السؤال
كيف يختلف الدين المسيحي عن جميع ديانات العالم الأخرى؟
الجواب
الدين هو ممارسة الإيمان؛ أي أن الدين هو الممارسة الخارجية أو الطقسية لمجموعة من المعتقدات. في الواقع، هناك فرق بين الإيمان (الموقف الداخلي) والدين (الأعمال الخارجية)، ولكن في هذه المقالة، سوف نعرّف "الدين المسيحي" على نطاق واسع بأنه "الالتزام الأمين بتعاليم يسوع المسيح ورسله".
تقول رسالة يعقوب 1: 27 أن "اَلدِّيَانَةُ ٱلطَّاهِرَةُ ٱلنَّقِيَّةُ عِنْدَ ٱللهِ ٱلْآبِ هِيَ هَذِهِ: ٱفْتِقَادُ ٱلْيَتَامَى وَٱلْأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ، وَحِفْظُ ٱلْإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلَا دَنَسٍ مِنَ ٱلْعَالَمِ". وبعبارة أخرى، فإن الاهتمام بالمحتاجين والفضيلة الشخصية هما أمران خارجيان يوجدان عندما يكون لدى الإنسان محبة حقيقية لله. وبما أن يعقوب حدد أنه يتحدث عن ديانة ""طاهرة ونقية"، فلا بد أن هناك نوع من الدين "غير طاهر وغير نقي" أيضًا - دين غير مؤسس على محبة الله.
فيما يلي خمسة أسباب تجعل الديانة المسيحية أفضل من الديانات غير المسيحية (لماذا يكون الالتزام بتعاليم يسوع المسيح أفضل من عدم الالتزام بها):
الدين المسيحي - يسوع المسيح هو الطريق إلى الله.
الدين المسيحي أفضل من الأديان الأخرى، لأن ما يؤدي إلى الله أفضل مما يؤدي إلى البعد عن الله. لقد ابتعدنا عن الله بسبب الخطية (إشعياء 53: 6)، ونحن بحاجة إلى مرشد يقودنا في العودة إليه. يسوع هو هذا الطريق (يوحنا 14: 6)، هو من يبحث عن الضالين (لوقا 19: 10). يقول يسوع أنه ليس أحد الطرق العديدة، بل هو الطريق الوحيد المؤدي إلى الله. فهو في الواقع الله نفسه في جسد بشري (يوحنا 20: 28)، لذا فإن الوصول إلى يسوع يعني الوصول إلى الله. وقال: "اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى ٱلْآبَ" (يوحنا 14: 9). الدين المسيحي فريد من نوعه من حيث أنه يقدم علاقة وثيقة وحميمة مع إله الكون الشخصي.
الدين المسيحي - يسوع المسيح هو الحق.
الدين المسيحي أفضل من الأديان الأخرى لأن الحق أفضل من الباطل. يسوع هو "الحق" (يوحنا 14: 6). إنه تجسيد الحق، وإعلان الله للبشرية (كولوسي 2: 9)، وهو حامل كلام الله (يوحنا 17: 8). الديانة المسيحية مبنية على الحق، فهي مبنية على شخصية تاريخية تم التحقق من أفعالها بواسطة شهود عيان وسجلها أربعة كتاب سيرة مختلفين. غالبًا ما تنشأ المحاكاة الساخرة للمسيحية من خلال عمل "الأنبياء الكذبة" (يوحنا الأولى 4: 1)، لكن يسوع وحده هو الحق. باتباع المسيح، يكن المسيحيون أقصى درجات الاحترام للحق، على عكس الخارج الأجوف ونفاق المظاهر الزائفة. الدين المسيحي فريد من نوعه لأنه يجبرنا على مواجهة الحقيقة عن أنفسنا وقول الحقيقة مع الآخرين.
الدين المسيحي - يسوع المسيح هو الحياة.
الديانة المسيحية أفضل من الديانات الأخرى لأن الحياة أفضل من الموت والسماء أفضل من الجحيم. يسوع هو "الحياة" (يوحنا 14: 6)؛ إنه مصدر الحياة، وبدونه لا يمكن لأحد أن يحيا حقًا(يوحنا 1: 4؛ 3: 36؛ 5: 24؛ 10: 10). يقدم لنا يسوع ما نحتاج إليه: الخبز الذي يشبع إلى الأبد (يوحنا 6: 35)، الماء الذي يعطي الحياة الأبدية (يوحنا 4: 14؛ 7: 37-38)، والقيامة والحياة (يوحنا 11: 25). هذه أكثر من مجرد ادعاءات فارغة. لقد أثبت يسوع قدرته على إعطاء الحياة بأن أقام لعازر من الموت (يوحنا 11)، وكذلك ابنة يايرس (مرقس 5)، والصبي من قرية نايين (لوقا 7). ثم، بعد موته على الصليب، قام يسوع مرة أخرى في اليوم الثالث، منتصرًا على الموت إلى الأبد (متى 28). الدين المسيحي فريد من نوعه من حيث أنه يقوم على القيامة الجسدية الفعلية لمؤسسه.
الدين المسيحي - يسوع المسيح يغير البشرية.
الديانة المسيحية أفضل من الديانات الأخرى لأن البر أفضل من الشر. قد تفرض الديانات الأخرى الالتزام بقواعد معينة من السلوك، لكنها لا تملك القدرة على تغيير القلب. تعلم المسيحية أننا كمؤمنين قد "مُتْنَا عَنِ ٱلْخَطِيَّةِ" ونعيش الآن "فِي جِدَّةِ ٱلْحَيَاةِ" (رومية 6: 2، 4). العلامة الحقيقية للمسيحي هي تحوله من ممارسة الخطية إلى الغيرة للأعمال الصالحة (تيطس 2: 14؛ كورنثوس الثانية 5: 17). إن حماسة المؤمنين لفعل الخير أدت إلى تأسيس عدد لا يحصى من دور الأيتام، والمستشفيات، والعيادات، والمدارس، وملاجئ المشردين، ووكالات الإغاثة - كل ذلك باسم المسيح. الدين المسيحي فريد من نوعه من حيث أنه لا يفرض التغيير من الخارج بل يُحدث ثورة في الحياة من الداخل.
الدين المسيحي - يسوع المسيح محب.
الديانة المسيحية أفضل من الديانات الأخرى لأن الحب أفضل من غياب الحب. الله محبة (يوحنا الأولى 4: 8، 16). المحبة هي أعظم عطاياه لنا (كورنثوس الأولى 13: 13) – وليست المحبة المتقلبة التي يدّعيها العالم، بل المحبة غير الأنانية وغير المشروطة التي تسعى دائمًا لنفع العالم. أحببت. لقد أظهر الله محبته لنا بإرسال ابنه الوحيد (يوحنا 3: 16؛ يوحنا الأولى 4: 10). وأظهر يسوع محبته لنا من خلال تدبير خلاصنا بالموت على الصليب (يوحنا 15: 13). أعطى يسوع أتباعه وصية جديدة: "أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. بِهَذَا يَعْرِفُ ٱلْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلَامِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ" (يوحنا 13: 34- 35). المحبة، وليس الواجب أو الدين، هي التي تحرك المؤمن وتدفعه إلى تواضع أعظم وخدمة أعظم لملكوت السماوات. المسيحية فريدة من نوعها من حيث أنها ليست نظام قواعد بل احتفال بالحب غير الأناني. "ٱلْمَحَبَّةُ هِيَ تَكْمِيلُ ٱلنَّامُوسِ" (رومية 13: 10).
لقد اخترع الإنسان، في إبداعه، ديانات لا حصر لها في محاولته الوصول إلى الله. ولقد أعطانا الله في محبته الحق: الدين الوحيد، المسيحية، الذي يحاول الله أن يصل من خلاله إلى الإنسان.
English
كيف يختلف الدين المسيحي عن جميع ديانات العالم الأخرى؟
