السؤال
هل ينبغي للمسيحيين الاحتفال بعيد الأب؟
الجواب
عيد الأب هو يوم مخصص للاحتفال بالأبوة، والاعتراف بتأثير الآباء في بيوتنا ومجتمعاتنا، وتعزيز الروابط الأبوية. ويُحتفل به أيضًا لتكريم وتخليد ذكرى آبائنا وأجدادنا. ورغم أنه يُحتفل به في الولايات المتحدة في الأحد الثالث من شهر يونيو، إلا أن تاريخه يختلف في العديد من الدول الأخرى. يُعتقد أن أول احتفال بعيد الأب كان في 19 يونيو 1910 في سبوكين بولاية واشنطن، بفضل جهود سونورا سمارت دود، وهي امرأة مسيحية وابنة الجندي المخضرم في الحرب الأهلية الأمريكية ويليام جاكسون سمارت. توفيت والدة سونورا عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها، وأرادت تخصيص يوم يكرم الآباء مثل والدها، الذي ربى ستة أطفال وحده. ورغم أنها واجهت معارضة وسخرية في البداية، فإنها ثابرت. تم تقديم مشروع قانون في الكونغرس عام 1913، وفي عام 1916 ألقى الرئيس وودرو ويلسون خطابًا في احتفال بعيد الأب في سبوكين، معبرًا عن رغبته في جعله عيدًا رسميًا، إلا أن الكونغرس لم يوافق حينها. في عام 1924 تدخل الرئيس كالفين كوليدج، وفي عام 1930 تم تشكيل لجنة وطنية من قبل عدة مجموعات تجارية في محاولة لإضفاء الشرعية على العيد. استمر الجهد، وفي عام 1966 أصدر الرئيس ليندون جونسون إعلانًا بأن الأحد الثالث من يونيو سيكون عيد الأب. وأخيرًا، أصبح العيد عيدًا وطنيًا رسميًا عندما وقع الرئيس نيكسون إعلانًا مماثلًا في عام 1972.
ورغم أن كلمة الله لا تذكر يومًا مخصصًا لتكريم الآباء، إلا أن الكتاب المقدس يعترف بمكانة مميزة للرجال الذين كانوا قادة أو أمثلة في مهارات معينة، مثل يابال الذي كان "أبًا لساكني الخيام وراعي المواشي"، وأخيه يوبال الذي كان "أبًا لكل ضارب بالعود والمزمار" (تكوين 4: 20-21). كذلك، عندما تغيّر اسم أبرام إلى إبراهيم، قال له الله: "جعلتك أبًا لجمهور من الأمم" (تكوين 17: 5)، مما يُظهر بوضوح أن الأبوة هي مكانة مُكرَّمة في نظر الله. وبذلك، رغم أن الكتاب المقدس لا يذكر عيدًا للأب، إلا أننا نرى بوضوح أن الله يعترف بأهمية الآباء، بل وكرمهم عبر التاريخ.
علاوة على ذلك، يمكننا أن نتابع هذا الموضوع في شخص الله نفسه من خلال العديد من الآيات (متى 5: 45؛ 6: 9،32؛ رومية 1: 7؛ 15: 6؛ 1 كورنثوس 8: 6). وهناك العديد من المواضع التي يتحدث فيها يسوع المسيح، الابن، عن تكريمه لأبيه وطاعته لإرادته (مثل يوحنا 17: 1 و17: 5). علّم الرسول بولس أن إكرام الأب الأرضي ليس فقط وصية، بل هو "أول وصية بوعد"، وهو وعد بأن تسير الأمور جيدًا ويطول العمر على الأرض. "أكرم أباك وأمك، التي هي أول وصية بوعد، لكي يكون لك خير وتكون طويل العمر على الأرض") أفسس 6: 2-3).
في ضوء هذه الآيات وغيرها الكثير، يبدو أن تخصيص يوم لتكريم الآباء، الذين هم الرأس الروحي الذي عيّنه الله للعائلة، هو أمر يكرم الله بالفعل. وفي النهاية، فإن قرار الاحتفال بيوم أو عيد معين هو مسألة تفضيل شخصي. لدينا الحرية في أن نحتفل أو ألا نحتفل، بحسب ما نختار.
English
هل ينبغي للمسيحيين الاحتفال بعيد الأب؟