السؤال
من هو كالب في الكتاب المقدس؟
الجواب
تبدأ قصة كالب، الرجل المخلص لله، في سفر العدد. بعد أن أخرج الله بني إسرائيل من عبودية مصر، قادهم إلى حدود أرض كنعان، الأرض التي "تَفِيضُ لبناً وعسلاً" والتي وعدهم الله بامتلاكها (خروج 3: 8، 17). اختار موسى اثني عشر رجلاً، من كل سبط واحد، للاستطلاع قبل دخول الأرض. وكان من بينهم كالب، ممثل سبط يهوذا. جَسّ الاثني عشر الأرض لمدة أربعين يومًا ثم عادوا إلى موسى. وأبلغوا أن الأرض مثمرة بالفعل، لكن سكانها هم من نسل عُناق الأقوياء. خاف العشرة من الجواسيس من حجم وقوة الكنعانيين وحذّروا موسى من دخول كنعان (العدد 13: 23–33).
أوقف كالب الرجال المتذمرين والخائفين قائلاً: "نَصْعَدُ ونَمْلِكُها، لأننا قادرون على ذلك بالتأكيد" (العدد 13: 30). اتخذ كالب موقفه لأنه كان يتبع الرب من كل قلبه (يشوع 14: 8–9). كان كالب يعرف وعود الله لبني إسرائيل، وعلى الرغم من الأدلة التي رآها بنفسه عن العقبات، كان لديه إيمان بأن الله سيمنحهم النصر على الكنعانيين.
للأسف، تجاهل شعب إسرائيل كالب واستمعوا إلى تقرير الجواسيس الآخرين. خافوا كثيرًا حتى أنهم بكىوا طوال الليل وتمنوا لو ماتوا بيد سادة عبوديتهم في مصر (العدد 14: 1–4). تحوّلوا ضد كالب ويوشع (الجاسوس من سبط أفرايم) وأرادوا رجمهم فورًا (العدد 14: 6–10). غضب الله بشدة من الشعب وهدد بتدميرهم حتى شفع موسى لهم. تراجع الله، لكنه قرر أن الشعب سيتيه في البرية حتى يموت كل ذلك الجيل غير المؤمن. لكنه قال: "عَبْدِي كالب له روح مختلفة ويتبعني من كل قلبه" وأعطاه وعدًا بأنه سيرث كل الأرض التي رآها كجاسوس (العدد 14: 11–24).
تجول بني إسرائيل في البرية لمدة أربعين سنة حتى مات كل ذلك الجيل باستثناء يوشع وكالب (العدد 14: 29–30). بعد الأربعين سنة من التيه وخمس سنوات أخرى من الحروب داخل كنعان، كان عمر كالب 85 سنة، لكنه كان قويًا كما كان دائمًا وقادرًا على محاربة نفس أبناء عُناق الذين أخافوا قومه. وُلدت ثقته من إيمانه المطلق بوعود الله (يشوع 15: 13–14).
شملت أراضي كالب في كنعان "قريث أربعة، أي حبرون. (وكان أربعة جد عُناق.) طرد كالب من حبرون أبناء عُناق الثلاثة: ششاي، وأحيمان، وتلمي" (يشوع 15: 13–15). ثم سار نحو شعب دبّر (الذي كان يُسمى سابقًا قريث سفر) (الآيات 13–15). أسر عثنيئيل، ابن أخ كالب، قريث سفر وأعطاه كالب ابنته عكصة زوجة له (الآيات 16–17). لاحقًا طلبت عكصة من والدها تضمين بعض ينابيع الماء كجزء من ميراثها (الآيات 18–19)، فأعطاها إياها. في وقت لاحق أصبح عثنيئيل، صهر كالب، أول قاضٍ لإسرائيل (القضاة 3: 7–11).
من قصص حياة كالب نرى رجلاً مخلصًا وثق بالله ليكمل وعوده بينما سمح الآخرون لمخاوفهم أن تطغى على إيمانهم الضعيف. وحتى في شيخوخته، بقي كالب ثابتًا في إيمانه. باركه الله لإيمانه وصبره، وهو تشجيع لنا لنثق بالله. مثل كالب، ينبغي أن نكون مستعدين لنتبع الله في كل ظرف، منتظرين بصبر لتحقيق وعوده، ومستعدين للعمل عندما يحين الوقت المناسب.
English
من هو كالب في الكتاب المقدس؟
