السؤال
ما هو عيد التطهير (كاندلماس)؟
الجواب
عيد التطهير، أو ما يُعرف بالإنجليزية باسم Candlemas (أي "قداس الشموع")، هو احتفال كنسي يخلّد ذكرى تقديم يسوع في الهيكل وتطهير مريم بحسب الشريعة. تختلف مواعيد الاحتفال به من كنيسة إلى أخرى، لكن غالبًا ما يُقام في 2 فبراير، أي بعد أربعين يومًا من عيد الميلاد (شاملاً اليوم نفسه)، أو في الأحد الواقع بين 28 يناير و3 فبراير. أما الكنائس التي تحتفل بميلاد المسيح في 6 يناير، فتُقيم عيد التطهير في 14 فبراير.
سُمّي العيد "عيد الشموع" لأن الكنائس تُبارك فيه الشموع بالماء المقدس والبخور، وغالبًا ما تسبق القداسَ مسيرةٌ تحمل فيها الشموع. تُقام احتفالات هذا العيد اليوم في الكنائس الأنغليكانية والأرثوذكسية والكاثوليكية الرومانية.
يعود أصل العيد إلى ما ورد في إنجيل لوقا 2، حين تبع يوسف ومريم تعليم الشريعة الوارد في سفر اللاويين 12. فبحسب الناموس، كانت الأم تُعتبر نجسة سبعة أيام بعد ولادة الذكر، ويُختَن الطفل في اليوم الثامن، ثم في اليوم الأربعين تُقدَّم الذبيحة ويُعتبر كلٌّ من الأم والطفل طاهرين. كانت الذبيحة المطلوبة خروفًا ابن سنة وحمامة أو يمامة، لكن إذا كانت الأسرة فقيرة، يُكتفى بيمامتين أو حمامتين. وفي اليوم الأربعين بعد ميلاد يسوع، أحضره يوسف ومريم إلى الهيكل وقدما زوجًا من الحمام كما ورد في الناموس (لوقا 2: 22–24). وهناك التقيا سمعان الشيخ، الرجل البار الذي وعده الله بأنه لن يموت قبل أن يرى المسيح. وعندما حمل الطفل يسوع، بارك الله وتنبأ عن رسالته، وقال إن يسوع سيكون "لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل"، وإن مريم ستتألم هي أيضًا (الآيات 25–35). كما التقت مريم بالنبية حنّة التي عرفت في يسوع المخلّص المنتظر (الآيات 36–38).
يُعرف العيد أيضًا بأسماء أخرى مثل "تقديم يسوع في الهيكل"، و"تطهير مريم العذراء"، و"عيد اللقاء". ويُعدّ من أقدم الأعياد المسيحية، إذ أقدم عظة معروفة عنه تعود إلى سنة 312م، وأقدم طقوسه إلى سنة 381م. كان في بدايته احتفالًا بسيطًا، لكنه اكتسب أهمية أكبر بعد أن فُسّر شفاء وباء ضرب القسطنطينية سنة 541 كاستجابة للصلاة والصوم في هذا العيد، فأصبح منذ ذلك الحين من الأعياد الاثني عشر الكبرى في أوروبا.
مع مرور الزمن، ارتبط العيد بعدد من العادات الشعبية. ففي بعض مناطق أوروبا يُحضّر الناس الكريب (الفطائر الرقيقة) في هذا اليوم بينما يمسكون بعملة معدنية في يدهم تفاؤلًا بالثروة والسعادة خلال العام. وفي اسكتلندا كان هذا اليوم موعدًا لدفع الإيجار الربع سنوي، بينما في أمريكا يتزامن مع يوم "Groundhog Day". وفي مناطق أخرى، كان اليوم يُحدد فيه موعد حراثة الحقول وتهيئتها للزراعة، وبعض المسيحيين يتركون زينة عيد الميلاد حتى عيد التطهير.
أما من جهة الإيمان المسيحي، فليس هناك ما يمنع من تذكّر يوم قدّم فيه يوسف ومريم يسوع إلى الهيكل وعبده سمعان وحنّة كمخلّص منتظر. لذا، لا ضرر في الاحتفال بهذا اليوم ما دام يُكرّم المسيح. لكن ينبغي للمؤمنين أن يرفضوا الخرافات المرتبطة به مثل التنبؤ بالطقس أو اعتبار الإبحار فيه نذير شؤم. كذلك فإن الكنيسة الكاثوليكية تستغل هذا العيد لتأكيد عقيدة "بتولية مريم الدائمة"، وهي عقيدة لا يعلّمها الكتاب المقدس.
English
ما هو عيد التطهير (كاندلماس)؟