السؤال
ماذا يعني أن الله سلّمهم ليعبدوا قوات السماء (أعمال 7:42)؟
الجواب
في عظته الأخيرة، يستذكر استفانوس حدثًا من تاريخ إسرائيل: "فَرَجَعَ ٱللهُ وَأَسْلَمَهُمْ لِيَعْبُدُوا جُنْدَ ٱلسَّمَاءِ" (أعمال 7:42). في ترجمة أخرى: "لكن الله صرف وجهه عنهم واسلمهم لعبادة الشمس والقمر والنجوم."
يسجل الإصحاح السادس من أعمال الرسل خدمة إستيفانوس، التلميذ الممتلئ بالنعمة والقوة، الذي كان يُجري آيات وعجائب (أعمال 6:8). عندما عجز خصومه عن مواجهة تعليمه، لجأوا إلى اتهامه زيفًا وألقوا القبض عليه (أعمال 6:11–15). وعندما سئل عن صحة التهم، بدأ إستيفانوس بسرد تاريخ الشعب من دعوة إبراهيم إلى بناء هيكل سليمان (أعمال 7:1–48). بلغت رسالته ذروتها باتهام سامعيه بأنهم يقاومون الروح القدس كما فعل أجدادهم في تاريخ إسرائيل (أعمال 7:51–53).
خلال سرده، أشار إستيفانوس إلى حادثة صنع بني إسرائيل العجل الذهبي وعبادته بينما كان موسى على جبل سيناء (أعمال 7:41). وأضاف: "فَرَجَعَ ٱللهُ وَأَسْلَمَهُمْ لِيَعْبُدُوا جُنْدَ ٱلسَّمَاءِ" (أعمال 7:42).
معنى تسليمهم لعبادة قوات السماء
في سيناء، أدان الله شعبه بسبب عبادتهم للأصنام (خروج 32). ومع ذلك، سمح لهم بالسير في الطريق الذي اختاروه، وهو طريق عبادة الأصنام. هذا المفهوم يتكرر في رسالة بولس إلى أهل رومية، حيث يشرح أن الله يسمح للذين يرفضونه أن يسيروا في طريقهم الخاص (رومية 1:18–31). يبدأ هذا الطريق برفض الحق الذي يعرفونه عن الله، مما يؤدي إلى ظلمة قلوبهم وعبادتهم للخلق بدلاً من الخالق (رومية 1:22–23). وفي النهاية، يُسلّمهم الله لمشيئتهم الخاطئة، مما يؤدي إلى ممارسات تتفق مع عقل منحرف (رومية 1:28–31).
في حالة بني إسرائيل، لم يقتصر الأمر على عبادة العجل الذهبي، بل استمروا في تقديم ذبائح للآلهة الكاذبة المرتبطة بالسماء (الشمس، القمر، والنجوم)، مثل الشعوب الوثنية المحيطة بهم (أعمال 7:42–43).
الدرس الروحي
من خلال سرد هذه الأحداث، ذكّر إستيفانوس مستمعيه أن الله ليس مثل هذه الآلهة الكاذبة. فهو لا يسكن في بيوت مصنوعة بالأيدي (أعمال 7:48–50)، بل هو خالق كل شيء ومستحق للعبادة. كانت تهمة إستيفانوس ضد سامعيه أنهم كانوا يرتكبون نفس أخطاء أجدادهم في عبادة الأصنام ورفض الله.
للأسف، بدلاً من التوبة و الاعتراف بخطئهم، رفضوا رسالة إستيفانوس وقتلوه رجمًا (أعمال 7:54–60). هذا الحدث يذكّرنا بأهمية عبادة الله كما يريد هو، وليس كما نريد نحن، لأن طريقنا غالبًا ما يؤدي إلى الهلاك، بينما طريقه يؤدي إلى الحياة والسلام.
English
ماذا يعني أن الله سلّمهم ليعبدوا قوات السماء (أعمال 7:42)؟