السؤال
ما هي أهمية كورزين في الكتاب المقدس؟
الجواب
كانت كورزين، أو كورازيم، مدينة في منطقة الجليل الأعلى، تقع على تلة فوق الشاطئ الشمالي لبحر الجليل، بالقرب من كفرناحوم. وإلى جانب بيت صيدا وكفرناحوم، كانت كورزين جزءًا مما يسمى "المثلث التبشيري"، وهي المدن التي كان يسوع المسيح غالبًا ما يسير فيها ويعلّم ويصنع المعجزات أثناء خدمته الأرضية. وعلى الرغم من أنها كانت موقعًا للعديد من الآيات والعجائب، إلا أن كورزين قابلت ذلك بعدم الإيمان والاستمرار في الخطيئة.
"الويل" الذي نطق به يسوع على كورزين
يروي إنجيل متى عدم توبة كورزين: "حينئذ ابتدأ يوبخ المدن التي صنعت فيها أكثر قواته لأنها لم تتب. ويل لكِ يا كورزين! ويل لكِ يا بيت صيدا! لأنه لو صنعت في صور وصيدون القوات المصنوعة فيكما، لتابوا قديمًا في المسوح والرماد. ولكن أقول لكم: إن صور وصيدون يكون لهما حال أكثر احتمالًا يوم الدين مما لكما" (متى 11: 20–22). وهناك أيضًا رواية أخرى لهذا "الويل" في لوقا 10: 13–14. هذان المقطعان هما الموضعان الوحيدان اللذان يُذكر فيهما اسم كورزين في الكتاب المقدس.
وعلى الرغم من أن المعجزات التي صنعها يسوع في كورزين لم يتم تحديدها على وجه التحديد في الكتاب المقدس، فإن الشعب هناك كان شاهد عيان لمعظمها. ويُفترض أن يكون سكان كورزين قد أظهروا إيمانًا أعظم ومستوى أعمق من التوبة مقارنة بغيرهم، لكن هذا لم يحدث.
في وقت لاحق، لعن يسوع شجرة تين بالقرب من أورشليم (مرقس 11: 12–26). كانت هذه الشجرة العقيمة ترمز إلى أمة إسرائيل التي رفضت مسيحها. وبالطريقة نفسها، فشلت كورزين في الإصغاء إلى تعليم يسوع أو الاستجابة لعمله.
مسؤولية أعظم على من نالوا نورًا أعظم
قارن يسوع كورزين بالمدن الفينيقية الوثنية، صور وصيدون. قال إن يوم الدين سيكون "أكثر احتمالًا" على صور وصيدون من كورزين. السبب واضح: لو أُتيحت لهاتين المدينتين الفرص نفسها لرؤية معجزات الرب، لتابوا عن خطاياهم. لكن كورزين فشلت في التوبة ورفضت فعليًا الإنجيل الذي كان يسوع يعلنه. لقد أُعطيَ سكان كورزين نورًا أعظم، وكان عليهم أن يفتحوا أعينهم ويبصروا.
ونجد المبدأ نفسه في لوقا 12، حيث قال يسوع: "وأما الذي لا يعلم، ويفعل ما يستحق ضربات، فإنه يُضرب قليلًا. فكل من أُعطي كثيرًا، يُطلب منه كثير، ومن يودعونه كثيرًا، يطلبون منه أكثر" (لوقا 12: 48). لقد شاهدت كورزين معجزات يسوع مباشرة، وسمعوا رسالة الإنجيل من فمه. لقد أُؤتمنوا على الكثير، ومطلوب منهم الكثير.
دمار كورزين
تحقّق الويل الذي نطق به يسوع على كورزين في النهاية. فعلى الأرجح، المدينة التي تُعرف اليوم باسم خرائب خربة كرازة كانت موقع كورزين القديمة، وكانت مهجورة بحلول القرن الرابع الميلادي حسب ما ذكره المؤرخ يوسابيوس (في كتابه "أونومستيكون"، المدخل "كورزين"). وتبقى كورزين شاهدة على عواقب الخطية المستمرة وعدم التوبة. فنحن جميعًا مسؤولون عن النور الذي أعطانا الله إياه. والله "يأمر الآن جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا" (أعمال الرسل 17: 30).
English
ما هي أهمية كورزين في الكتاب المقدس؟
