السؤال
ماذا يقول الكتاب المقدس عن الشعور بعدم الأمان؟
الجواب
الشعور بعدم الأمان يعنى انعدام الثقة، سواء في أنفسنا أو في شخص آخر. هناك العديد من أسباب الشعور بعدم الأمان، ولكن أهمها فشلنا في الثقة الكاملة بالله (إرميا 17: 7-8). كمؤمنين، لدينا هذا التأكيد: "وَيَتَّكِلُ عَلَيْكَ ٱلْعَارِفُونَ ٱسْمَكَ، لِأَنَّكَ لَمْ تَتْرُكْ طَالِبِيكَ يَا رَبُّ" (مزمور 9: 10؛ انظر أيضًا تثنية 31: 8؛ مراثي 3 : 57). إذا كنا نعلم أن الله معنا، فلماذا لا نزال نعاني من مشاعر عدم الأمان والشكوك والمخاوف؟ لماذا يبدو الله بعيدًا جدًا؟
الشك هو واحد من أكبر الأسلحة في ترسانة الشيطان. يحب الشيطان أن نسأل من نحن وكيف نبدو في عيون الآخرين (أفسس 2: 1-2؛ أفسس 6: 12؛ صموئيل الأول 16: 7). يريدنا أن نشعر بعدم الأمان من جهة معنى وهدف حياتنا، وإلى أين نحن ذاهبون، وكيف سنصل إلى هناك.
سبب آخر للشعور بعدم الأمان هو الاعتماد على الثروة والممتلكات بدلاً من الاتكال على الله. يخبرنا العالم غالبًا أن مقياس نجاحنا هو مقدار ممتلكاتنا. يُنظر إلى أمور مثل امتلاك أحدث التقنيات أو أفضل الملابس أو أسرع المركبات أو أكبر المنازل على أنها مؤشر على النجاح بل حتى وسيلة للحماية من الضيقات. ومع ذلك، يعلّمنا الكتاب المقدس ألا نعلق آمالنا على الثروة الأرضية بل على الله: "أَوْصِ ٱلْأَغْنِيَاءَ فِي ٱلدَّهْرِ ٱلْحَاضِرِ أَنْ لَا يَسْتَكْبِرُوا، وَلَا يُلْقُوا رَجَاءَهُمْ عَلَى غَيْرِ يَقِينِيَّةِ ٱلْغِنَى، بَلْ عَلَى ٱللهِ ٱلْحَيِّ ٱلَّذِي يَمْنَحُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِلتَّمَتُّعِ"(تيموثاوس الأولى 6: 17 ، التشديد مضاف؛ انظر أيضًا مرقس 10: 23-25؛ لوقا 12: 16-21). الثروات، كونها غير يقينية، ستجلب بالتأكيد الشعور بهدم الأمان لمن يثقون بها.
في كثير من الأحيان، يتخذ الشعور بعدم الأمان شكل القلق بشأن المستقبل. كان يسوع متعاطفًا عندما قال: "فَلَا تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا ٱلْأُمَمُ. لِأَنَّ أَبَاكُمُ ٱلسَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا. لَكِنِ ٱطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ ٱللهِ وَبِرَّهُ، وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. فَلَا تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لِأَنَّ ٱلْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي ٱلْيَوْمَ شَرُّهُ" (متى 6: 31-34). المخاوف المقلقة بشأن المستقبل متجذرة في الشك في تدبير الله. وهذا يولد الشعور القوي بعدم الأمان وانعدام السلام، مما يؤدي إلى الخوف والاكتئاب. عندما نشك في الله، ينتصر الشيطان (فيلبي 4: 6؛ بطرس الأولى 5: 8).
قد ينتج الشعور بعدم الأمان أيضًا عن الانشغال بأشياء العالم: "لَا تُحِبُّوا ٱلْعَالَمَ وَلَا ٱلْأَشْيَاءَ ٱلَّتِي فِي ٱلْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ ٱلْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ ٱلْآبِ" (يوحنا الأولى 2: 15). لا يمكن أن نجد الأمان في الأشخاص أو الأشياء أو مؤسسات هذا العالم، بما في ذلك المؤسسات الحكومية. يصبح بعض الناس مهووسين بوجود القادة المناسبين في الحكومة والقوانين الصحيحة والسياسات الصحيحة. وهم يزعمون أنه عندما تكون الحكومة في الأيدي الخطأ، فإن الأمة محكوم عليها بالفناء. ومع ذلك، يعلمنا الكتاب المقدس أن الله هو المسيطر وأن سلطانه يمتد إلى القادة الحكومات (أمثال 21: 1؛ دانيال 2: 21). وفي حين يجب أن نمارس المواطنة الصالحة وأن نصوت بما يتفق مع ضميرنا، يجب علينا أيضًا أن ندرك أن سياسة الحكومة لا يمكن أن تنقذنا. الله وحده هو القادر على ذلك (إشعياء 33: 22؛ مزمور 143: 6؛ إرميا 17: 5-6).
يضع آخرون ثقتهم في راعيهم أو قادة الكنيسة الآخرين. ومع ذلك، يمكن للبشر أن يخذلونا، وسيخذلوننا. وحده المسيح هو الأساس الراسخ الأكيد. "هَكَذَا يَقُولُ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ: هَأَنَذَا أُؤَسِّسُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرًا، حَجَرَ ٱمْتِحَانٍ، حَجَرَ زَاوِيَةٍ كَرِيمًا، أَسَاسًا مُؤَسَّسًا: مَنْ آمَنَ لَا يَهْرُبُ" (إشعياء 28: 16). يسوع هو الصخرة الصلبة ورجاءنا الوحيد في الأمان (متى 7: 24).
في كثير من الأحيان، يكون سبب الشعور بعدم الأمان لدينا هو الانشغال غير المبرر بأنفسنا، عقلية أساسها "كل شيء يتعلق بي". يحذرنا الكتاب المقدس من الانغماس في الذات والكبرياء (رومية 12: 3). سيتم عمل الله "لَا بِٱلْقُدْرَةِ وَلَا بِٱلْقُوَّةِ، بَلْ بِرُوحِي قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ" (زكريا 4: 6).
يأتي الأمان الحقيقي عندما تدرك حقيقة أنه "يَمْلَأُ إِلَهِي كُلَّ ٱحْتِيَاجِكُمْ بِحَسَبِ غِنَاهُ فِي ٱلْمَجْدِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ" (فيلبي 4: 19). عندما تصارع الشعور بعدم الأمان، لا تنس أبدًا وعد الله: "ذُو ٱلرَّأْيِ ٱلْمُمَكَّنِ تَحْفَظُهُ سَالِمًا سَالِمًا، لِأَنَّهُ عَلَيْكَ مُتَوَكِّلٌ" (إشعياء 26: 3).
English
ماذا يقول الكتاب المقدس عن الشعور بعدم الأمان؟
