السؤال
من هي دروسيلا في الكتاب المقدس؟
الجواب
كانت دروسيلا أصغر ثلاث بنات وُلدن لهيرودس أغريباس الأول، ويُقال إنها كانت جميلة جدًا. كان كل من الملك أغريباس الأول وابنه أغريباس الثاني من الحكام في إسرائيل خلال القرن الأول. وتُعد دروسيلا شخصية مهمة بسبب تفاعلها مع الرسول بولس أثناء إحدى فترات سجنه. إذ أبدت دروسيلا، مع زوجها آنذاك، الحاكم فيلكس، اهتمامًا بتعاليم بولس عن يسوع وأرادا سماع المزيد (أعمال 24: 24).
تنتمي دروسيلا إلى عائلة ملكية لكنها مضطربة. كان والدها، هيرودس أغريباس الأول، حفيد هيرودس الكبير، الملك الذي نقرأ عنه في قصة الميلاد، والذي أمر بقتل جميع الأطفال الذكور في بيت لحم في محاولة للقضاء على المسيّا (متى 2: 1–15). أما أختها الكبرى برنيكي، فكان لها تاريخ طويل ومعقد من العلاقات الجنسية، بلغ ذروته بعلاقة سفاح مع شقيقهما أغريباس الثاني، الذي نقرأ عنه في أعمال 25 و26.
تزوجت دروسيلا في سن الرابعة عشرة من عزيزوس، ملك إميسا. ويُلمح المؤرخ يوسيفوس إلى أنها كانت غير سعيدة في هذا الزواج، ثم أغراها فيلكس بمساعدة ساحر قبرصي يُدعى سيمون. وكان فيلكس، الحاكم الروماني ليهوذا، قد أخذ دروسيلا لتكون زوجته الثالثة، وأنجبا ابنًا اسمه أغريباس، توفي لاحقًا في ثوران جبل فيزوف عام 79 ميلادية.
وبصفتها يهودية، من المحتمل أن دروسيلا كانت تعرف عن رجم استفانوس، الذي حدث قبل ولادتها (أعمال 7: 58–60)، واستشهاد يعقوب (أعمال 12: 2) بأمر من والدها. وكانت متزوجة من رجل لديه معرفة جيدة بالمسيحية (أعمال 24: 22). وبعدما تم القبض على بولس في أورشليم، نُقل إلى قيصرية. سمع الحاكم فيلكس التهم الموجهة إليه، وقدم بولس الإنجيل ضمن دفاعه، لكن فيلكس أرجأ إصدار الحكم. وبعد بضعة أيام، استدعى فيلكس زوجته دروسيلا لجلسة استماع أخرى مع بولس. لم يكن هناك سبب قانوني لحضور دروسيلا هذه الجلسة، لذا من المرجح أنها كانت فضولية لسماع ما سيقوله بولس.
وأثناء حديثه أمام فيلكس ودروسيلا، تكلم بولس عن “الإيمان بالمسيح يسوع... وعن البر، وضبط النفس، والدينونة الآتية” (أعمال 24: 24–25). وذكر لوقا أن الحاكم ارتعب من كلمات بولس وأعاده إلى زنزانته إلى أن يأتي “وقت مناسب” (الآية 25). لم يُذكر رد فعل دروسيلا، لكن من المؤكد أن حديث بولس عن ضبط النفس والدينونة الآتية قد هزّها، بالنظر إلى تاريخها الزوجي ونمط حياتها غير المقدس.
يعطينا بولس نموذجًا رائعًا لتقديم الحق لمن يبدو أنهم يعارضونه. لقد أعلن الإنجيل بجرأة دون أن يُخفّف أو يُجمّل رسالته لإرضاء المستمعين. على حامل الرسالة أن ينقلها بأمانة؛ أما ما يفعله الله بالحقيقة التي نعلنها فهو عمل الله وحده. وبينما كان بولس يتحدث أمام المحكمة في قيصرية، ربما بدا أن دروسيلا بعيدة عن المسيحية بقدر ما يمكن لأي شخص أن يكون، لكنها كانت منجذبة إلى الرسالة. للإنجيل قدرة على الوصول حتى إلى أقسى القلوب عندما يُقدَّم دون خجل أو اعتذار. وكما كتب بولس في رومية 1: 16: “لأني لست أستحيي بإنجيل المسيح، لأنه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن: لليهودي أولًا ثم لليوناني.” وقد برهن بولس على شجاعته بشأن الإنجيل عندما بشّر أمام فيلكس ودروسيلا.
English
من هي دروسيلا في الكتاب المقدس؟
