السؤال
ما هي رسالة برنابا؟
الجواب
لا ينبغي الخلط بين رسالة برنابا وإنجيل برنابا، فـرسالة برنابا، والمعروفة أيضًا باسم "رسالة برنابا"، هي من كتابات المسيحية المبكرة، وغالبًا ما أشار إليها آباء الكنيسة الأوائل. ورغم أنها تُنسب إلى برنابا، شريك بولس الرسول، إلا أن الرسالة نفسها لا تذكر اسم كاتبها. وقد نُسبت لاحقًا إلى برنابا من قبل مفسرين مثل كليمنضس الإسكندري. ويُرجح أن تاريخ كتابتها يعود إلى أواخر القرن الأول أو أوائل القرن الثاني الميلادي. تقدم الرسالة نظرة ثاقبة على قوانين وتقاليد اليهود في العهد القديم، وتُجري مقارنات بينها وبين ممارسات المسيحيين في ظل العهد الجديد.
تستخدم الرسالة مصطلح غنوسيس (gnosis)، والذي يعني "المعرفة"، لوصف رسالتها. ومع ذلك، فإن مضمونها يُناقض البدع المبكرة مثل الغنوصية، ويبدو أنه يعكس فهمًا أرثوذكسيًا مبكرًا للإيمان المسيحي. في المقابل، انتقدها بعض الكتّاب لاعتمادها الكبير على التقاليد الشفوية المرتبطة بالعهد القديم - مثل المشناه - وكذلك لاستخدامها للجِمَطْرِيَّا أو التفسير العددي للنصوص الكتابية.
أشار عدد من آباء الكنيسة الأوائل إلى رسالة برنابا، منهم أوريجانوس، الذي بدا وكأنه يعتبرها من كتابات برنابا الحقيقية. وقد أُدرجت في نهاية بعض النسخ القديمة من الكتاب المقدس، حيث ربما استُخدمت كمصدر مرجعي. ومع أن معظم المسيحيين الأوائل لم يعتبروها من الكتابات الموحى بها، إلا أنهم قدّروها لما تحمله من رؤى حول اللاهوت اليهودي. وتُوصف رؤيتها بشكل أفضل بأنها تفسير للعهد القديم من خلال عدسة المسيحية المبكرة. وتشكل هذه التفسيرات معظم محتوى الرسالة.
أما القسم الأخير من رسالة برنابا، فيعرض سلسلة من الوصايا الإيجابية، متبوعة بعكسها. وتُعرض هذه الوصايا المتناقضة على أنها "طريق النور" و"طريق الظلمة". يُعبّر "طريق النور" عن فهم يهودي قوي للسلوك والأخلاق المسيحية. ويلي ذلك وصف "طريق الظلمة"، ويُشار إليه أيضًا بـ"طريق الأسود"، في إشارة إلى الشيطان.
وعلى الرغم من أن رسالة برنابا ليست جزءًا من قانون الأسفار المقدسة، إلا أنها لا تزال تُعتبر مصدرًا ذا قيمة. فقد أدرك آباء الكنيسة الأوائل فائدتها، حتى مع اتفاقهم على أنها ليست من وحي إلهي. وسواء أكانت الرسالة من كتابة برنابا نفسه أم لا، فإن المؤمنين اليوم يمكنهم قراءتها بنفس الحذر والفهم اللاهوتي.
English
ما هي رسالة برنابا؟
