settings icon
share icon
السؤال

ما هي أهمية الجلجال في الكتاب المقدس؟

الجواب


ذُكر في الكتاب المقدس على الأقل موقعان باسم الجلجال. أحدهما يقع غرب نهر الأردن بالقرب من أريحا (يشوع 5: 9، 13)، والآخر قرب بيت إيل (الملوك الثاني 2: 1–2). ويعتقد بعض العلماء بوجود موقع ثالث باسم الجلجال قرب جبل جرزيم وجبل عيبال (تثنية 11: 29–30). ويعني اسم "الجلجال" "التدحرج" أو "اللف".

لا يُذكر الجلجال في العهد الجديد، لكن العهد القديم يصوره كما يلي:

الجلجال كمكان تذكاري: يُعد الجلجال مكانًا تذكاريًا في الكتاب المقدس، حيث أقام الإسرائيليون فيه نصبًا لتذكيرهم بما فعله الله. فبعد عبورهم المعجزي لنهر الأردن ودخولهم أرض الموعد، أخذوا اثني عشر حجرًا من النهر، تمثل أسباط إسرائيل الاثني عشر، وأقاموها في الجلجال لتكون تذكارًا لأبنائهم وللأجيال القادمة (يشوع 4: 19–20). كانت هذه الحجارة تذكارًا لقوة الله الذي يبس مياه الأردن أمامهم كما فعل في البحر الأحمر (يشوع 4: 21–24)، وتُستخدم كوسيلة تعليمية للأبناء ليعرفوا أعمال الله (يشوع 4: 21–22).

الجلجال كمكان للتكريس والتغيير: في الجلجال، خُتن بنو إسرائيل واحتفلوا بأول فصح في أرض الموعد (يشوع 5: 7–8، 10). فقد وُلد أبناء الجيل الجديد أثناء التّيه ولم يُختنوا بعد، وكان الوقت قد حان ليأخذوا علامة العهد ويُفرَزوا كشعب لله. وأطلق الله على هذا الموضع اسم "الجلجال" لأنه "دحرج عار مصر عنهم" (يشوع 5: 9)، أي أزال عنهم خزي حالتهم غير المختونة، مفصلاً إياهم نهائيًا عن نمط الحياة المصرية. وبعد الاحتفال بالفصح وبدئهم في أكل غلّة الأرض، توقّف نزول المن السماوي، وحدث ذلك أثناء مكوثهم في الجلجال أيضًا (يشوع 5: 11–12).

مكان للعبادة: ظل الجلجال لاحقًا مكانًا للعبادة وتقديم الذبائح للرب، وكان الموضع الذي تُوِّج فيه شاول علنًا كأول ملك لإسرائيل (صموئيل الأول 10: 8؛ 11: 15). لكن مع انزلاق الإسرائيليين نحو عبادة الأوثان، ارتبط الجلجال لاحقًا بعبادة الآلهة الباطلة (هوشع 4: 15؛ عاموس 4: 4).

مكان للدينونة: في الجلجال، وبّخ صموئيل النبي شاول وتنبأ بخسارته للملك (صموئيل الأول 13: 13–14). فقد طُلِب من شاول أن يبقى في الجلجال وينتظر قدوم صموئيل قبل تقديم الذبائح (صموئيل الأول 10: 8؛ 13: 8). لكنه عصى وأخذ الأمر بيده وقدم الذبيحة بنفسه (صموئيل الأول 13: 9–12). وعندما وصل صموئيل، أعلن دينونة الله على شاول، وأخبره بأن ملكه لن يدوم (صموئيل الأول 13: 14).

مكان للأنبياء: كان الجلجال أحد ثلاث مدن كان صموئيل يقيم فيها القضاء لإسرائيل (صموئيل الأول 7: 16). ويبدو أن إيليا وأليشع أقاما في مكان يُدعى الجلجال قبل صعود إيليا إلى السماء (الملوك الثاني 2: 1–2)، ومن المحتمل أن هذا الجلجال مختلف عن ذاك الذي خيّم فيه يشوع، ويرجّح أنه قرب بيت إيل في وسط كنعان. وبعد اختفاء إيليا، عاد أليشع إلى الجلجال حيث كان يقيم عدد من الأنبياء (الملوك الثاني 4: 38). وهناك، في وسط مجاعة، حرص على إطعام الأنبياء، وأطعم أيضًا نحو مئة من السكان بطريقة معجزية (الملوك الثاني 4: 38–44).

لقد كان الجلجال موضعًا ذا أهمية كبرى، إذ ذكّر بني إسرائيل بتراثهم، وكان موضعًا للعبادة، ومقرًا للأنبياء والملوك، ومسرحًا للدينونة والطاعة (أو العصيان) في علاقة الشعب بإلههم.

English



عد إلى الصفحة الرئيسية باللغة العربية

ما هي أهمية الجلجال في الكتاب المقدس؟
Facebook icon Twitter icon YouTube icon Pinterest icon Email icon شارك هذه الصفحة:
© Copyright Got Questions Ministries