السؤال
هل يجب على المسيحي أن يكون مستعدًا أو يشارك في التحضير لنهاية العالم؟
الجواب
السماء تسقط! النهاية قريبة! استعدوا الآن ليوم الدين! على مدار قرون، توقع الناس نهاية العالم أو بعض الكوارث المدمرة الأخرى، ومع تحفيزهم بشغفهم، حاول الكثيرون الاستعداد لها. يعرف الأشخاص الذين يطلق عليهم "التحضيريين" (preppers) بتخزين الطعام والأسلحة واللوازم الأخرى في انتظار نهاية العالم. حتى أن بعض المسيحيين تورطوا في تنبؤات نهاية الزمان، وخلطوا النبوة الكتابية بالخوف والأحداث الجارية. يعتقد بعض المسيحيين أنه يجب عليهم التحضير المادي لهرمجدون، أو عودة يسوع، أو الحرب العالمية الثالثة—أيها يأتي أولًا. بالطبع، سيعود يسوع، وسينتهي العالم كما نعرفه يومًا ما، لكن هل يجب على المسيحيين أن يكونوا مستعدين؟ هل يقول الكتاب المقدس أي شيء عن التحضير لنهاية العالم؟
التحضير أصبح تجارة كبيرة. توجد مواقع إلكترونية وكتب ومنتجات تنتشر وتعد بمعلومات سرية حول الكوارث القادمة وتقدم تعليمات لتخزين الطعام، وتخليل الطعام، أو تجفيفه بالتجميد، وتنقية المياه. بدأت ظاهرة التحضير خلال فزع Y2K في أواخر التسعينات، ولا تزال هذه الممارسة مستمرة مع زيادة الفوضى في العالم. خلال فزع Y2K ، باع الآلاف منازلهم وحفروا مخابئ لعائلاتهم في حالة حدوث هجوم نووي أو كيميائي أو انهيار مالي عالمي. في بعض المناطق، لا يزال التفكير في التحضير مستمرًا، مما أدى إلى مواجهة مع السلطات.
بعض الأشخاص يرغبون ببساطة في العيش بأسلوب حياة أكثر استدامة باستخدام الطاقة الشمسية، وزراعة الطعام، وتربية الحيوانات للألبان واللحوم. يعتبرون أنه من الحكمة أن يكونوا أقل اعتمادًا على شركات الخدمات العامة والسوبر ماركت من أجل البقاء اليومي، ولكن هؤلاء الأشخاص ليسوا مدفوعين بالجنون والخوف. إنهم لا يعتبرون أنفسهم "محضرين" بالمعنى الضيق ولكنهم يركزون على تبسيط حياتهم. وقد تبنى العديد من المسيحيين هذا الأسلوب من الحياة بدرجات متفاوتة، خاصة بين مجتمع التعليم المنزلي. يجدون أن زراعة المحاصيل وتربية الحيوانات هي أسلوب حياة أفضل لعائلاتهم ويعتبرونها ميزة أنهم أيضًا مستعدون لأي حالة طوارئ من انقطاع الكهرباء إلى الإرهاب.
لكي يُعتبر الشخص "محضرًا"، يجب أن يكون مهووسًا بأفكار التحضير لكارثة وشيكة. بعض المحضرين المتطرفين تركوا وظائفهم، واختبأوا في مخابئ تحت الأرض، وابتعدوا تمامًا في انتظار نهاية العالم. يرون في كل قصة سلبية في الأخبار دليلًا على أنهم على صواب وأن نهاية العالم قادمة. بالنسبة للمسيحيين، إذا تصرفوا بهذه الطريقة، فهذا يعني أنهم فقدوا رؤية مهمتنا في "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم" (متى 28: 19). كما أنهم فقدوا رؤية أن شعب الله لا يجب أن يعيش في خوف (إشعياء 41: 10؛ متى 10: 28). يقول بطرس الأولى 3: 14: "ولكن حتى إن تألمتم من أجل البر، فأنتم مباركون. لا تخافوا من تهديداتهم، ولا ترتاعوا."
عندما يكون الخوف أو البقاء الأناني هو الدافع للتحضير، يصبح أسلوب الحياة هذا غير مدعوم بالكتاب المقدس. نحن مدعوون للعيش بحكمة في هذا العالم، مع تذكُّر أن هذا العالم ليس وطننا (عبرانيين 13: 14). ونحن مدعوون لمحبة الآخرين كما نحب أنفسنا (غلاطية 5: 14؛ لوقا 10: 27). في الغالب، يكون الهدف الأعلى للمحضِّرين هو حماية أنفسهم. فهم يخزنون لأنفسهم ولعائلاتهم. لكن ماذا عن جيرانهم؟ ماذا عن أولئك الذين قد يكونون في حاجة في وقت الأزمة؟ ما الهدف من الأسلحة؟ هل هم مستعدون لإطلاق النار على العائلات الجائعة التي تقف على بابهم المحصن؟ يمكن أن يتحول أسلوب التفكير لدى المحضرين إلى حياة يائسة تؤدي بالمسيحيين إلى مسار غير مسيحي.
بعض المسيحيين قد تبنوا أسلوب حياة المحضرين بهدف أن يكونوا قادرين على تقديم الدعم للمجتمع في حال حدوث كارثة. قد يكون لديهم مرافق تخزين ضخمة يبيعون منها المنتجات بالفعل ويعتبرون مخزونهم من الطعام مشابهًا لخزائن يوسف (تكوين 41: 46–57). بعض الأشخاص قد أنشأوا حدائق مجتمعية واصطبلات للحيوانات في الأحياء واستمتعوا بروح التعاون مع جيرانهم في هذه المبادرة المشتركة. مثل هذا الدافع يرضي الرب لأنه ليس أنانيًا (فيلبي 2: 4).
قد يكون المسيحي "محضرًا" إذا كان الرب يوجه هذا العمل كوسيلة لتعزيز ملكوته وخدمة الآخرين (1 كورنثوس 10: 31؛ متى 6: 33). إذا كان دافع القلب هو الحب والرغبة في استخدام ما أعطاه الله من أجل نشر الإنجيل والعناية بأكبر عدد ممكن من الناس في وقت الحاجة، فإن التحضير يكون خيارًا يتماشى مع الكتاب المقدس. ومع ذلك، فإن معظم التحضير يكون مدفوعًا بالخوف وحب البقاء. إنه ناتج عن نقص في الإيمان، ويقول الكتاب في رومية 14: 23: "وَكُلُّ مَا لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ فَهُوَ خَطِيَّةٌ." إن الأسباب التي تجعل المسيحي يشارك في التحضير لنهاية العالم هي ما يحدد ما إذا كان الله يوافق على ذلك أم لا.
English
هل يجب على المسيحي أن يكون مستعدًا أو يشارك في التحضير لنهاية العالم؟
