السؤال
ما هي أهمية ديكابوليس في الكتاب المقدس؟
الجواب
ديكابوليس (ومعناها "عشر مدن") كانت منطقة تقع شرق وجنوب شرق بحر الجليل، إلى الشمال من بيرية، وتعود إلى النصف القبلي من سبط منسّى. وسُميت بهذا الاسم نسبةً إلى عشر مدن كانت تقع ضمن حدودها. لا يُعرف على وجه التحديد أسماء هذه المدن، لكن بليني يذكرها كالتالي: سكيثوبوليس، فيلادلفيا، رافانا، جدارة، هيبوس، ديوس، فيلا، جراسا، قناطة، ودمشق. بينما استبدل يوسيفوس مدينة قناطة بمدينة أوتوبوس في قائمته. ومن بين هذه المدن العشر، كانت مدينة واحدة فقط، وهي العاصمة سكيثوبوليس، تقع غرب نهر الأردن. وقد زار يسوع منطقة ديكابوليس خلال خدمته. ويشير متى إليها بأنها "كورة الجرجسيين"، لأن يسوع كان قريبًا من جدارة (متى 8: 28).
يُرجح أن المدن العشر التي شكلت ديكابوليس قد تحالفت فيما بينها بعد أن هزم القائد الروماني بومبيوس سوريا عام 65 ق.م. وكان سكان ديكابوليس يخضعون مباشرةً لحاكم سوريا الروماني. وقد تمتعت هذه المدن بقدر من الاستقلال، لدرجة أنها كانت تصكّ عملاتها الخاصة.
في زمن المسيح، كانت مدن ديكابوليس والمنطقة المحيطة بها مأهولة في الغالب بالأمم، لا باليهود، وكان للثقافة اليونانية تأثير قوي في المنطقة. وهذا يُفسر على الأرجح وجود قطيع كبير من الخنازير قرب جدارة عندما زار يسوع تلك المنطقة ليشفي الرجلين الممسوسين (متى 8: 30–33؛ مرقس 5: 1–17). فبحسب الشريعة اليهودية، تُعد الخنازير نجسة، وكان حتى لمسها محظورًا. لكن الأمميين الذين كانوا يملكون ذلك القطيع لم يعتبروا الشريعة اليهودية مُلزمة لهم. وربما يُفسر هذا الاستهتار بالشريعة سبب سماح يسوع للشياطين بالدخول في الخنازير، فهلك القطيع بأكمله. فبينما حرّر الرجال من الأرواح الشريرة، ساعد أيضًا في تطهير تلك المنطقة من الحيوانات النجسة.
وقد أجرى يسوع بعض معجزاته في مدن ديكابوليس. ففي مرقس 7: 31–37، يُسجَّل شفاء رجل أصم وأبكم هناك. كما تبعه كثيرون من سكان ديكابوليس (متى 4: 25). وفي سنة 69 ميلادية، عندما تعرضت أورشليم لهجوم من الرومان، أصبحت مدينة فيلا، الواقعة في جنوب ديكابوليس، ملجأً للمسيحيين الذين هربوا من الحصار المرتقب.
English
ما هي أهمية ديكابوليس في الكتاب المقدس؟
