settings icon
share icon
السؤال

ماذا يقول الكتاب المقدس عن السلطة؟

الجواب


وفقًا للكتاب المقدس، يجب الخضوع للسلطة واحترامها. هذا تعليم صعب للكثيرين، إذ قد يبدو أن الكتاب المقدس يبرر من يحكم أو يدير الآخرين بقسوة وظلم. ربما أكثر الآيات شهرةً حول هذا الموضوع تأتي من رسالة رومية 13: “خضعوا لكل سلطة قائمة، لأنه لا توجد سلطة إلا من الله، والسلطات القائمة من الله أُنشئت” (رومية 13: 1). كما يُحذّرنا الكتاب المقدس من أن التمرد على السلطة يُعد تمردًا على الله نفسه (رومية 13: 2).

قد يجادل البعض أن هذه الآيات تخص الحكام الصالحين فقط، لأن النص يوضح أن هؤلاء الحكام “لا يمثلون رعبًا للذين يفعلون الصواب” وأنهم “خدام الله، أدوات الغضب لإيقاع العقاب على المسيء”؛ ولهذا “من الضروري الخضوع” و”لأجل دفع الضرائب، لأن السلطات خدام الله، منشغلون بالحكم” (رومية 13: 3-6).

ماذا يقول الله عن التعامل مع الحكام الظالمين؟ في نص آخر معروف وصعب، يقول الكتاب المقدس: “أيها العبيد، اخضعوا لأسيادكم بكل احترام، ليس فقط للصالحين والعطوفين، بل أيضًا للقساة منهم.” ويشرح: “لأنها مشيئة الله أن تصمتوا بالكلام الصالح على تجاهل الناس الجاهلين” و”أظهروا الاحترام الواجب للجميع: أحبوا إخوة الإيمان، اتقوا الله، أكرموا الملك. فمن المحمود أن يتحمل الإنسان الألم من الظلم وهو واعٍ بالله، وإذا عاني من أجل فعل الخير وصبر، فهذا محمود أمام الله. لأنكم دُعيتم لذلك، كما عانى المسيح من أجلكم، تاركًا لكم مثالًا لتتبع خطواته” (1 بطرس 2: 15، 17-21).

قد تبدو هذه الرسائل صعبة، وربما يظن البعض أن لله ميلًا للسادية، لكن هذا تفسير خاطئ للكتاب المقدس. دعوة الله الدائمة لإظهار المحبة، الشرف، والاحترام للآخرين تعكس رؤيته لملكوت الله على الأرض. يريد الله أن نعيش الحياة بالكامل (يوحنا 10:10) ويعدنا بحياة أبدية ومجيدة (يوحنا 3: 16؛ 14: 2-3، 23).

رسالة الكتاب متسقة في رسالة أفسس 6: 6-9، حيث يُحث على الطاعة ليس لجذب الإعجاب فقط عندما يرانا الناس، بل بأن نكون “عبيد المسيح، نعمل مشيئة الله من القلب”، نعمل بجد وكأننا نخدم الرب، ونعلم أن الله سيجازينا على كل خير نفعله. والرسالة نفسها توجه إلى أسياد العبيد، قائلًا: “عاملوا عبيدكم بالمثل”، لأن الله سيدهم وسيد عبيدهم على حد سواء.

على الرغم من وجود حكومات ظالمة أو طاغية، كما نرى في كتب القضاة وملوك الأول والثاني، وكذلك في عالم اليوم، يؤكد الله أن الاحترام، اللطف، والخضوع جزء من خطته (1 تسالونيكي 5: 12-18)، وأن الفشل في اتباع هذا المبدأ يؤدي إلى الانحلال والفوضى نتيجة الأنانية (2 تيموثاوس 3: 1-9).

باختصار، يطمئننا الله أن المصاعب المؤقتة لا ينبغي أن تطغى على النشوة الروحية والفرح الأبدي الذي ينتظرنا معه.

English



عد إلى الصفحة الرئيسية باللغة العربية

ماذا يقول الكتاب المقدس عن السلطة؟
Facebook icon Twitter icon YouTube icon Pinterest icon Email icon شارك هذه الصفحة:
© Copyright Got Questions Ministries