السؤال
ما هي قيمة التدوين المسيحي؟
الجواب
يمكن أن يعني "التدوين" أشياء مختلفة لأشخاص مختلفين. بالنسبة لبعضهم، يكون التدوين صلاة مكتوبة. بالنسبة لآخرين، هو تسجيل لطلبات الصلاة وإجاباتها. قد يحتفظ البعض بمذكرات عن حقائق روحية مؤثرة بشكل خاص، ربما رؤى من عظة أو اقتباسات من كتب روحية أو مجموعة من آيات الكتاب المقدس. قد يكتب البعض حسابات عن لقاءات ذات معنى مع الله. بالنسبة للبعض، يكون الدفتر شكلًا من اليوميات، مكانًا لتسجيل أحداث اليوم وبعض الأفكار أو الرؤى حولها؛ قد تكون هذه الإدخالات قصيرة بعبارة أو عبارتين أو سرد طويل. قد يحتفظ البعض بـ "دفتر امتنان" أو "فرح" يسرد فيه يوميًا شيئًا أو أكثر - صغيرًا أو كبيرًا - يشكرون الله عليه. وما زال آخرون يدوّنون بطريقة يكتبون فيها أفكارهم أو يردون على موضوع معين؛ لا يكون هذا كثيرًا صلاة أو موجّهًا مباشرة لله بقدر ما يكون استكشافًا مكتوبًا لموضوع ما. يمكن أن تتنوع أشكال الدفاتر- مكتوبة في دفتر، مطبوعة على الكمبيوتر، في منتدى على الإنترنت، مشتركة مع الأصدقاء أو خاصة، تشمل أعمال فنية أو صور أو فن بصري فقط دون كلمات، إلخ. الكتاب المقدس لا يذكر التدوين، فهل لهذه الأنشطة قيمة؟
الكتابة أو الإبداع الفني من أي نوع تجعلنا نبطئ بما يكفي للاهتمام بذاتنا الداخلية. قد تتدفق الكلمات بسلاسة، أو قد تحتاج إلى وقت لتشكيلها. في كلتا الحالتين، الكتابة هي وسيلة تساعدنا على التأمل، والتفكير العميق، واستيعاب أمور الحياة بشكل كامل. يتحدث سفر الأمثال 4 عن اكتساب الحكمة مهما كان الثمن. وكلماته تشير إلى القصد والانتباه: "يا بُنَيَّ أُصغِ إلى كلامي، وأَمِل أذنك إلى أقوالي. لا تَبعدها عن عينيك، احفظها في قلبك، لأنها حياة للذين يجدونها وصحة لكل جسدهم. احرس قلبك فوق كل شيء، لأنه منه تنبع كل الحياة. لِتَثبت عيناك إلى الأمام، وانظر مستقيمًا إلى ما أمامك. أعطِ فكرًا دقيقًا لمسالك قدميك، واثبت في كل طرقك. لا تنحرف يمينًا ولا يسارًا، احفظ قدميك من الشر" (أمثال 4: 20–23، 25–26). يمكن أن يساعدنا التدوين على الانتباه والحفاظ على الحكمة في مقدمة أفكارنا. كما يمكن أن يكون وسيلة لحراسة قلوبنا أثناء البحث في داخلنا، مع الانتباه لما يجري في قلوبنا وتقديمه لله.
على الرغم من أن المزامير الكتابية ليست أمثلة حقيقية على "التدوين"، إلا أنها تُظهر كيف يمكن التعبير عن حقيقة تجاربنا جنبًا إلى جنب مع حقيقة من هو الله. الموضوعات المتنوعة في المزامير وصراحتها البالغة توضح كيف يمكننا أن نكون صادقين تمامًا مع أنفسنا ومع الله بشأن مشاعرنا وأفكارنا. في الدفاتر، يمكننا التعبير عن أنفسنا لله وتذكير أنفسنا بعظمته. يخبرنا لوقا 2: 19 عن مريم وهي تحفظ الأحداث المحيطة بميلاد يسوع وتتفكر فيها في قلبها. يقول مزمور 111: 2: "عظيمة أعمال الرب، يتفكر فيها جميع المحبّين لها." يمكن أن يساعدنا التدوين على التفكير في أمور الله الطيبة وتمجيده.
فائدة أخرى للتدوين هي وجود سجل مكتوب يمكن العودة إليه لاحقًا. في أوقات الجفاف الروحي أو الإحباط، يمكن للمرء النظر إلى دفتره وإيجاد التشجيع في أمانة الله السابقة أو تذكير بالحقائق. غالبًا ما أمر الله بني إسرائيل بإنشاء أشكال من التذكير. على سبيل المثال، كانت الفصح لتكون تذكيرًا بأمانة الله في إنقاذ بني إسرائيل من مصر (خروج 12). بعد عبور بني إسرائيل نهر الأردن على اليابسة، أعطى الله يشوع تعليمات حول إقامة حجارة تذكارية، لتكون "علامة بينكم. في المستقبل، عندما يسألكم أطفالكم، 'ماذا تعني هذه الحجارة؟' قولوا لهم أن مجرى الأردن قد قُطع أمام تابوت عهد الرب. عندما عبروا الأردن، قُطعت مياه الأردن. هذه الحجارة لتكون ذكرى لشعب إسرائيل إلى الأبد" (يشوع 4: 6–8). تتحدث المزامير 77 و143 تحديدًا عن تذكر أعمال الله في أوقات الشدة. يمكن أن يكون التدوين وسيلة لتذكيرنا بما فعله الله في تاريخنا الشخصي.
بالنسبة لأولئك الذين هم "كتّاب طبيعيون"، يمكن أن يكون التدوين وسيلة لاستخدام موهبتهم عن قصد للنمو في المسيح. يمكنهم استكشاف الحقائق المعروضة في الكتاب المقدس أو الأمور التي قد يعلمهم الله إياها من خلال ظروف الحياة. يمكن استخدام الدفاتر للنظر إلى الماضي، طالبين من الله كشف الحقيقة التي ربما فاتتنا أو لجلب الشفاء. يمكننا أيضًا استخدام الدفاتر للتعبير عن الآمال للمستقبل وتقديم رغباتنا لله. يمكن استخدام الدفاتر كطريقة لدراسة الكتاب المقدس الشخصية. يمكن أن تكون الدفاتر المملوءة بالحقائق الكتابية والروحية أداة مرجعية سريعة.
التدوين مثير للبعض ويبدو مرهقًا للآخرين. لا توجد طريقة صحيحة أو خاطئة للتدوين. وبحسب الشخص، قد يكون ذا قيمة عالية أو لا يضيف الكثير. التدوين بالتأكيد ليس شرطًا للنمو المسيحي، لكنه يمكن أن يكون أداة رائعة.
English
ما هي قيمة التدوين المسيحي؟
