السؤال
هل عيد الميلاد مرتبط بساتورناليا؟
الجواب
عيد الميلاد، وهو اليوم الذي يحتفل فيه المسيحيون بميلاد يسوع المسيح، يُربط أحيانًا بالمهرجان الوثني المعروف باسم ساتورناليا. قد يكون هناك ارتباط قديم - لكن ليس للأسباب التي يفترضها بعض المشككين. المسيحية كانت دائمًا على دراية بأن 25 ديسمبر ليس على الأرجح التاريخ الفعلي لميلاد يسوع. الكنيسة الأولى لم تحتفل بهذا التاريخ ولم تكن تربطه بميلاد المسيح إلا بعد عدة قرون، خلال حكم الإمبراطور قسطنطين.
كان ساتورناليا مهرجانًا رومانيًا يستمر أسبوعًا كاملًا تكريمًا للإله ساتورن، وبما أنه كان يبدأ في 17 ديسمبر، فقد كان يقع ضمن ما نعتبره الآن موسم عيد الميلاد. ومن المثير للاهتمام أن الروايات التاريخية تختلف بشأن ما إذا كانت احتفالات ساتورناليا مثالًا على الفجور أو الكرم. بعض الروايات تشير إلى قيام الأغنياء بدفع الإيجار عن الفقراء، وتبادل الأسياد والعبيد ملابسهم، وما إلى ذلك. ومع ذلك، يبدو أن الفجور طغى على الاحتفالات في معظم فترات التاريخ؛ حتى أن كلمة "ساتورناليا" أصبحت مرادفًا للفجور والمجون.
في نظرنا اليوم، قد تبدو بعض عادات ساتورناليا انحرافات شهوانية عن تقاليد عيد الميلاد، مثل الغناء من بيت إلى بيت عراة، والإفراط في الولائم، وأكل المخبوزات على شكل أشخاص، وتبادل الهدايا البذيئة. وفي الواقع، هناك بعض الأدلة التاريخية التي تشير إلى أن هذه الممارسات قد تم إصلاحها ودمجها وتحويلها مع مرور الوقت نتيجة تغلّب شعبية عيد الميلاد على ساتورناليا. وربما يكون المسيحيون قد "أعادوا توظيف" بعض جوانب الاحتفال.
قد يكون الدافع المبكر للاحتفال بميلاد يسوع في 25 ديسمبر شبيهًا بما يدفع بعض الكنائس المعاصرة لتنظيم "مهرجانات الخريف" أو "حفلات أزياء كتابية" في 31 أكتوبر، أي الرغبة في تقديم بديل روحي إيجابي لاحتفال وثني. ومع مرور الوقت، ومع تنصير الإمبراطورية الرومانية، تم "تنقية" بعض العادات المرتبطة بساتورناليا ودمجها في احتفالات عيد الميلاد.
وهناك عيد روماني آخر، هو "سول إنفكتوس" (الشمس التي لا تُقهَر)، يبدو أنه تم دمجه تدريجيًا مع عيد الميلاد أيضًا. كان سول إنفكتوس يُحتفل به في 25 ديسمبر، احتفاءً بتجدد "ملك الشمس" وكان مرتبطًا بالانقلاب الشتوي (رغم أن الانقلاب نفسه لا يقع في هذا التاريخ). كان قسطنطين، أول إمبراطور مسيحي، قد نشأ في ظل هذه العبادة، ولعب دورًا في تحويل الثقافة الرومانية نحو المسيح والابتعاد عن الوثنية. وأول دليل تاريخي موثوق على الاحتفال بعيد الميلاد في 25 ديسمبر يعود إلى فترة حكمه.
لذلك، فإن المسيحيين يعترفون بسهولة وراحة بأن تاريخ عيد الميلاد وبعض جوانبه قد يكون له ارتباط بالأعياد الوثنية مثل ساتورناليا وسول إنفكتوس. لكن معنى أي عادة ثقافية، بما في ذلك الاحتفال بعيد الميلاد، يحدده الاستخدام الحالي لا الأصل التاريخي. تمامًا مثل العائلة التي تحتفل بحفلة أزياء كتابية في 31 أكتوبر، فإن الأشخاص المحتفلين هم من يحددون معنى العيد. لقد اختار المسيحيون قبل قرون 25 ديسمبر ليكون يوم الاحتفال بميلاد يسوع المسيح، "الملك الذي لا يُقهَر" الحقيقي. ولا يزال استخدام هذا التاريخ قائمًا حتى اليوم. يمكن القول إن عيد الميلاد وساتورناليا كانا "جيرانًا" تاريخيين مع روابط غير مباشرة، ولكنهما لم يكونا يومًا واحدًا أو نفس الاحتفال.
English
هل عيد الميلاد مرتبط بساتورناليا؟