ليس متأكدًا تمامًا من سبب عدم امتلاك بعض الجسيمات كتلة، مثل الفوتونات، بينما تكون جسيمات أخرى "ضخمة". ويتنبأ النموذج القياسي بوجود جسيم أولي، بوزون هيغز، يسبب تأثير الكتلة. وإن تأكيد وجود بوزون هيغز سيكون خطوة هامة في فهمنا لعلم الفيزياء.
نشأ لقب "جسيم الإله" فعليًا عندما نُشر كتاب "جسيم الإله: إذا كان الكون هو الإجابة، فما هو السؤال؟" للكاتب ليون ليدرمان. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا اللقب رائجًا إلى حد كبير، جزئيًا بسبب الأسئلة الضخمة حول المادة التي قد يساعد جسيم الإله في الإجابة عنها. أما الرجل الذي اقترح وجود بوزون هيغز، بيتر هيغز، فهو ليس معجبًا بلقب "جسيم الإله" كونه ملحدًا. ومع ذلك، لم تكن هناك نية دينية وراء التسمية.
تُبذل حاليًا جهود لتأكيد بوزون هيغز باستخدام النتائج التي تم الحصول عليها في عام 2012 من مصادم الهدرونات الكبير، وهو مسرّع جسيمات في سويسرا، والذي ينبغي أن يكون قادرًا على تأكيد أو نفي وجود جسيم الإله. وكما هو الحال مع أي اكتشاف علمي، تزداد عظمة خلق الله روعةً كلما تعلمنا المزيد عنه. فسواء وُجد بوزون هيغز أم لم يوجد، فإن ذلك يمثل خطوة للأمام في معرفة الإنسان وخطوة أخرى في تقديرنا للكون المهيب الذي خلقه الله. ومهما كان الأمر بشأن "جسيم الإله"، فإننا نعلم هذا عن المسيح: "فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لا يُرَى... الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ" (كولوسي 1: 16).
English
ما هو جسيم الإله؟