السؤال
ما هي حركة فوكولاري؟
الجواب
بدأت حركة فوكولاري سنة 1943 في إيطاليا بوصفها "تيارًا من التجديد الروحي والاجتماعي" داخل الكنيسة الكاثوليكية. كلمة "فوكولاري" تعني بالإيطالية "الموقد"، وقد أسستها امرأة تُدعى كيارا لوبيك وركزت على فكرة الأخوّة الإنسانية العالمية والوحدة المسكونية. استلهمت لوبيك فكرتها بعد تأملها في قول المسيح في يوحنا 17: 21: «لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا».
في بداياتها، كانت الحركة تتكوّن من مجموعة من النساء يعشن معًا في مدينة ترنت الإيطالية. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، انتشرت هؤلاء النساء إلى مدن أخرى لنشر الحركة، خاصة ضمن الكنيسة الكاثوليكية. وتقول الحركة اليوم إن عدد أعضائها يبلغ نحو 120,000 في 194 دولة. ومع أن أغلب أعضائها كاثوليك، إلا أنها تضم أيضًا أتباعًا من ديانات أخرى مثل الأنغليكان، اليهود، المسلمين، البوذيين، الهندوس، والسيخ. كما خصصت قسمًا لأنشطة مع "الأشخاص غير المتدينين" مثل اللاأدريين والملحدين.
تروّج حركة فوكولاري للاهوت مريمي، إذ كانت لوبيك تشير أحيانًا إلى منظمتها باسم "عمل مريم"، معتبرة أن أعضاءها "يجلبون يسوع إلى العالم كما فعلت مريم". وترى أن مريم هي عاملة الوحدة: «على شبه مريم، هذه الحركة تشبه عباءتها التي تجمع مختلف تعبيرات الكنيسة والإنسانية، لأنها نالت من الله موهبة جعلهم عائلة واحدة. هذه الموهبة تجعل الحركة تشبه مريم في دورها الأمومي الموحد» (كيارا لوبيك، من موقع (كيارا لوبيك، من موقع www.focolare.org/en/movimento-dei-focolari/un-popolo/، تم الدخول إليه في 19/7/2017(
تهدف الحركة إلى "عيش الإنجيل" لتجاوز جميع الانقسامات وتحقيق السلام العالمي. وهذا هدف نبيل، ويجب على المؤمنين أن يسعوا لعيش مبادئ الإنجيل. لكن فوكولاري ليست حركة تبشيرية تهدف إلى دعوة الناس إلى الإيمان بالمسيح، بل إلى جمع كل من يؤمن بـ"إله" أيًا كان تعريفه، سواء قبل المسيح أم لم يقبله (انظر يوحنا 14: 1). غير أن الإيمان بإله عام غير محدد لا يُعد فضيلة (انظر يعقوب 2: 19).
تركز فوكولاري على السعي للسلام على أساس الإنسانية المشتركة لا على أساس الإيمان المشترك بالمسيح (انظر إرميا 6: 14). وهي ترفع مريم كأمٍّ عالمية، وتروّج للكاثوليكية حتى أثناء حوارها مع الأديان الأخرى، إذ كانت مرتبطة بالكنيسة الكاثوليكية ارتباطًا غير رسمي منذ نشأتها، ثم رسميًا منذ عام 1990.
أما الوحدة المسيحية الحقيقية، فهي مبنية على حقائق الكتاب المقدس، بما في ذلك الخلاص من خلال يسوع المسيح وحده. فقد قال يسوع بوضوح: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلَّا بِي» (يوحنا 14: 6). كما علّم الرسل أن «لَيْسَ بِغَيْرِهِ أَحَدٌ الْخَلاَصُ، لِأَنَّهُ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ» (أعمال الرسل 4: 12).
وبما أن حركة فوكولاري تضم ديانات وآراء مختلفة حول الإله والخلاص، فلا يمكن اعتبارها حركة مسيحية كتابية. يصف الرسول بولس الوحدة الحقيقية في أفسس 4: 3–6: «مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ. جَسَدٌ وَاحِدٌ وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضًا فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ. رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، إِلهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْجَمِيعِ، الَّذِي عَلَى الْجَمِيعِ وَبِالْجَمِيعِ وَفِي جَمِيعِكُمْ». السلام العالمي هدف جميل، لكنه لا يُبنى على حساب الحق. فالمسيح، رئيس السلام، هو أيضًا الحق.
English
ما هي حركة فوكولاري؟